العطل و الإعتصامات ( المناخية – االدينية – الرسمية ) هل هي الحل !

د . خالد القره غولي

كلام جميل ومنطقي لكنه بعيد جدا عما يجري في العراق من أحداث , فعلى ما يبدو أن مستشاري السيد ( رئيس الوزراء ) لا يوصلون إليه حقيقة ما يجري من أمور بأمانة وصدق .. لذلك أطلب من السيد ( العبادي ) المحترم أن يلتفت يمينا ويسارا ويقترب أكثر من عقول الناس لا من عواطفهم ويرى كيف تحول العراق بعد عام

( 2003 ) إلى حقل كبير من الدكتاتورية وفرض العطل المناخية والإجبارية والدينية والأعياد والإضراب العام بمناسبة أو بدوم مناسبة .. وبدأ العراق بتصنيع الدكتاتورية وتصديرها مجانا فالدكتاتورية نخرت جسد العراق وتحولت إلى مرض لا يمكن الشفاء منه ففي بلدنا ترى الدكتاتورية في كل مكان .. في دوائر ومؤسسات الدولة ووزاراتها وتحول أسياد الدكتاتورية في العراق إلى رجال دين ومسؤولين وأعضاء في مجلس النواب ومحافظين , أرجو من السيد ( العبادي ) أن يراجع أوراقه جيدا وهو

( الشجاع ) بأن يقوم بأول فحص للمحسوبين عليه ويرى كم ممن يدعي الولاء له بأنهم دهاقنة الدكتاتورية وسلاطينها , وما يقال عن ) الآمر ) له علاقة بالدكتاتورية الجديدة في عهد الديمقراطية إننا ( الآن ) لا نمتلك كما يقال ( ظهوراً ) من موضوع الإنجرار خلف السياسيين لأن السياسة مجمع وماخور للنفاق والدجل والكذب وأن الّذين يظهرون متصارعون مختلفون فيما بينهم في الفضائيات سيأتي يوم يجلسون ويتصافحون ويضحكون ويتبادلون النكات .. ثم يذهبون إلى الولائم وأحدهم يمسك بيدِ الآخر أردنا مئات المرات أن نوصل هذه الفكرة بعدم الإنجرار خلف السياسيين العراقيين أو من يسمون أنفسهم قادة في العراق .. ولم يسمعنا أحد لأننا لا نمتلك أرصدةً في المصارف الأجنبية أو حمايات أو عشرات السيارات أو شيوخاً أو وجهاء .. بل كنّا ومازلنا نعاني ما يعانيه شعبنا الأبي المجاهد من ويلات الخراب والدمار منذ أن وطأت دبابات العدو الأمريكي المحتل أرض الرافدين !

إنسحب العدو المحتل وبدأ إحتلالٌ أخطر منه وهو إحتلال الأهل ( للأهل ) والسياسيون يقبعون في أبراجهم متوزعين في الداخل والخارج .. وجوه لم نرها من قبل رأست جموع الناس ومثلتهم .. مراهقون لم يفقهوا من الدنيا شيئاً بعد أصبحوا منظرين في حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين .. بينما عجلة الموت تحصد برؤوسنا تباعاً .. إنتخابات عجيبة ومرشحون أغلبهم من أصحاب النفوذ والمقاولين والمذيلين لشخصيات تفتخر أنها كانت السبب الرئيس لإدخال العدو المحتل إلى العراق .. وآخرون وآخرون همهم التمسك بالجاه والمناصب والترف وحقن العقول بدواءٍ موجع إسمه الصبر .. الصبر على هذه البلوى التي يمرُّ بها الشعب العراقي بعد أن ضاع عليهم كل شيء .. نعم كل شيء ولم نرجع إلى المربع الأول فقط بل نُفينا خارج ساحة المربعات .. ألا يوجد لهؤلاء الناس من رادع.. من ضمير .. من تقوى أن يدعو العراقيين وشأنهم !

أما كفاهم ضحكاً على الذقون والعقول والقلوب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here