داعش لم يقتلنا

قد يستغرب القارئ من عنوان المقالة , ويقول أذن من قتلنا خلال السنوات الماضية ، سيارات مفخخة عبوات ناسفة عمليات انتحارية ، و الأسلحة الكاتمة ، وأخرها في إحدى قرى الموصل خمسة أشخاص من عائلة واحدة ومن بينهم رجل عجوز مقعد لا يستطيع حتى النطق .
لا يمر يوم علينا ولا نسمع خبر تفجير أو قتل ،أو عمليات خطف لمواطنين أبرياء في الطرق الخارجية ، وإذا مرة يوم علينا من دون تفجير أو قتل ، نبقى نتخوف من اليوم القادم ، لأننا حسب تجاربنا السابقة الهدوء الذي يسبق العاصفة ، والعاصفة القادمة الله يعلم كيف ستكون .
ليس هذا وحسب والتهديدات والمخاطر مازلت قائمة ، والمخاوف تزداد لدى الكثيرين بعد عودة نشاط داعش في بعض المناطق في الآونة الأخيرة ، وحقيقية لا يختلف عليه اثنان وضع البلد يساعد على عودة الجماعات المسلحة الإرهابية برمش العين ، والأسباب معروفة من الجميع .
في السنوات الماضية كانت حجة من في الحكم في عدم استقرار الوضع الأمني ، والسيطرة على نشاط الجماعات الإرهابية ، وضع البلد العام غير مستقر ، صراع سياسي محتدم بين القوى الداخلية وقوى خارجية ، ومدى انعكاسها السلبي على أوضاع البلد ، نقص في العدد والعدة بتشكيل القوى الأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها , بينما إمكانيات وقدرات الجماعات المسلحة تفوق قدراتنا بنواحي كثيرة جدا ، ليكون شعبنا الضحية الأولى ويدفع ثمنها باهظ جدا من خيرة دماء شبابنا .
أما اليوم فما هي حجتكم يا ساسة ووضع البلد العام مستقر بنواحي كثيرة لم نشهدها في السابق ، وإمكانيات كبيرا جدا ومتطورة لقواتنا الأمنية من ناحية العدة والعدد ، ومعظم أرضينا تحت السيطرة بينما في السابق الكثير منها خارج سيطرة الحكومة المركزية ، و لا ننسى وجود قوات وطنية وضاربة ومهنية اثبت كفاءة قتالية عالية في ساحات الوغى , أنها قوات الحشد الشعبي ودورها يشهد له الجميع في الدفاع عن الوطن وعن المقدسات ، وأيضا شعبنا يذبح من الوريد إلى الوريد يا ساسة المنطقة الخضراء .
والدعم الخارجي للبلد من السقوط ليومنا هذا بمختلف أنواعه من أقوى الدول العظمى ، الأمريكي الروسي الإيراني وأبرمنا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي مع أمريكا ، والمشهد المأساوي مستمر وأيضا قتلنا بلغت الآلاف والأرمل واليتامى في أعداد لم نشهدها في تاريخ العراق من قبل .
إعلان النصر النهائي على داعش عسكريا ؟ وداعش يصول ويجول في عدة مناطق ومنها الصحراوية ، والحجة مناطق واسعة ومفتوحة يصعب السيطرة عليها،والقيادات الأمنية تهدد وتتوعد وعملياتها العسكرية مستمرة والحال نفس الحال ، آلا توجد قوات كافية للسيطرة عليها ، والقائد العام للقوات المسلحة يصرح بذلك ،وتوفر طائرات حربية ومسيرة مع العلم سابقا كانت الحجة عدم توفرها ،ومن يقتلنا يدخل إلى قرية ويخرج بسلام ، وينصب السيطرات الوهمية ويقتاد المواطنين ويقتلهم .
من قتلنا ليس داعش بل من في السلطة اليوم، لأنه القاتل الحقيقي لشعبنا حكام الأحزاب التى فشلت في إدارة الدولة ومؤسساتها ، تعين أشخاص ليس لديهم خبرة ولا كفاءة في كل المجالات ومنها الجانب الأمني ، رتب عسكري توزع بالمجان دون أي قيد أو شرط ،وإبعاد الكفاءات الوطنية ، جعلوا من داعش ورقة رابحة وضاغطة من اجل السلطة والنفوذ ، ومن اجل تحقيق مأربهم وأجندتهم ومن يقف ورائهم في الظلمات .
داعش لن يستطيع قتلنا لو كانت لدينا حكومة قوية وأجهزة أمنية قادرة وذات خبرة عالية في اتخاذ إجراءات صارمة بحقهم ، ووضع الخطط المناسبة لمنع وجودهم والقضاء عليهم في أي رقعة من أرضنا الحبيبة .
دم من قتل في الكرسي المتحرك ومن قبله ومن بعده في أعناقكم ، مهما طال الدهر ستحاسبون عليها، ونهاية صدام لا تنسوها لأنه نهاية كل ظالم .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here