هيجان المطر في دار الثقافة والنشر الكردية

ماجد سوره‌میري

صدر عن دار الثقافة والنشر الكردية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ديوان شعري جديد للشاعر زرار سه ‌رتاش يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، طبع في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة، وأبدعت ريشة الفنانة منى محمد غلام في تصميم غلافه الأنيق، ويضم الديوان بين طياته عشرات القصائد الحديثة التي تتحدث عن الحب والوطن والماء والمطر بأسلوب سلس يجذب القارئ منذ الكلمة الأولى فيجعله يتيه في خضمها ويتنقل عبر عوالمها الجميلة أحيانا والداكنة أحيانا أخرى والمشوشة ليقترب من الأوضاع التي نعيشها اليوم من دون الابتعاد عن الحقب التاريخية القريبة التي تركت آثارها في النفوس عبر تجسيد تلك الآثار في عمق ضمير الإنسان الكردي والعراقي وما تعرض له من جروح وحتى الطبيعة التي تأثرت هي الأخرى بتلك الحقب، أن المطر في ديوان “هيجان في رحيل المطر” هو الثيمة الأساسية لمجمل القصائد، وكما هو معلوم أن “موسم الشتاء بكل مظاهره من الأمطار وبرودة الجو والصقيع والغمام يحبه الكثير ممن لديهم حسن فني من الشعراء والأدباء، فكل تفاصيل حياتنا لها رمزية معينة، ففصل الشتاء يعبر عن الحب والرومانسية تارة، وتارة أخرى يعبر عن الوحشة والخوف، وهذا ما يتمظهر منذ المقطع الشعري الأول للديوان الذي يقول فيه الشاعر:
أنا بانتظار المرأة الغجرية،
وأقرأ كف جثث الأرصفة المتبقية،
لأن السفر سفر توديع.
عندما تنشف الأجساد في الماء
وتصبح بخارا
يا الهي؛ في أي موطن تصبح مطرا؟
بأية نسمة تصبح ندى
وعلى أية ورقة كنّار متساقطة تحطّ؟
ولا تنحى باقي القصائد بعيدا عن هذه الأجواء كثيرا فالمطر والندى والبلل والماء والتبخر وغيرها من الكلمات المرادفة تتكرر في القصائد من دون أن تبعث على الملل؛ بل على العكس تمنح تنوعا من نوع آخر وتدخل في عوالم جديدة تجعل المتلقي يزداد بها شغفا وحبا، حتى وكأنه يحاكي الحاجة الدائمة واليومية للماء وما يشتق منه.

10/9/2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here