المهندس الصرخي : أين الأمم المتحدة و منظماتها الإنسانية من معاناة النازحين ؟

تُعد الأمم المتحدة الكيان الدولي الأول في رعاية حقوق الإنسان، و أنها بمثابة الراعي الرسمي الدولي في حماية المضطهدين من فقراء، و مساكين بغض النظر عن هويتهم القومية، لأنها انبثقت من رحم المواثيق، و المعاهدات الدولية الرفيعة المستوى حتى خرجت بلائحة بنود تتيح لها ممارسة نشاطاتها، و بكل حرية، و بأي مكان من العالم يقع تحت ظلم، و استبداد الجبابرة الفاسدين، بالإضافة إلى خدماتها المتواصلة في مساعدة، و دعم السكان الذين يتعرضون لويلات الكوارث الطبيعية، فتمد لهم مختلف الخدمات الطبية، و الغذائية، وكذلك رفدهم بما يوفر لهم المسكن المؤقت من خيم، و منازل متنقلة، و كذلك نراها قد تصدت للدفاع عن حقوق، و تقديم وسائل الإغاثة لكل مهجر، و نازح من دياره بسبب الحروب، و العمليات العسكرية التي تحدث بين الحين، و الآخر، حتى أنها تخصص المليارات لتقديم أفضل الخدمات المتعددة، وهذا ما نراه متحققاً على أرض الواقع، لكنه مما يؤسف له تقاعس هذه المنظمة عن معظم واجباتها الملقاة على عاتقها مع أهلنا النازحين في العراق، الذين باتوا ينتظرون الدعم من أبناء وطنهم الغيارى، و أهل الخير لمد يد العون لهم، و دعمهم بالمساعدات الغذائية، و الطبية بعد يأسهم من الحكومة و تلك المنظمات، في حين أن العراق غنيٌ بموارده الطبيعية، و المالية القادرة على تلبية جميع متطلبات و احتياجات النازحين لو أُستخدمت بالشكل الصحيح، و كانت بحق في خدمة النازحين حتى لو كانت بإشراف الأمم المتحدة، التي تمتلك القدرات، و الخبرات الكافية على إدارة شؤونهم ، وعلى أكمل وجه فلماذا تقاعست تلك المنظمات عن واجباتها، و تخلت عن هذه الشريحة المظلومة في كل شيء، مما دفع بالمهندس الصرخي إلى توجيه النداءات، و الدعوات المستمرة للأمم المتحدة لدعم، و مساعدة، و إغاثة النازحين، فكان من أبرزها مشروع الخلاص الذي أطلقه الصرخي في 8/6/2015 داعياً فيه منظمة الأمم المتحدة إلى ممارسة مهامها بشكل أفضل، و توفير الحماية الكاملة، و شتى الخدمات للنازحين، فقال في مضمون هذا المشروع الوطني الإنساني المتكامل من جميع الاتجاهات، و الذي يحمل معه سُبل الخلاص الحقيقي للعراق، و لجميع العراقيين من براثن الفساد، و الفاسدين، ومما جاء فيه : (( قبل كل شيء يجب أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق و أن تكون المقترحات و القرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ و التطبيق، إقامة مخيمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم و تكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات و قوى التكفير الأخرى )) .

ونحن بدورنا، ومن على هذا المنبر الشريف، فإننا ندعو الأمم المتحدة، إلى القيام بواجباتها وعلى أحسن وجه في إغاثة النازحين بما يحفظ كرامتهم، و يلبي لهم مقدمات العيش الكريم طبقاً لما نصت عليه المعاهدات، المواثيق التي تلزمها بإدارة شؤون النازحين، و رعاية مصالحهم، وفي أي بقعة من بقاع الأرض .

بقلم الكاتب محمد الخيكاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here