مَن يُـفـحِـمـنا لـنـفـهم إنجــيـلـنا ومبادئـنا ، وأهـل العِـلم لا يُـسعِــفــونـنا

الحـلـقة الأولى

بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

يـولـد الإنـسان وخلايا مخّه صفحات طرية بـيضاء غـير قادرة عـلى حـفـظ ما تراه عـيناه أو تسمعه أذناه إلّا بعـد مـدة ــ تخـتـلـف من مولـود إلى آخـر ــ وعـنـدها تـبـدأ بإلـتـقاط مشاهـد الحـياة كـذكـريات ، بعـضها تـتلاشى بمرور الـعـمر وأخـرى تـُـحـفـظ مـدى الـدهـر ، وكـمثال : إنّ أعـمق مشهـد قـصير مرّ أمامي وأتـذكـره كان عـمري سنـتين ونـصف . إنّ عـملية الـتسجـيل والحـفـظ تستمر طيلة حـياة الإنسان مبتـدئاً في الـبـيت ثم خارجه ، وبنمـوّ وعـيه يـزداد طـموحه لطلـب العـلم ويكـبـر فـضوله في إستـقـصاء الحـقائـق ، يحـفـظها وعـنـد الحاجة يستـثمرها .      

إن الكـتاب المقـدس ثابتٌ مبـدئياً ، تـتـنـوّع تـرجـماته حـيـن تـكـتـشف معـلـومات تأريخـية جـديـدة عـن بـيـئة الرسُـل الـذين كـتـبـوه ، وتـقالـيـد مجـتمعهم وحـياتهم يـومـذاك (( مما يتـطـلـب إعادة صياغة فـقـراته بـين حـقـبة وأخـرى من الـزمن ، وقـد أيّـد البابا فـرانسيس هـذا الـنهـج حـتى وصل إلى إعادة صياغة الصلاة الربـية )) وعـلى ذات السياق يتغـيّـر فهم الإنـسان لـنـصوصه ، فـكـلما أعاد قـراءته يـرى أنّ فهمه في البارحة مع تـواضع خـبرته ، لم يعُـد كافـياً اليـوم ليتخـذ منه عِـبـرة ، بل وأحـياناً صباحاً يسمع من إكـليريكي وعـظة ــ موثـقة ــ  خـطيرة ، تـناقـض ما يقـرأه وقـت الظهـيرة فـتـنـتابه الحـيرة ، فـما الحـل يا أبناء الجـيـرة ؟ .

تراودني ــ والكـثـيرين ــ أسئلة وما أكـثـرها ، لا يجـرؤ كـل واحـد عـلى طرحها ، والإكـليروس لا يتـطـرقـون إليها ، بمخـتـلـف درجاتهم من ﭼـبـيـر الـﮔـوم إلى صغـيرهم ، في وعـظهم ، نـدواتهم ، محاضراتهم ، لقاءاتهم ، وذلك خـوفاً من تـنـويـرنا (( ظناً منهم بأنهم سيخسرون سـذاجة ولائـنا )) مثـلما قال الـوالي في مقالي ــ الجـمّال والـوالي ــ الشبـيه بإستغلال الطحّان لإبن الأتان ، فـيـفـضلـون لـنا إيماناً سطحـياً حـتى إذا كان لـنا عـقلان . وأنا في هـذه الأثـناء أبحـث عـن وسيلة ، لم تـتـيسّـر في يدي حـيلة ، فـتـذكــّـرتُ عـبارة منـطقـية جـميلة ( إسألـوا أهـل العِـلم إنْ كـنـتم لا تعـلـمون ) ، فإلتجأتُ إليهم لأنهم متمكـنـون منه ، إستـقـوه من منابعه بعـد جهـد بـذلـوه وسهـرٍ أطالـوه .

 لـذا قـرّرتُ أنْ أسألهم دون أن أشـك بقـدراتهم الـذهـنية ولكـني لست واثـقاً من شجاعـتهم الشخـصية .  

*********

أولاً : …… سألـتُ الـﭘـطـرك

قـبل سنـوات قـليلة وفي يـوم ما وبتعـمّد ، بعـثـتُ بسؤال إلى سماحة لـويس الـﭘـطرك عـن موضوع ــ المثـلـيـّـين ــ الـذي لم يـدرسه ولا عـنـده ماجـستير فـيه كالفـقه الإسلامي ! وبـدلاً من أن يتجـنب الخـوض فـيه ورفـض الإجابة عـنه ، بإعـتـباره سؤال ليس من إخـتـصاصه ، تـسابقَ وأسرع مجـيـباً عـلى طول الخـط بتأيـيـدهم !! ( كي نـعـظمه ونـقـول إنه متبحّـر حـتى في عـلـتهم ) ! ولما ألحَـقـته فـوراً بإستـفـسار منطقي دامغ يُـحـرج إجابته !! سكـت ولم يـردّ حـتى الـيـوم ! .

يا عـمي ، أنت تـصلي كل يوم مرة واحـدة : أبانا الـذي في السماوات .. في الـقـداس ( هـذا ، إنْ كان لك وقـت للـقـداس ) طالباً منه تعالى أن لا يُـدخِـلك في تجـربة ، طيب يا أخي هل تـلـومه وأنت تـُـدخِـل نـفـسك بنـفـسك في تجارب يُـزحـلـقـك فـيها المجـرّب الـذي عـجـز أمام المسيح ؟ .

*********

ثانياً : ….. سألـتُ كاهـناً

في فـتـرة عـمل سيادة المطران جـبرائيل كـساب ، إستـضافـوا واعـظاً لبنانياً ( عـلى إعـتباره فـطحل كـفـوء ) فألـقى محاضرة في قاعة كـنيسة مار تـوما / سـدني ، وفي خـتامها سألته ــ بإعـتـباره من أهـل العِـلم في هـذا المجال ــ عـن روح الله فـينا وفي المسيح !… تهـرّب عـن الإجابة ! فـمَن أسأل غـيـره يا تـرى ؟ .

*********

ثالثاً : …… سألـت أسـقـفاً

سألـتُ أسقـفاً سؤالاً لاهـوتياً مثيراً ، يُحَـفــّـز بـصيرة السامعـين ويفـتح عـيـون الموجـودين ماساً المصالح المادية لأهـل الـدين ، فـتجـنـب الإجابة ، وحـوّل ردّه إلى نكـتة مريـبة ،  دون إكـتـراث برئيس كـنيسته وأقـواله الخـصيـبة ، والحاضرون سـذج لا يفـقـهـون فكان ردّ فـعـلهم مصيـبة : هاهاهاهاها  .. فـقـط .


*********

رابعاً : …….. سألـتُ شماساً مقـتـدراً

بعـثـتُ الرسالة التالية إلى شماس مقـتـدِر بمثابة رئيس نـقابة الشماسين معـتـمَـد لـدى الـﭘـطرك لـويس الكـثير الإحـتـرام ، ومخـتار مِن قِـبَـل أسـقـفه المحـتـرم بتـوصية من ﭘـطركه :

16 آب 2018 ــ الساعة 10 صباحا

مرحـبا شماسـنا الموقـر ……. يسرني أن أجـمع معـلـومات من هـنا وهـناك كي لا أنـفـرد بمعـلـومة أو رأي ، وطالما حـضرتـك معـتـمـد لـدى المطران ، فجـدير أن نـستـفـسر منـك ..

جاء في إنجـيل متى الإصحاح 18 ، العـدد 15 ــ 20 … المطبعة الكاثـولـيكـية 1977  تـوزيع 1986

((( إن أخـطأ إليك أخـوك فإذهـب إليه وإنـفـرد به ووبّخه ….. فإذا سمع لك فـقـد ربحـت أخاك …. وإن لم يسمع فإستـصحـب رجلاً أو رجـلـين حـتى تـثـبُـت كـل مسألة بشهادة شاهـدين أو ثلاثة …. فإن لم يسمع لهـما فأخـبر الكـنيسة بأمره …. وإن لم يسمع للكـنيسة أيضاً فـليكـن عـنـدك كالوثـني والعشار ….. الحق أقـول لكم : ما ربطتم في الأرض رُبط في السماء ، وما حـلـلـتم في الأرض حُـلـلّ في السماء . وأقـول لكم : إذا جـمع إثـنان منـكم في الأرض صوتـيكـما وطلـبا حاجة حـصلا عـليها من أبي الـذي في السماوات …. فـحـيثما إجـتمع إثـنان أو ثلاثة بإسمي كـنتُ هـناك بـينهم ))) … إنـتهى

وتعـرفـني أنا لا أدوس تخـتة ﭼُـرّك بقـدر الإمكان … فـتـتـذكـر طـلبي بتأريخ 2 أيـلـول 2017 بإيميل إلى حـضرتـك ، بعـثـتَ لي الرابط في أدناه حتوياً عـلى نصوص الكـتاب المقـدس حسب الطبعة اليسوعـية وقـلـتَ لي :  أرجـو ان يكـون مفـيدا لك ) …

رغم أنه غـير مُـبـوّب فـيَـتيه فـيه الباحـث عـن آية بـرقـمها ، مع ذلك قـرأتُ الفـقـرة السابقة في هـذا الرابـط وهي كما يلي :  http://www.latinseminary.org/?page_id=4623

((( إذا خـطئ أخـوك ، فإذهب إليه وانـفـرد به ووبخه . فإذا سمع لك ، فـقـد ربحت أخاك . وإن لم يسمع لك فخـذ معـك رجلا أو رجـلين ، لكي يحكم في كل قـضية بناء على كلام شاهـدين أو ثلاثة . فإن لم يسمع لهما ، فأخبر الكـنيسة بأمره . وإن لم يسمع للكـنيسة أيضا ، فـليكـن عـندك كالوثـني والجابي . الحق أقـول لكم : ما ربطتم في الأرض رُبط في السماء ، وما حللتم في الأرض حُل في السماء . وأقول لكم : إذا اتفق اثـنان منكم في الأرض على طلب أي حاجة كانت ، حصلا عليها من أبي الذي في السموات . فحيثما اجتمع اثـنان أو ثلاثة باسمي ، كنت هناك بـينهم ))) .… إنـتهى

 (( طبعاً الكلام موجّه إلينا نحـن المؤمنين بالمسيح وليس إلى جـماعة محـددة بعـشيرة أو في قـرية أو دولة  )) … وعـليه فإن فـهـمي لهـذه الـفـقـرة هـو كما يلي :

 

المسيح يـوصينا بغـفـران الخـطايا لمَن يخـطىء إلينا ، ويحـثـنا عـلى المبادرة لعـتابه ، فلا نـنـتـظر حـتى يأتي إلينا مَن أخـطأ في حـقـنا معـتـذراً ، بل نـذهـب نحـن إليه ، ثم نعاود الكـرة بصحـبة شهـود ، ثم نعـرض الأمر عـلى الكـنيسة ((  وأكـيـد ليست جـدراناً ــ بل من تعـليمنا ــ هي جـماعة المؤمنين كافة فـلم يقـل نعـرض الأمر عـلى المحامي فلان أو شخـص محـدد )) ، فإن أصرّ بعـدها عـلى موقـفه ، نـتـبرأ منه ، وعـنـدها تـُـربط عـليه خـطيئـته ، أما إذا أقـرّ بخـطئه وسامحـناه ، فإنه يكـون محـلولاً من خـطيئته .

فـسؤالي : هـل أن فـهـمنا يكـفي ، أم يتـطـلـب منـك تـنـويرنا أكـثر …. من أجـل الـتـوثـيق مستـقـبلاً ، مع خالـص الشـكـر

*********

الحـلـقة الثانية تـتـضمن رد الشماس الموقـر + متابعة سـؤالي مع مطران قـديـر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here