مؤسسة المورد الثقافي لا تنافس إلا نفسها..

هايل المذابي يكتب:

لا تزال مؤسسة المورد الثقافي تجسد أو تحقق ختام الحوارات القديمة، حول نصرة الفنون والثقافة . بحيث لا تشكل النصرة هذه، اقتحاماً ، لصفاء الفن والثقافة ولا صفاء الفنانين والمثقفين. لا يزال المورد، بعد سنوات طويلة، يضخ الفن والثقافة الحياة، بعيداً من ألعاب الوصاية. سواء على صعيد الفعاليات او نشر الأبحاث النظرية الفنية والثقافية أو على صعيد المساهمة بالإنتاجات الفنية او على صعيد الدعم المالي للفنانين والمثقفين والمشاريع الفنية والثقافيه الجادة.

إنها جسد واحد بمجموعة من العقول ، من ادارتها امينة الحسيني إلى هيلينا ناصيف المدير التنفيذي بالإضافة إلى كادرها المحترف . لا يعرف المورد ، مهنة غير الفن. شعار أهم برامجها التمويلية كن مع الفن ما لم يوضع بمتناول الفنانين ، قفز به المورد فوق معاناتهم ، إلى تحقيقه، بعيداً من ألعاب الكلام .

يتميز المورد بطبائعه ، وهو تميز بين الخلاف والإختلاف. كما يتميز بمغامرة وصل و مشروع تمكين القادة المثقفين و كذلك ريادة مشروع السياسات الثقافية عربيا أهم مشاريع المورد عدا الأبحاث الفنية والثقافية وتمويلها بالإضافة إلى الورش الفنية، برامج المورد جميعا وليدة الحوارات الكثيرة بين المورد و الفنانين والمثقفين العرب، مسبوقة باهتمام شخصي من مؤسسات دولية مانحة. الفعاليات جميعا مغامرة، أصل لا فرع. اختبار استمرار الحياة بالبلاد العربية، بدون ادعاء امتلاك الحلول الأكثر ملاءمة للمشكلات الراهنة في المجتمعات العربية. فعاليات المورد مساحة مشتركة، آخر المساحات المشتركة بالعالم العربي. الفعاليات فضاء مجنون.. إثبات على نمو الفن بعيداً من المركزيات المميتة.

لا يؤكد المورد سوى أن الفن نموذج مجتمعي يصلح اليوم كما صلح بالماضي. لا ينبذ المورد هنا، لا ينبذ إسماً ولا تجربة ولا أي وليد جديد على الساح الثقافية. كل أمر شاق يتطلب الكثير من الجهد والمنافسة. لا ينافس المورد إلا نفسه. أما الجهود ، يبذلها الكل باطمئنان مدهش. لأن مكون المورد الأساس مكون حوار ثقافات ، في منظومة ثقافية لم تلبث تنفتح على الجميع منذ اللحظات الأولى لَقِيام المورد .

حكمة وواقعية . ميزتان من ميزات منهج المورد. لن يتضاءل النشاط من جراء ذلك. جدل لا خصام . لا تبرؤ ولا وصاية. لا رهاب أمام الحداثة وما بعد الحداثة. كل ذلك بطائل إيجاد الأطر الممكنة لتعايش جميع المثقفين والفنانين العرب واندماجهم وانصهارهم في كيفيات التوفيق الجديدة، غير الأصولية.

مؤسسة المورد الثقافي ظاهرة ، بوضعية إنسانية دائمة. لأنها تشد الآخرين إليها على الأبعاد الإجتماعية والثقافية . المورد نشيد وسط حال النشاز العربي الراهن . ضرب من جنون راق، جميل ، لم تغرقه بحور الأيديولوجيات ولا التقنيات الغربية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here