وقفة صراحة: أزمة البصرة هي أزمة كل العراق

بقلم مهدي قاسم

اختزال أزمة أو بالأحرى مأساة البصر محصورة بأهالي البصرة وحدهم فقط ، يدل على ضيق التفكير السطحي والمجوّف ، الذي أصبح سمة مرافقة لساسة عراقيين كثيرين الذين اعتادوا أن يهربوا من المشاكل و الأزمات إلى الأمام ، معتقدين بأنهم بذلك سيحّلون هذه الأزمات إذا ما أنكروا وجودها أو حصروها في بقعة واحدة ثم يعالجونها بمهدئات ذات مفعول قصير بهدف التضليل و الخداع ليس إلا …

و مثلما فعلوا حتى الآن ..

لتنتقل الأزمات من محافظة إلى أخرى ومن ثم ترجع إليها مجددا !! ..

لأن معظم محافظات الجنوب والوسط تعاني من أزمة المياه ــ مثلا ــ و أن كانت أزمة البصرة أكثر حدة وشدة في الوقت الراهن ــ و ربما ليس بعيدا ذلك اليوم عندما تعاني هذه المحافظات هي الأخرى من أزمة مياه شرب صالح للاستهلاك البشري ، ولنضيف للشرب الحيواني أيضا وخاصة تلك الحيوانات المتعودة على شرب مياه طبيعية من الأنهر والروافد والسواقي قد لا تشرب مياها موحلة و مسودة ومليئة بجراثيم وبكتيريا ومواد كيماوية قاتلة ..

وكذلك الأمر بالنسبة لارتفاع وتفاقم نسبة البطالة ( على صعيد العراق كله جنوبا وشمالا وغربا على حد سواء ) دون أن ننسى رداءة الخدمات وسوء المعيشة والخ ..

إذن ــ وكما هو معلوم لغالبية العراق ــ فالمسألة تحتاج هنا إلى رؤية حلول جذرية و شمولية على نطاق العراق كله ، و ضمن خطط وخطوات عمل جدية تبدأ بالأساسيات الضرورية والملحة مع الاهتمام بالجزئيات أيضا في الوقت نفسه وجنبا إلى جنب نحو البناء العام ذات أعمدة راسخة ومن مواد بناء صلبة وبسواعد عراقية مفتولة ، رغبة في العمل و الإنتاج ، وليس التسكع في الطرقات ذهابا وإيابا على مدارالسنة كلها !! ..…

غير أن مشكلة مشاكل العراق العويصة حقا ، كانت و لا زالت تكمن في عدم وجود ما بين ساسة ومسؤولين متنفذين حاليين وسابقين ، عدم وجود رجال دولة حقيقيين ، يتسمون بنزعة وطنية أصيلة و بنزاهة و عفة واستقامة مبدئية وأخلاقية صادقة ، يأتون إلى مواقع السلطة والنفوذ بهاجس البناء و التغيير و والتحديث و تقديم الخدمات وليس بدافع إثراء سريع في سبعة أيام و …

و من بعدي الطوفان..

كما هي الحال الآن و سابقا أيضا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here