أيهما أولى منتجع الابرار ام محطة تحلية ؟!

خالد الناهي

حملة شنت على الشعائر الحسينية، تحت يافطة الحسين لا يحتاج للطم والبكاء، والبذخ في الطعام، وهناك جياع في العراق!

بدأت الحملة بمجموعة أسئلة كلها تبدء .. بماذا لو , مثلا ماذا لو جمعت أموال المواكب لبناء منظومة ماء لمحافظة البصرة, ماذا لو تم توزيع المبالغ التي يصرفها أصحاب المواكب على الفقراء, وغيرها من الأسئلة الكثيرة, التي تختلف في شكلها, لكنها تتوحد في المضمون, الذي هدفة القضاء على ذكر الحسين, بطريقة يسقط معها كل من لا يحمل ايمان بالحسين, وما اكثرهم بهذا الزمان.

لكن الغريب ان هذه الأصوات اختفت عند باب مجمع الابرار، الذي انشئه السيد نوري المالكي، على ارض خصصت لبناء مستشفى، وبكلفة خمسة عشر مليون دولار .. نعم خمسة عشر مليون دولار.

المعروف عن حزب الدعوة، حزب فقير ماليا” أي ليس له مصادر للدخل” قبل عام 2003, وعند عودة رجاله الى العراق جميعهم ركبوا الطائرة في الدرجة السياحية, لأنها اقل كلفة, اليوم قيادة حزب الدعوة تتبرع بمبلغ ( 20) مليار دينار لبناء منتجع في وسط بغداد .. عجيب الا أحد يسأل من اين لك هذا يا قيادة حزب الدعوة؟!

عشرون مليار دينار يتبجح بها المالكي، عند افتتاحه للمنتجع، في الوقت الذي فيه مدينة البصرة، اخذت تتصدق عليها الدول بمولدات الكهرباء وقناني الماء، فيما أصبح اغلب شعبها يعاني ما يعاني من تلوث حتى الهواء فيها.

جفت أقلام من يطالبون بأموال الشعائر، لكي يطالبوا هؤلاء السراق (حزب الدعوة) , بإرجاع أموال العراق للعراقيين.

ابتلع الطير الالسن الطويلة، التي تحاول توهين الشعائر، من خلال التقليل من أهميتها، في الوقت الذي يجب ان تصدح بأعلى صوتها، لتسأل حزب الدعوة، وامينه العام عن مصدر هذه الأموال، التي هي قطعا لا تمثل نسبه تذكر من الأموال التي يمتلكونها بطرق غير مشروعة.

عشرون مليار دينار لبناء منتجع، في زمن التقشف والافلاس كيف!

اضطرت الحكومة لاستقطاع رواتب الموظفين لتغطي رواتب الحشد، ومتطلبات الحرب على داعش، في حين تبرر جميع الوزارات فشلها بعدم وجود التخصيصات الكافية.

الدعاة تبرعوا لبناء المنتجع! اليس أولى بالدعاة التبرع لمدينة تعطيهم الكثير من المقاعد في كل انتخابات؟!

هل بناء منتجع يقرب الى الله أكثر، ام محطة تحلية؟

اين جمهور البصرة المخلص لهذا الحزب السارق؟ اليس هو أولى من غيره بمحاسبة هؤلاء؟

عموما مبروك للدعاة جنتهم في الأرض، لكن هيهات ان يحصلوا عليها في السماء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here