تجمع شارع المتنبي الثقافي يستعرض دور نزيهة الدليمي في الحركة الوطنية والسياسية العراقية

عامر عبود الشيخ علي
عدة عوامل ساهمت في نهوض وتطور الحركة النسوية في العراق، من هذه العوامل نظرة البريطانيين لها مقارنة باسلافهم العثمانيين، اذ ظهر هذا الاختلاف في توجههم نحو ضرورة تعليم المرأة العراقية وزيادة عدد المدارس، مما ساهم على دخول عدد كبير من النساء للتعليم، اضافة الى العامل الاخر المهم هو مساعدة بعض رجال الدين والشعراء للمطالبة بحقوق المرأة وحقها في التعليم، اما العامل الرئيسي لنهوض المرأة هو دخول الفكر الماركسي الى العراق، وتأسيس حركة متدارسي الافكار الحرة التي اسسها الراحل حسين الرحال في احد غرف جامع الحيدرخانة.
هذا ما استهل به الضيف موفق خلف غانم محاضرته عن كتابه “نزيهة الدليمي ودورها في الحركة الوطنية والسياسية العراقية” التي نظمها تجمع شارع المتنبي الثقافي يوم الجمعة 14/9/2018 في المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، والتي حضرها جمع غفير غصت به القاعة من شخصيات ثقافية واعلامية ومنظمات مجتمع مدني.
وتحدث غانم عن نشأة نزيهة الدليمي ومسيرتها التعليمية ودخولها مدرسة تطبيقات دار المعلمات عام 1930 وتأثرها باحدى معلماتها (سعدية سليم) التي كانت تدعو في تدريسها الى التحرر والانفتاح كشرط اساسي لبناء مجتمع حديث ومتطور، يكون للمرأة دور فيه، مما اثرت تلك التعاليم على بناء شخصيتها وتميزها عن طالبات المدرسة، مما دعا ذلك ليكون لها دور خاص في المجتمع.
نشاطات الدليمي في الجمعية النسائية لمكافحة النازية والفاشية
استعرض موفق خلف نشاطات نزيهة الدليمي في الجمعية النسائية لمكافحة النازية والفاشية، قائلا “تعرفت نزيهة الدليمي على نشاط تلك الجمعية التي تأسست عام 1942 عن طريق زميلتها فكتوريا نعمان، لتتعرف بعدها على اهداف وغايات تلك الجمعية، مما اتاح لها حضور احدى ندوات للجمعية، وبعدها واظبت على حضور كافة نشاطاتها وندواتها، ولنشاطها البارز ودورها المتميز، انتخبت ضمن الهيئة الادارية للجمعية التي اطلق عليها منذ نهاية عام 1945 جمعية الرابطة النسائية، وكانت اولى نشاطات نزيهة الدليمي، كتابتها مقالات في مجلة تحرير المرأة.
نشاطاتها السياسية والمهنية
واشار المحاضر غانم الى “تزامن وجود نزيهة الدليمي في جمعية الرابطة النسائية مع ظهور حزب التحرر الوطني، ولاتساع المساحة التي يمارس نشاطه فيها لاسيما بين الطلبة قررت الدليمي الانتماء اليه، ومافتئت ان انتمت الى الحزب الشيوعي العراقي عام 1947 بسبب عدم منح اجازة لحزب التحرر. فيما اجيزت الدليمي بممارسة مهنة الطب بعد تخرجها في كلية الطب الملكية عام 1947، وفي العام نفسه صدر امر تعيينها في المستشفى الملكي، ولكن عملها لم يستمر بسبب القاء القبض عليها.
دورها في معالجة الاوضاع الصحية في العراق وتأسيس رابطة المرأة
وبين المحاضر موفق “ساهمت خدمات الدكتورة نزيهة المهنية في بغداد والسليمانية وكربلاء في اطلاعها على احوال المرأة العراقية ومعاناتها، الى جانب اطلاعها على حياة نساء المدن التي لم تكن احسن حالا من نظيراتها في الريف، هذا كله كان سببا لدعوتها الى تشكيل جمعيات مهمتها العمل بين النساء وتثقيفهن بمختلف الوسائل والمطالبة بحقوقهن ومنها الصحية، لذا اقيم اجتماعا موسعا للنساء العراقيات عام 1952 اعلن فيه عن تاسيس (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة) وتم انتخاب نزيهة الدليمي كأول رئيسة للرابطة.
نزيهة الدليمي اول وزيرة في العراق والمشرق العربي
واضاف غانم “في عام 1959 صدر مرسوم جمهوري بتعيين الدكتورة نزيهة الدليمي بمنصب وزيرة البلديات، لتكون اول امرأة وزيرة في العراق والمشرق العربي، قدمت نزيهة الدليمي خدمات كثيرة خلال تسنمها وزارة البلديات، على الرغم من قصر تلك المدة التي دامت عشرة اشهر، حاولت خلالها تقديم الخدمات البلدية الى كافة المناطق، من خلال النزول الى ميادين العمل والاشراف المباشر على تنفيذ المشاريع التي وضعتها. فيما بعد شغلت الدكتورة منصب وزيرة الدولة لشؤون المرأة.
واخيرا بين الكاتب بان الدكتورة نزيهة الدليمي، مارست الكتابة في مرحلة مبكرة من حياتها، واستمرت حتى اقعدها المرض في اواخر ايام حياتها، وكانت هناك عوامل ساعدت على انماء ملكتها للكتابة، اهمها الاطلاع على الواقع الاجتماعي المرير للشعب العراقي لاسيما النساء كونها طبيبة نسائية،اضافة لاتقانها ثلاث لغات
هي الروسية والانكيليزية والالمانية فضلا عن العربية لغتها الام.
وفي الختام قدمت الشهادة التقديرية للمحاضر موفق خلف غانم قدمها الحقوقي والناشط المدني محمد حسن السلامي نيابةَ عن اعضاء تجمع شارع المتنبي الثقافي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here