الجيش اليمني يحكِم الطوق على مداخل الحديدة

واصل الجيش اليمني أمس، تقدمه على محاور الساحل الغربي ومدينة الحديدة، بعدما تمكن الأربعاء من السيطرة على طريق الحديدةــــ صنعاء الاستراتيجي. ووصلت قواته إلى مفترق مديرية باجل شمال المدينة، فيما تقدمت وحدات أخرى جنوباً نحو حيّ الجامعة ومنطقة الكورنيش. وأكد مصدر عسكري لوكالة «رويترز» إغلاق المدخل الرئيس للمدينة باتجاه صنعاء بشكل كامل. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن الحوثيين شنوا هجوماً مضاداً لاستعادة طريق «كيلو 16»، لكن الجيش تمكن من صدّه وأحكم سيطرته على المنطقة.

وأكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن «تحرير محافظة الحديدة له أولوية قصوى في سبيل استعادة الدولة والجمهورية اليمنية». وشدد في اتصال هاتفي مع قائد «ألوية العمالقة» في الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي، على أن «تضحيات القوات المسلحة والتحالف تنهي أحلام إيران الإرهابية التوسعية في المنطقة».

في غضون ذلك، أكد سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، أن بلاده «تحقق تقدّماً كبيراً في محاربة التنظيمات الإرهابية في اليمن»، مشيراً إلى «تمدد التواطؤ القطري في دعم الإرهاب وإيران». وكتب في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن تقارير أكدت الشهر الماضي، مقتل صانع القنابل الرئيس في تنظيم «القاعدة» إبراهيم العسيري بغارة جوية في اليمن، لافتاً إلى أن تلك العملية «تعدُّ أحدث الانتصارات ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكانت نتيجة عملية استخباراتية وعسكرية منسّقة بدقة بين الإمارات وأميركا».

إلى ذلك، التقى الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في العاصمة العُمانية مسقط أول من أمس، الوزير المكلّف الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله، وأفادت وكالة الأنباء العمانية بأن اللقاء أتى «في إطار الجهود التي يبذلها الموفد الدولي لإحلال السلام في اليمن». ويتوقّع أن ينتقل الموفد الدولي إلى صنعاء للقاء قياديين في جماعة الحوثيين.

ميدانياً، انتقلت المواجهات بين القوات اليمنية المشتركة والميليشيات في الحديدة أمس، إلى محيط قوس النصر وشركة الغراسي (شرق). وقالت مصادر إن قوات الجيش سيطرت في شكل كامل على دوار مطاحن البحر الأحمر، وبداية شارع الخمسين، ومنطقة مصانع إخوان ثابت، وشارع صنعاء الممتد من دوار المطاحن إلى مثلث «كيلو 16» (شرق). وشوهدت مدرعات الجيش وهي تجوب «شارع صنعاء» باتجاه «كيلو 16» الذي أحكمت السيطرة عليه، وسط اشتباكات ومواجهات ضارية.

وأعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية في بيان أمس، مقتل القيادي الحوثي «أبو تمام» مع 15 قيادياً آخرين، خلال معارك الحديدة. وأشار إلى أن مسلحي الميليشيات يلجأون إلى حرق إطارات قرب الشارع الرئيس (كيلو 16) في محاولة لإعاقة تقدم القوات المشتركة، والتمويه على طيران التحالف.

وقصفت مقاتلات التحالف العربي أمس، أهدافاً للميليشيات في صنعاء، وقالت مصادر إن القصف استهدف «معسكر دار الرئاسة» في جبل النهدين جنوب المدينة.

وأصيبت مواطنة سعودية أمس، بشظايا مقذوف أطلقته الميليشيات على نجران. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي أمس، إن «الوضع الإنساني تدهور بسرعة منذ انهيار المشاورات التي رعتها المنظمة الدولية وتجدد القتال في مدينة الحديدة».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here