أسامة النجيفي لم (يخسر) أبدا.. لا (منصبا) ولا (مكانة)..وليخسأ من خانوا ملحه وغدروا به وما أكثرهم!!

أسعد محمد علي الموصلي

كثيرة هي الخصال الحميدة ، بل والأصيلة ، التي وفقك الله بها ،أيها النجيفي الغيور ، وأنت إبن الموصل الحدباء ، بكل تاريخها وشموخها وكبريائها ، وهي من رسمت معالم شخصيتك الواثقة من نفسها ومن قدراتها، والتي لاتهاب الصعاب وتخوض التحدي ، ليس رغبة في ركوب موجات الصراع والتنافس مع الآخرين على (مغانم) و(كراسي سلطة) ولكن لكي تتحول تلك الكراسي الى أدوات فاعلة ومتحركة تخدم شعبك وبلدك العراق، ولكي تثبت للجميع أن مواقف الرجال الرجال ، تبقى في كل الأحوال، مثل صخرة صلدة، لا ينبغي لريح مهما كانت عاتية او أقوام حاقدة أو مريضة الأنفس ان تزحزح مكانها ، ظنا منها ان بمقدورها ان تدحرجها خارج مسارات التاريخ، لكن تلك الصخرة الشماء التي بقيت تواجه كل تلك التحديات وموجات التآمر ومحاولات الغدر ، هي نفسها من بقيت ترسم معالم شخصية رئيس تحالف القرار السيد أسامة النجيفي، وهو ربما (ربح) أكثر مما (خسر) حتى عندما خانته الاقدار ومواقف أشباه الرجال وغدرهم به، وهو الذي كان يضع لهم (إعتبارا) ويمنحهم (منازل وجاهة ) يبدو انهم لم يكن يستحقونها، ، وبقي وحده يصارع في الساحة، وما إن انتهت (المسرحية) حتى تكشفت له كل خيوط اللعبة وخبر أطرافها واهدافها الخبيثة، وكان من يظنهم (حلفاء) له بالأمس وتذوقوا ملح ديوانه أنهم سيوفون له ببعض ما كان يحيطهم من رعاية أكثر من الزائد، وتبين فيما بعد ان من قربهم واعطاها وجاهة ومنازل، لم يكن يستحقونها، إن لم نزلوا الى مراتب لايستحقها أؤلئك أشباه الرجال، وحسب السيد النجيفي وهو ما يكفيه شرفا أنه بقي شامخا مرفوع الرأس، لم يتلوث بفساد من أي نوع، ولم يغدر بصديق او حليف او من اعطاه وعدا، وهو الصافي المصفى من كل دغش ، حاشى لله ان يقترب (الدغش) من هذا الرجل، لأن لديه تاريخا ضاربا في أعماق الماضي القريب والبعيد على أنه من سلالة عائلة رفيعة المستوى ، خدمت العراق وكانت مواقفها أمينة ويذكرها الكثيرون بالاعتزاز، وبقي إسمها علما على نار، تغترف من قيم العراق وتاريخه الزاهي بالبطولات والمآثر ما يرفع رأس كل عراقي الى السماء!!

أجل ، لم (يخسر) السيد أسامة النجيفي (منصبا) ولا (مكانة) ، فهو يدرك ويدرك الكثيرون أن السيد أسامة النجيفي أكبر من المناصب وأعلى من كل المكانات ، بل هو يعلي من شأن الكراسي ، لا الكراسي هي من تعليه، وهو من يمنحها القدرة على أن تفرض نفسها، ولهذا بقي السيد النجيفي صلدا يلمع بريقه في كل (منازلة) لن تثلمه الملمات ، مهما أراد البعض ان يكون سوقا للمساومات ومرتعا لبيع الضمائر وبقية ما علق من أخلاق العرب، ، ورفض ويرفض الان وفي المستقبل تسليم مقدرات شعبه للاغراب والطامعين ومن يتربصون بالعراق شرا، ويعرفهم القاصي والداني من هم هؤلاء ، وهم ما يزالون يتحكمون برقاب شعبه، وان (المواجهة) معهم لم تنته ، ولن تنتهي ما دامت في عروق الاخيار من شعب العراق شعاع من بيارق الشرف اليعربي الأصيل الذي يتدفق في الروح العراقية الاصيلة ، وتلك التي يحفظ لها الاخيار أقدارها، وهي قيمهم التي لن يحيد عنها السيد أسامة النجيفي في يوم من الايام!!

كان الكثيرون يسابقون الخطى للظفر بمقابلة السيد النجيفي ، وهم يمنحونه العهود والوعود على انهم سيكونون الى جانبه ، عندما (يرشح) نفسه لرئاسة مجلس النواب، وتعهدت تحالفات وكتل سياسية بدعمه ، ورفضت فكرة تخليه عن المنصب قبل أن تعقد جلسات البرلمان الأولى، لانه أيقن أن تلك الوعود سوف لن تكون سوى حبرا على ورق، سرعان مايجف، عندما تبدأ ساعة (الاختيار)، وهم يحثونه في كل مرة أن لايتراجع عن موقفه هذا بالترشح لرئاسة مجلس النواب، لكن ما إن ترشح الرجل، وبدأت (المنازلة) حتى تكشفت مواقف المترددين والمزايدين ومن في قلوبهم مرض ، وبدت مواقف الكثيرين وقد تخلوا عن كل ما وعدوا به وما تعهدوا به أمام حضور من قيادات سياسية عليا، وبدت كلماتهم المعسولة تذروها الرياح!!

وقد يكون من حسن حظ السيد النجيفي، أن الله جلت قدرته ، أراد أن لايثلم تاريخ هذا الرجل إن قبل (منصبا) خضع للمساومات وتحول الى سلعة تباع وتشترى في المزاد العلني وفي سوق السمسرة، وهو لن يقبل أن يكون (شاهد زور) في (محفل برلماني) يفترض أن يكون مصمما لخدمة الشعب واعلاء كلمة الحق ، لا ان يكون اداة لسرقة منجزات الشعب،أو تسليم مقدراته للأغراب والطامعين والشامتين بالعراق، وان تلك المؤسسة التشريعية لم تعد تواصل مشوارها الذي اختطته لنفسها وراحت تحيد عن طريق الحق والعدالة باتجاه ان يكون الباطل هو من يحاول فرض أرادته ، وتمرير (صفقات التآمر) على العراق، حتى قيل ان العراق بيع لإيران وسلمت مقادير هذا البلد ومحافظاته المنكوبة بإشباه الرجال الى أعدائه، وهو ، أي السيد النجيفي ، يرفض أن يتم تسليم رقاب العراقيين لاعدائهم والشامتين بهم، ومن يتربصون بهم الدوائر، لابقائهم يئنون تحت نير الظلم والاضطهاد والاحتلالات البغيضة ومحاولات سلب الارادات، والشعب العراقي يحترق ويغلي نارا، ولا يهتم كثير من ساسته لما آل اليه مصير شعبهم وهو يواصل سيره نحو المهالك، غير آبهين بما أوصلوا هذا الشعب من انتهاك للكرامات وتعريض مستقبله لمخاطر لاتحمد عقباها!!

وتبقى أنت أيها النجيفي ، حتى وإن كنت وحدك في هذا الطريق، تحث الخطى وتشحذ الهمم وتدغدغ مشاعر العراقيين وتزرع فيهم روح الأمل والتفاؤل ، بأن بالامكان أن يتم حفظ كرامة العراقيين وتحقيق ما يصبون اليه من عزة وكرامة، ولابد ان (تنتصر) ارادة الاخيار في نهاية المطاف، وعلى يديك الطاهرتين وقلبك الأبيض النظيف الخالي من العقد والادران، وان من خانوا ملحك العراقي الأصيل وغدروا بك ، لابد وان يعريهم الله في يوم من الايام ، ويكشف خياناتهم ونكثهم للعهود، وعلى الملأ وأمام الأشهاد ليخزيهم الله في الدنيا والآخرة .. ولهم في جهنم عذاب السعير!!

لقد كان سيدنا الحسين (ع) واحدا مما تعرضوا للظلم والغدر ، عندما جاء يرفع راية الاصلاح ، وسبقه وتلاه آخرون ، ممن يريدون إعلاء كلمة الحق واصلاح أحوال العباد..وهو أي الحسين (ع)، وإن قدم دمائه ونفسه وأهله (قربانا) من أجل نصرة دينه ونصرة شعب العراق، لكنه بقي عند الله وعند الملايين كبيرا ، وله المنازل الرفيعة والمكانات التي تليق به ، وهو أهل للمكارم والقيم الرفيعة والأخلاق السامية، أما من يغدر ويخون الملح وقيم الأمانة ويتخلى عن الموقف المشرف وينكث العهود ويقف مع الظلم والباطل ، فالله كفيل به ، ولا بد أن ينتصر رب العزة لعباده المخلصين أصحاب المثل العليا، وحاملي مشعل نهضتها،والله ناصر المؤمنين على كل حال!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here