العراقيون لا قدرة لهم لحكم أنفسهم

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان العراقيين لا قدرة لهم على حكم انفسهم بأنفسهم اي غير مهيئين على ذلك يعني انهم يحتاجون الى وصي الى من يدير شؤونهم الى من يرعاهم ويحتضنهم كما اثبت انهم لا يخضعون اي لا يرتاحون الا اذا اصبحوا تحت حكم دكتاتور مستبد يسحق انسانيتهم ويهين كرامتهم ويذبح عقولهم ويفرض عليهم العبودية كالطاغية الحجاج والطاغية صدام فكان الحجاج يرسل ابناء العراق لجبهات الموت ويأتي بأهل الشواذ والمنحرفين من اهل الشام للتجاوز على اعراض العراقيين وانتهاك حرماتهم وهذا ما فعله الطاغية صدام عندما أشعل نيران الحقد والكراهية وجعلهم وقودا لنيرانه التي اشعلها واتى بالمجرمين واللصوص من الاعراب الى العراق وتصرفوا كتصرفات سفلة اهل الشام مع العراقيين ومع ذلك كانوا يصفقون بالروح بالدم نفديك يا صدام او يحكمهم غير عراقي عثماني اعرابي وهذا ما حدث في كل تاريخ العراق منذ استشهاد الامام علي حتى عصر الزعيم عبد الكلام قاسم فحاربوا الامام علي لانه عراقي يحب العراق وحاربوا عبد الكريم قاسم لانه عراقي يحب العراق ويعيش للعراق لهذا حاربوه ثم قتلوه وتسلط عليه وحوش الصحراء واعرابها الفاسدين المنافقين واستمر هؤلاء يعبثون ويفسدون ويدمرون حتى تحرير في 2003 وعاد العراق الى اهله وشعر العراقيون انهم اخوة ومواطنون من الدرجة الاولى يحكمهم القانون والمؤسسات القانونية لا شك هذا لا يرضي ال سعود وكلابهم فاعلنوا الحرب على العراق الجديد وقالوا هذا لا يجوز فالعراقي لا يسمح له ان يحكم نفسه بنفسه ولا يجوز له ان يختار الديمقراطية والتعددية الفكرية ذلك امر مرفوض وهكذا منذ 15 عام والحرب على العراق والعرقيين تزداد شراسة ووحشية والعراقيون لا يدرون كيف ينقذون انفسهم ليس امامهم الا المجتمع الدولي الامم المتحدة باعتبارها الجهة الوحيدة القادرة على انقاذهم من هذه الفوضى ومن نيرانها التي بدأت تأكل كل شي الارض والزرع والضرع ولوثت الماء والطعام وحتى الهواء نعم هناك الكثير من العراقيون كانوا يملكون روح عراقية انسانية حضارية وحملوا ارواحهم على اكفهم وخاضوا معارك الكرامة وكانت صرختهم فزت ورب الكعبة والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا شقاء لكنهم لم يحققوا الهدف المطلوب

لهذا يتطلب من المجتمع الدولي الحر وفي المقدمة الامم المتحدة الحرة المستقلة ان تتقدم بفرض وصايتها على العراق والعراقيين من خلال اختيار دولة او حتى اكثر من دولة معروفة بالنزاهة والاخلاص للقيم الانسانية مهمتها حكم العراق لمدة مائة عام حتى يمكنها ان تهيئ العراقيين لحكم انفسهم وادارة شؤونهم بشرط ان تكون هذه الدولة الدول تحت رقابة ومحاسبة الامم المتحدة وبشكل مستمر
كنت اعتقد وارى بعد تحرير العراق من ظلام ووحشية الحزب الواحد والرأي الواحد والحاكم الواحد ستظهر كل سلبيات ومفاسد النظام السابق وسيظهر اعوانه من القتلة واللصوص والجهلة وستعم الفوضى والنزاعات العشائرية والعنصرية والطائفية ولكن في ظل الديمقراطية والتعددية ستتلاشى كل تلك السلبيات ويعود العراقيون الى الوحدة وجميعهم يصرخون صرخة عراقية واحدة انا عراقي وعراقي رغم ان الحالة الاولى تحققت الا ان الحالة الثانية لم تتحقق بل كانت خلاف توقعي لهذا شعرت بالخيبة والفشل
كنت ارى ظهور تلك سلبيات ومفاسد وموبقات النظام الصدامي التي كانت مغطاة ولا يسمح لاحد التحدث عنها حتى لو شاهدها بأم عينه امر طبيعي لكنها ستتلاشى بمرور الوقت اما ان تزداد وتتسع فهذا امر لا يصدقه العقل بل دليل على ان المسئولين الجدد لا يهمهم امر العراق بل يهمهم ما يملأ جيوبهم وحساباتهم المصرفية ومصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وكانوا يرون في هذه الفوضى والعنف الوسيلة التي تحقق مراميهم وفي نفس تحميهم تحميهم من كل محاسبة وحسيب وتغطي كل معايبهم ومفاسدهم
الآن وصلت الى قناعة تامة بأن العراقيين لا قدرة لهم على حكم انفسهم بأنفسهم لهذا ليس امامهم الا الانقراض او الاستنجاد بالمجتمع الدولي وخاصة الامم المتحدة انها الوسيلة الوحيدة لانقاذه
ربما هناك من يقول هناك عراقيون احرار متمسكون بقوة بعراقيتهم ويفتخرون ويعتزون بها وهذا امر طبيعي لا يمكن ان انكره اوينكره احد ومع ذلك لا يمكنهم الصمود امام هذه العواصف المجنونة من الوحشية والفساد ومع ذلك يمكنهم ان يلعبوا دورا مهما بمساعدة الامم المتحدة الدولة التي ستكون وصية على العراقيين في تهيئة العراقيين وبناء العراق ووضع العراقيين والعراق على الطريق الصحيح وبالتالي انقاذ العراق من وحشية وظلام الاعراب التي دامت حوالي 14 قرنا من الزمان وقبر العشائرية واعرافها وشيوخها وتخليص العراق من اخطر الاوبئة التي تجذرت في النفوس حتى اصبحنا اسرى لها
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here