المعلم الحسني … الشعائر الحسينية إلهية إنسانية تقوائية أخلاقية بحتة .

ونحن نعيش هذه الأيام التي تحمل طابع الحزن، و الأسى لما جرى على الدين الإسلامي، و البيت المحمدي من جرائم، و تعديات إرهابية سقطت على إثرها الأرواح البريئة، و النفوس الطيبة، و الدماء الزكية للأنوار الساطعة من أهل هذا البيت الشريف بحسبه، و نسبه، و أخلاقة الحميدة، و تعامله الحسن مع مختلف أصناف البشرية بغض النظر عن انحدارهم الاجتماعي، و المذهبي فلا فرق عندهم بين عربي، و أعجمي إلا بالتقوى سيراً على النهج القرآني الكريم، وهذا ما جعل تلك الثلة المؤمنة بعقيدتها، و رسالتها الإصلاحية أن تخلدها الأجيال جيلاً بعد جيل ؛ بما قدمته من مواقف مشرفة كانت، وما تزال في خدمة الدين الإسلامي ؛ لأنها نابعة من أصوله العريقة، و مبادئه الشريفة، وحقاً أنها شعائر إلهية بمضمونها، و إنسانية بمنهجها المستقيم، و أخلاقية صالحة بسلوكها، و سيرها القويم، فنرى اليوم صداها، وهو يشقُّ طريقه في أفق البشرية ؛ ليكون المدرسة الإسلامية التي تعطي الدروس القيمة، و العبر الناجعة، و ترسم طُرق الخلاص من هوى النفس، و مغريات الشيطان، كي يكون العالم بأسره كالقرية الواحدة، فيسوده الخير، و الصلاح، و يعمُّ فيه الأمن، و الأمان، و العدل و الإنصاف، و يحظى بقيم الوسطية، و الاعتدال فلا إرهاب، ولا تقتيل، ولا تكفير، و سفك للدماء، ولا انتهاك للأعراض بل الإنسانية، و الوسطية، و الاعتدال، و اليوم نجد في المواقف التي قدمها المرجع الصرخي الحسني، و أبنائه من المواقف المشرفة التي جسدت بحق الأنموذج الحسن للمواقف التي قدمها الإمام الحسين ( عليه السلام ) في طف كربلاء، وهو ينشد العدل، و المساواة، و يدعو للإصلاح الإلهي حينما قال ( إنما خرجتُ لطلب الإصلاح، اريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر) و نجد المصداق الحي لهذه الدعوة السماوية، و النهج المحمدي الأصيل في التضحيات الإنسانية التي قدمها، وكما قلنا الأستاذ الصرخي، و أبنائه الغيارى الذين أحيوا الشعائر الحسينية بصدقٍ، و إخلاص، من خلال تبرعهم بالدماء ؛ لإنقاذ المرضى، و المحتاجين لها من دون مقابل عملاً بتعاليم القرآن الكريم القائل ( فمَنْ أحياها فقد أحيا الناس جميعاً ) فالمرضى، و المحتاجين للدم هم أولى من التطبير عندما تدعو الحاجة لذلك، و بهذا الخصوص نجد جواب المعلم الصرخي على استفتاء وجه لسماحته بتاريخ 28/10/2014 بخصوص مشروعية التطبير، و علاقته بالتبرع بالدم فردَّ قائلا 🙁 أوّلًا: أنا وأبنائي الأعزّاء نفتخر بأننا أوّل من أفتى وطبّق والتزم بفتوى إبدال شعيرة التطبير بشعيرة التبرّع بالدم، فخرجتْ مواكبنا في كل المحافظات وهي تحمل معها كل مستلزمات التبرع بالدم وحصل التبرع في نفس المواكب في يوم العاشر من المحرم الحرام ولسنين عديدة ) .

الكاتب محمد جاسم الخيكاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here