التايمز: أميركا تتلقّى ضربة مزدوجة من الإيرانيين في العراق

ترجمة: حامد أحمد

أشارت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها إلى أن الولايات المتحدة تلقت ضربة مزدوجة بوجه طموحاتها ونفوذها في العراق بعد أن خسرت في تنافسها مع إيران منصبين رئيسين في البلد .
ورغم التحشيد القوي له من واشنطن فإن رئيس الوزراء المدعوم من أميركا حيدر العبادي قد فشل بمناوراته للاحتفاظ بمنصبه لدورة ثانية. أطراف موالية لإيران سعت لتشكيل ائتلاف منافس. و كان العبادي قد قال انه لم يعد “متشبّثا بالسلطة” بعد أن فقد دعم مقتدى الصدر له .
ولإضافة ملح على جراح الحليف الغربي الولايات المتحدة، فإن مرشحها المفضل لمنصب رئاسة البرلمان قد هزم أمام، محمد الحلبوسي وهو محافظ سابق لمحافظة الانبار ومدعوم من إيران أيضا .
وزارة الخارجية الإيرانية سارعت للتعبير عن فرحها بشكل مباشر بتصريحها أنها “داعمة لديمقراطية العراق ووحدة أراضيه وسيادته الوطنية” كانت تلك بمثابة ضربة عنيفة مبطنة لمحاولات الولايات المتحدة الفاشلة في ممارسة نفوذها بالتأثير على الحصيلة.
المرشح الخاسر لمنصب رئيس البرلمان كان وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، حليف العبادي الذي عمل جنباً الى جنب مع القوات الاميركية في الحرب ضد تنظيم داعش .
كلا الحصيلتين تمثلان نصراً لمبعوث إيران الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يعد الشخصية البارزة لنفوذ إيران الخارجي .
لقد قضى سليماني معظم الصيف في العراق وهو يحاول إقناع الاحزاب الشيعية لتوحيد صفوفها ضد النفوذ الاميركي، وبالاخص تركيز جهوده بالضغط على أحزاب كردية لمقاومة التحشيد الذي يسعى لتشكيله المبعوث الاميركي الخاص بريت مكغورك. وكان مكغورك قد التقى بعدة أطراف سياسية لمحاولة إقناعهم في دعم العبادي بتشكيل ائتلاف كبير جديد. وحتى فترة قريبة من الشهر الماضي كان العبادي يعتقد بانه قد جمع ما يكفي من مقاعد في البرلمان الجديد يمكنه من خلالها ضمان ولاية ثانية.
وكجزء من التحشيد الإيراني المقابل، ذُكر بأن الجنرال قاسم سليماني قد قضى أربع ساعات مجتمعاً بمقتدى الصدر يحاول إقناعه بتغيير مسار تحالفاته .
المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة التي تشتمل على اختيار رئيس للوزراء، ما تزال مستمرة. وضمن النظام السياسي العراقي فإن منصب رئاسة الوزراء يكون من حصة سياسي شيعي أما منصب رئيس الجمهورية فهو للكرد ومنصب رئيس البرلمان لمرشح سني. التقارب المذهبي لإيران مع العراق الذي تهيمن عليه قوى شيعية يعطيها ميزة تتفوق فيها على الأميركان في بسط نفوذها وتأثيرها في البلد. رغم ذلك فإن العبادي، الذي هو ليس بشخص عدائي لإيران، يحظى بتقدير كبير من قبل الولايات المتحدة .
عن: صحيفة التايمز البريطانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here