…معركة الطف…قطب العبودية ..أين روادها اليوم… ؟

د.عبد الجبار العبيدي
————————————————————-
منذ أكثر من 1400 عام جاءت الدعوة المحمدية في مكة، دعوة نشأت في مجتمع عربي كان يملك بعضاً من نظم الحكم (مجالس الملأ وقوانين الملوك ودياناتهم ،ومعاهدات التجارة ،وحياة مجتمعاتهم ،وقوانين الأعراف التي كانت سائدة بينهم ،)جواد علي المفصل ج1ص44 وما بعدها).وليست جاهلية كما يدعون .
دعوة مدنية جديدة جاءت بصفة دينية تطالب بالتغيير والاصلاح في مجتمع سادت فيه نظرية القوة والمفاضلة القبلية ،لم تحقق الدعوة ما هدفت اليه بعد وفاة صاحبها (ص) في السنة الحادية عشرة من الهجرة بعد ان تغيرت نحو الجبرية وأطلقت على المجتمع العربي السابق لها تسمية الجاهلية تعمدا لا أقتناعاً . لذا فقد رافقتها أنكفاءات كثيرة في المدينة أمتدت الى شبه الجزيرة العربية،بدءً بمطالبلت الاحتجاج على ما أفرزته السقيفة فكانت حروب الردة التي طالت اصحابها المطالبين بتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية وعدم انفراد قريش بقيادة المسلمين ،لأن الاسلام جاء لكل الناس لالقريش وحدها،فلم يستجب القادة الجدد ،بل عمدوا الى تصفيتها بقوة السيف .، وليس انتهاءً بواقعة كربلاء عام 61 للهجرة التي أسست لاعمق أقطاب العبودية في المجتمع العربي. هذه الدعوة التي فقدت بريقها بفعل التغيير الفقهي الذي به كفروا كل الاسماء العربية المعروفة اذا لم تكن مقرونة بقوانين الاسلام التي فرضوها هم تجاوزا على العقيدة والدين ، من أجل ان تبقى السلطة والمال بأيديهم.
فأنتهكوا عقيدة الدين والاسلام معاً ومنذ البداية .
لم تكن الدعوة المحمدية الا دعوة أنسانية في اهدافها ، لتحقيق حقوق وواجبات الناس (أنظر البند السادس من وثيقة المدينة)، بغض النظر عن المعتقد الديني (لكم دينكم ولي دين ). فسرعان ما انحرفت عن المسار برفع شعار (النصر او الشهادة ) وكأن النص المقدس الذي يقول :” قاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين” ،قد تبخر وانتهى بموت صاحب الدعوة ، وحل محله “أقتلوا المعارضين حتى يستجيبوا لكم ..اقتلوهم حيث ثقفتموهم”؟من هنا بدأت الردة للمطالبين بتطبيق النص الديني على الجميع دون تمييزكما فهموها من صاحب الدعوة …فضُرِبوا بيدٍ من حديد كل من خالفهم .. بلا رحمة ولا حتى بأوامر الدين كما في تصفية المعارض سعد بن عبادة ومالك بن نويرة وغيرهم كثير؟.
، وحين حاصرتهم الأحداث ابتكروا نظرية الفتوح الداخلية والخارجية لأمتصاص الخلافات ونقمة المعارضين من القبائل الاخرى ،فأطلقوا عليها ما سموه بالفتوح لنشر الاسلام بقوة السيف لا بقناعة المنطق ،فأغتصبت الحقوق ، وأحتلت الأراضي بلا تهديد ولا اعتداء عليهم من الاخرين، لذا فالفتوح لا تملك تبريرات تسييرجحافل المسلمين ضد الاخرين سوى تحقيق المال والسلطة على البلاد المفتوحة كما فعل من قادوا التغيير اليوم في عراق المظاليم بعد2003 وألا أين الوعود التي وعدوا بها الشعب قبل التغيير ؟.
أما الأدعاء بنشر الاسلام وتخليص الناس من الذل والعبودية والأغتصاب ،فهو أدعاء لا تدعمه الشواهد المادية ولا الوقائع على الأرض ولا حتى القوانين ،حين طبقوا نظرية الأستيلاء على المال والنفس وما ملكت أيمانهم المجافية لأبسط حقوق انسانية الانسان، ما دامت العقيدة قائمة على نظرية “لا أكراه في الدين ” .

2
نقول: ان الشهادة والشهيد ، والايمان والتصديق التي أعلنوها ، ما هي الا نصوصٍ اسبغوا عليها فعل غياب العقل وانجراره نحو العاطفة الخرافة. وان الجنة ومراتبها التي وعد بها المؤمنون ماهي الا مراتب ومنازل خارج العدل الالهي.ونقول اذا كانت المرأة بكيدها العظيم تُزيل الجبال ،وان عالم النساء من اهل النار كما يعتقدون ،فكيف يوعد كل مؤمن بحوريات العين بلا عد ولا حصرولا تعيين،أية عبودية هذه التي نشروها ، واي زنا أعترفوا به في الولدان المخلدون كاللؤلؤ المنثور في الجنة بعد ان ادخلوا التفسيرالترادفي الخاطىء على النص الديني ،ألم يكن هذا تناقضٍ في الرأي والمعتقد ؟ ان القرآن الكريم بحاجة الى تأويل لربط الفلسفة بالمنطق والتفسير ؟

لقد ابتلى العرب بالمحن والمصائب منذ بداية الاسلام، وكان الخلفاء الأوائل هم اول ضحاياه ،حين قتل الثلاثة الأوَل ومزقت دعواتهم ،وتبعتها حرب الجمل ،عائشة وعلي ، وحرب صفين ،علي ومعاوية،و وحرب النهروان ،علي والخوارج وفي جميعها قتل من العرب الكثير وشرد أكثر،اهذا
هو الاسلام الذي جاء بعدالة السماء وحفظ ارواح العالمين ، فأين حاكمية الدين ؟؟.حتى تركوا لنا التاريخ الاسلامي الذي لا يقرأ مع التواريخ .
حتى نكبت العرب بأكبرنكبات التاريخ … من اجل ان يحكم معاوية الأموي ، والمنصورالعباسي المسلمين ،وكأن عداوة بني هاشم وبني أمية قبل الاسلام قد عادت الينا من جديد …؟؟

بعد كل الذي حصل ويحصل علينا من نظريات التدمير ،لماذا لا نصحوا على الحقيقة ونخضعها للحوار،ونكتب منهجاُ دراسياً جديدا للأجيال لتعرف حقيقة التغيير ؟ عسى ان نخرج منها بلباس الثوب الأمين.انا اعتقد ان موت صاحب الدعوة المبكر (11للهجرة)حال دون تطبيق المبادىء والعقيدة التي جاء بها للمسلمين ، ولربما أغتيل صاحب الدعوة بمؤامرة المتأمرين ( لكننا لا نملك الأسانيد )… أخيراً ظهر كتيب للدكتورالمرحوم حسين مؤنس حول التاريخ الصحي للرسول علنا نجد فيه ضالتنا لما نرغب ونريد.
انه بمجرد وفاته (ص) في السنة الحادية للهجرة ،أنقسم الاصحاب ونادوا منا أمير ومنكم امير،وهذا أكبردليل على ان الدعوة لم تكن قد ترسخت في قلوب التابعين أو ما وراء الآكمه ما وراءها، فظلت الدعوات والمعارك تتوالى على العرب بحجة الاسلام وتطبيق القوانين ،ولم تستطع ان تحقق لهم شرو نقير. كما اليوم نراها بين من رافقوا التغيير..حينما حسبوه لهم لا للجماهير؟

ونقول اذا كان اصحاب أهل البيت يُقاتلون ويُقتلون من اجل دعوة الحسين (ع) ،عبر الزمن وارفقوها بنظرية المهدي المنتظر وولاية الفقيه الوهمية من اجل الاصلاح ، لماذا بايعوا المحتل الأجنبي وتأمروا معه على تدميرالوطن وسرقة امواله ، ولماذا لم ينتظروا دعوتهم الممثلة للحق على حد قولهم بعد الظهور؟ فأهل البيت هم الوحيدون الذين لم يتركوا لنا نخبة من المؤيدين المخلصين رغم صفاء ونقاء عقيدتهم وأخلاصهم للحق والدين حتى قال فيهم الطبري المؤرخ الكبير : “كانوا أهيب من الأسد في صدور الناس “،بينما كل الآيديولوجيات الأخرى تركت مؤيدين بنوا لها دولا وأنشأوا شعوبا تمتعت بكل حقوق القوانين كالماركسية والرأسمالية والماوية ؟ ألم تكن كذبة كبرى رافقت حياة المؤيدين الذين لم يؤمنوا بهم قط، وينادون بها اليوم كل هذه السنين ؟ لا تصدقوهم يا عراقيون ..أنهم هم قاتلوكم بسيف الحسين الشريف ؟ فالحسين لا يقبل الا الحق وحقوق الناس أجمعين ..؟

هنا يتدخل الاستاذ الدكتور حسين مؤنس رحمه الله الاستاذ القدير في جامعة القاهرة سابقاً فيقول:

3
بادىء ذي بدء هل من حق الحسين بن علي ان يطلب الخلافة لنفسه دون الاخرين؟رغم كونه شابا نقيا عاقلا هادئا – وهو لم يطلبها- وأنما ثار من أجل حقوق المظلومين ، ويقول: ليس هناك من مسوغ له في طلب الخلافة …الا لكونه ابن علي بن ابي طالب. ويسترسل ،هل هذا كان يكفي لترشيحه للخلافة؟ يقول: لا…، لانه ما كان بمقدوره ان يكون خليفة لدولة ناشئة قوية مثل دولة الاسلام دون مبدأ الشورى المخترق من يزيد، وليس قادرا على تحمل مسئولياتها، ويضيف ان يزيد اً
كان اقل منه علما واخلاصا وكفاءة،وهو الاخر لا يستحقها. فلماذا كل هذه الهلمة المذهبية المقيتة في مشكلة حلها لا يكون الا بالشورى والقانون ؟
لقد تمكن الأعداء من تدمير الوطن العراقي بأسمك يا حسين وانت بريء من كل اعتداء لئيم ..واليوم يوغلون في الشعائر حتى قلبوا مآتم الحسين الى تدمير؟ وانا واثق تماما لو ظهر الحسين اليوم لتكررت عليه كربلاء ثانية أكيد..؟
هنا يتوقف الدكتور مؤنس ليقول ان العاطفة ركبتنا منذ البداية فأضعنا العقل والدراية، لان ما قالته الفرقة البويهية كلام خالٍ من المنطق والفائدة. ويعلل ذلك بأن الدول لاتقاد بالعاطفة ولا بالعشائرية او الانتمائية للرسول (ص) بل بالخبرة والكفاءة والقانون وحسن التدبر للامور،وان الرسول لم يوصِ لاحد ولوفعلها لجاز عليه الخروج على آية الشورى وهو غير مخول بالخروج عليها.،فهل كان الحسين من هذا الطراز من الناس؟ وياليت العلماء والباحثين يجيبونا اجابات بعيدة عن الانحيازية والعاطفة الدينية في قول الحقيقة والتثبيت ؟. لنبرأ الامام الحسين من كل ما لحق به والتاريخ من تزييف ؟وتعليقا على كل الذي كُتب اقول :
لو ان مسار الدولة فد سار وفق دستور المدينة المغيب عنا اليوم ومبدأ الشورى الحقيقي، لما لحق بنا كل هذا الذي لحق، فلا ردة حدثت ولا خليفة قتل ، ولا معركة بين المسلمين وقعت ، ولا مسلم استبيح دمه وشرد ، ولا آمةٍ دمرت، وحل بها فقدان التوازن، وضياع الملك، حتى اصبحنا من اكثر امم الارض ضعفا ومهانة لا نملك قدرا ولا هيبة ،وهو من وجهة نظرنا أسوأ ما يصيب الانسان في الحياة والتاريخ …؟.
نعم الدول تبنى وتتقدم بمقاييس حضارية ثابتة، لا بالاشخاص حتى ولو كانوا من احفاد الرسول، فالرسول لم يأتِ بدولة ليرثها الابناء والاحفاد ،ولو سار عليها لخرج من مفهوم رسالة التبليغ الكبرى
لعامة الناس . ولم يترك لنا نصاً ثابتاً بهذا ،لان ليس من حقه ترك مثل هذا النص ابداً. فالاسلام ليس له ولا لأهل بيته بل للجميع. لأن الله أله الناس …أنظر سورة الناس؟

وحين اخترقت الدعوة والمعايير تبعها اختراق كل التفاصيل الاخرى فانبرى وعاظ السلاطين بين مبرر ورافض لكن الكل يدور في فلك السلطة والمال لا العقيدة والتطبيق كما نراهم اليوم بعد التعاون مع الاجنبي في التدمير،وما من أمة تعرضت للتزوير والتبريراللاشرعي مثلنا في العالم ابداً.،فوقعنا في وهم ما يريدون وحسبناهم كلهم مصلحون ،ولكنهم كانوا في غالبيتهم كاذبون ،حاشاك يا حسين ان تكون منهم .
وها ترى اليوم امتنا الضائعة المنهارة بكل تفاصيل الانهيار لا تقوى امام مليوني مغتصب لحقوقها ،فهل ان النص القرآني اصبح معكوسا ام ماذا،وعلى من تنطبق الاية الكريمة :(كم من فئة قليلة غلبت
فئة كثيرة بأذن الله , والله مع الصابرين،البقرة 249). فهل المعتدون هم المؤمنون اليوم ونحن الظالمون ؟ فليفتونا الفقهاء بالعقل لا بالعاطفة والتخريف ؟.

لقد علمنا التاريخ ان الحرية هي لب الحياة،وقد جاء بها النص القرآني , واضحاً يقول الحق:( وقل الحق من بكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا، الكهف 29).
4
فبهايجب ان نقرأ اليقين،بعد ان اهملها السلف وحولها الى نصوص مقدسة ( قدس سرهم ) والله يرفض التقديس وكتم الاسرار (البقرة 174) ويحرم الافتراب منها ،فجعلونا في سجنها الحديدي الذي لا ينفصم..
وعلمنا ان العدالة هي الاساس( … وأذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى،الانعام152 ) فأبتعدنا عنها ونسيناها .
وعلمنا ان الشورى الحقيقة للناس هي الحكم الصالح (وشاورهم في الامر،آل عمران 159)، فلم نعترف بها.
وعلمنا ان محبة الاوطان والتفاني فيها هي النجاح يقول الحق:(ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبون بانفسهم عن نفسه،التوبة 120)،نزلت حين حاصره الروم من الشمال بعد مؤتة.،فتركناها. ولم تعد لها عندنا من وجود.حين جعلنا الوطن غنيمة ،وقتله وسرقته رجولة،و،وتشريد اهله وبيع ارضه وعِرضه بطولة، وفتل ابناءه واطفاله ونساءه عزا وتفاخرا،لنبني قصرأ أو فندقاً عند الماجنين اصحاب اللارجولة.
هاي هي زعاماتنا اليوم ممن يلطمون عليك ياحسين العز والرجولة ؟

وعلمنا ان حقوق الناس لا يعتدى عليها ، (ان الله لا يحب المعتدين)،فأعتدينا عليها دون مخافة الله والناس وكل الاخرين.
هم وداعش مثالاً؟
وعلمنا ان الاخلاص والوفاء هو الهدف ،( وأوفوا بعهدالله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ،النحل 91)،
فرميناه خلف ظهورنا.
وعلمنا ان الثروة هي ثروة الجميع تقسم بينهم بالتساوي ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم،التوبة، 34 )،فسلبانها لانفسنا بعيدا عن اصحابها الشرعيين. وجعلوا
اولادنا هناك في اوربا يرتعون واولاد الغلابة مع داعش يموتون. وهم الذين سلموا الوطن للدواعش المجرمين ،ولكن من يسائل من في دولة اللاقانون ؟.
وعلمنا ان على الخليفة او الحاكم ان لايستند على فتاوى رجال الدين ،لان الله لم يخولهم حق الفتوى على الناس ،ولم يميزهم بلباس معين كما فعل رجال العهد القديم، بل بالقرأن الكريم يحكم وينفذ، فلم يطبقوا ما امرالله به الا ما كان يتطابق على هواهم ورأي رجال الدين.الذين يذكرونا بطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه،على قاعدة(من خرج عن السلطان شبراً مات ميتة جاهلية). فجعلونا خانعين.

وهاهم القادة من المنهزمين ،خائفين مذعورين،من الاستجوابات القانونية اليوم خوفا من ان ينكشف المستور، وكل الخائنين. فأين هم من علي أمير المؤمنين الذي وقف امام القاضي حين قاضاه بتهمة سرقة سيف اليهودي ،فأين الرمزية التي بها يدعون ..؟
5
، وعلمنا ان الجيش والسلاح هو للدفاع عن الامة ، لكننا جعلناه لنا لنتحصن به لقتال المواطنين ،ألم تستخدم دولة الامويين والعباسيين،وكل اصحاب السلطة جيش المسلمين لقتال المناوئين والثائرين
الخارجين على دولهم والتابعين،ألم تستبيح الدولة الاموية المدينة ، وجماعة التغيير الفلوجة والنجف وجعلهم اسرى عند المحتلين.وفسروا كل من يعرض فهو خارج عن التشريع والمشرعين،ومادروا ان الفضيلة تنبع من القناعة الداخلية والشعورالدفين والضمير الحي الصادق ،لا من التخويف والقسوة والتهديد والوعيد الذي لا ينتج عنه الا المخادعة والرذيلة والكذب على الاخرين.

5.
،وعلمنا ان القتل بدون ذنب محرم التحريم (من قتل نفساً بغير نفسٍ او فسادٍ في الارض فكأنما قتل الناس جميعاٍ،المائدة 32).، وها هي المليشيات تقتل العلماء والضباط والطيارين حتى الاطفال الرضع والشبوخ المسنين ،و تصفي كل المعارضين،والا اين الشحماني البطل والأخرين .

وعلمنا ان تقد ير العلماء ومكانتهم عند رب العالمين(انما يخشى الله من عباده العلماء،فاطر28) . ونحن نقتلهم ولا من معين. بعد ان اهملنا التراث واغدقنا العطاء على الشعراء المادحين والفقهاء الموالين وحولنا العلم الحقيقي الى علم دين . واصبحت اليوم الراقصات والمغنيات احسن من العالم الرصين. ألم تدفع نقابة الصحفيين لمادلين مطر بليلة رقص واحدة الملايين والاطفال في المخيمات يتضورون جوعا ……انها مهزلة القرن الحادي والعشرين.

،ولم يبق لنا اليوم من شيء ، سوى أننا اصبح قادتنا صفر اليدين،في قصورهم السوداءكالفئران الخائفة المرتعشة من مصيائد الصائدين نستكين،نأكل ونشرب ونلعب القمار على موائد المتزلفين ، وليس لدينا الا ان نستجدي في مؤتمر الكويت الاخرين.
كان على العراقيين ان يروا بأعينهم وزير خارجيتهم كيف وقف ذليلا في واشنطن يستجدي بنوك الأخرين ،وملايينه مكدسة في لندن وباريس . فأين انت يا عمر ياعلي ياحسين يازين العابدين،فهل نبقى ننتظر المهدي المنتظر الذي غاب عنا منذ مئات السنين ولا زلنا نلهث خلف سراب السنين ؟. البارحة كان المعتصم واليوم هل يظهر حمد آل ثاني او سلمان السعودي او مالكي العراق ليعيدوا لنا همة النائمين..لا والله كلهم على مسيرة الفاسدين .
السعودية اليوم تقتل اليمنيين ،والعراق يقتل العراقيين في ديالى بلا ذنب جنوه الا لأنهم من المعارضين كما يقولون ،والقطري بامواله الحرام يذبح الليبيين ،لا ما هكذا قال القرآن الكريم .،بل قال :”تعاونوا على البر والتقوى” لا قتل المساكين ؟ فماذا لو ان باموال حروبهم عمروا صحراء مصر واراضي السودان زراعة ومصانع ،كما فعلت المانيا في الأوربيين الشرقيين؟ اذن من هم المسلمون ؟نحن ام هم ؟
بعضنا يفتح حدوده على الاخر ليمرر المحتلين ليدوسونا بأقدامهم ،عداوة وثأرا من السابقين،ليسرقوا ارضنا ومياهنا وهم فرحين مثل الشامتين،ومادروا انهم يأكلون في بطونهم نارا،لانها اموال الفقراء والمساكين المغلوبين على امرهم والمقعدين،ولانهم من الخارجين على الشرع والقانون والقرآن المبين.فلن يهنئوا في عيش ويناموا آمنين.،وكأن داحس والغبراء عادت الينا من جديد …؟.

،وبعضنا يغلق حدوده مع جيرانه المسلمين، حتى يسقطهم من اجل المعتدين،حفاظاً على ما قد يلحق به من أذىً المتغطرسين فأين اصحاب الله من المؤمنين ؟. ويا لها أية كارثة تحيط بنا ،اليوم من سنسن. يستجدي كل العرب المحتلين ، وهي من الرافضين،وهل من عزة بقيت لنا وكرامة ظلت معنا واسلام نتباهى به واطفالنا يقتلون ونساؤنا تستباح وارضنا تغتصب ونحن لا زلنا من الخائفين، وقادة السلطة في قصورهم في المنطقة الخضراء مسورين بحراس الأمين ..؟ وينعمون.
نعم كل شيء نحن خسرناه لكن خيانة الاوطان والمواطنين .. كانت أمرُ وأقسى على التاريخ ..؟

،لقد سقطت عنهم شرعية الدين؟ ،أنهم لا يستحقون حكم الصادقين الشرفاء الصامدين. .انها انتقام الناكثين بالله والقسم والوطن والمواطنين.ا أنهم شجعان الخيانة وناقضي عهد الدين ، والاخوة واليمين ،انه مشهد يكاد ينطق بصوت الكارثة القادمة من وراء حجب الليل البهيم.

6
لقد دمرتنا عقيدة البويهيين والوهابيين ودواعش السنين ،ولا زالت تنخر فينا لتنهينا الى ابد الأبدين،فهل سيصحى العراقيون على نهاية الأمل والمستقبل والدين ؟.

التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الأخبار..لكن في باطنه احداث جسام…من ينبري لها في زمن ضاعت فيه الهمم واخلاق النبوة والصادقين في الأخلاق والدين…؟.

ان الثورات هي اساليب يرتبط نجاحها بتوفر القيادات المخلصة والاهداف الواضحة والبناء التنظيمي السليم ..فأين حزب الدعوة اليوم الذي من اجله مات شباب العراق أملا في التغيير..واين كتابي فلسفتنا وأقتصادنا في التطبيق..كل شيء يهون على الانسان ..الا الخيانة… ونكران المواثيق..

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here