الرجال المثقفون … بين سطوة النساء وظلم الزوجات من ينقذهم ؟

علا زهير الزبيدي

قد نعى الكثير من المفكرون والكتاب والنقاد ومنظمات حقوق الانسان ما تعانيه مجتمعاتنا من آلام عجز وفقدان للحريه الشخصية وحريه الفكر والتعبيرللفرد المكون للمجتمع نساءا وشبابا , إلا إنها تكاد ان تكون المرة الاولى التي يسلط عليها الضوء الاحمرعلى مظلوميه الرجل المثقف .. لما رصدته من حالات تعسفيه لا إنسانيه ضد الزوج المثقف القائد الكاتب والشاعر الرومانسي .. الخ في رحم بيوتنا من قبل الزوجه والمجتمع .. مما يستوجب منا جميعا إلتافته حاده لهذه الكارثة الانسانيه ومعالجتها …

المشكله تكمن في أن الرجل المثقف .. يجد نفسه أخيرا مظطرا على انتخاب زوجه شرقيه تقليديه لتكوين اسره شرقيه بما يرضي المجتمع ومن هنا يبدأ مسلسل المعاناة .. فهذه الزوجه لا تمتلك عقلا مرنا يستوعب افكاره ولا صدرا واسعا لهضم مشاعره الجياشه وخياله الخصب .. لاسيما والزوج المثقف يكون إنسانيا رومانسيا يعامل زوجته بالحسنى بكل ثقة ودلال لانه يسعى بأن ترتقي وتكن راضيه مرضيه لا ينقصها شيء الا ان الزوجة تبادله عوضا عن ذلك من عقدة النقص بالغيرة المفرطة وحب التملك .. ويعتبر حب التملك بصورته المرضية وغير المتوازنة عبارة عن عاطفة مندفعة غير ناضجة تحكمها الغيرة والأنانية والتمركز حول الذات وهو رغبة مرفوضة للشعور بالسيادة والتحكم في الآخرين لضمان حبهم واهتمامهم وعدم فقدهم…

الحقيقة أن حب التملك هو المنتج الحقيقي للصراع الذي يعانيه الفرد مع نفسه أولا ثم مع غيره حيث يفشل الفرد في الاستمتاع بعلاقاته التي يفترض سلفا أنها حق خاص له ولا يحق للآخرين المساس بها كما يفشل الآخرون في محاولة إرضائه مهما كان وبلغ نوع العطاء وشكله وحجمه ومعناه بالنسبة للشخص ، ذلك لأنه يعتقد جازما أن العطاء حق خاص له فقط والتضحية لابد أن تكون من أجله فقط..وفي مثل حالة الزوجه الشرقيه تظهر على اشدها عقدا حيث تعمل جاهده على افساد وتنكيل وانتقاص من ثقافة زوجها لتعوض وتشفي عقدة نقصها حيث تعمد على تصرفات لايستوعبها عقل ولا يهضمها منطق! في سبيل إفساده وتملكه إلا حد التمادي في حب التملك والتطاول ليشمل من حوله من البشر كالأصدقاء والأهل والأزواج والأبناء، وهنا يتحول حب التملك من كونه نزعة طبيعية إلى أن يصبح رغبة غير صحية مرضيه تتمثل في انتهاك خصوصية الآخر والميل للسيطرة على الآخرين والتحكم في تفاصيل حياتهم التي تهمهم وتعنيهم ..

عرضت علي مشاكل زوجية كثيرة في «حب التملك» منها زوجها التي لا تريد أن يفارقها ساعة واحدة، واذا خرج للعمل او لزيارة الاهل والاصدقاء أو لقضاء حاجة تتصل به عشرات المرات،وعند عودته تفتش تفاصيل هاتفه النقال وتنتهك خصوصياته جميعا .. و أن هذه الزوجه تتدخل في كل تفاصيل حياته لدرجة أنها لم تجعل للخصوصية أي معنى، والتحكم حتى في أنفاسه كما وتسيطر على تفكيره وعلى ماله وقراراته الشخصيه وكبح طموحاته وكل شيء .

من علامات عقدة النقص وحب التملك :

· الغيرة تكون الغيرة غير منطقية وغير مبررة, فيمكن أن تسأل الزوج عن تفاصيل المحادثات التى أجراهاا خلال اليوم والوقت الذى قضاه مع الأصدقاء أو العائلة، ونرى إلحاحا لدرجة وجود مكالمات هاتفية كثيفة، للتأكد من مكان وتصرفات الآخر.

· الاتهامات الشك والاتهامات بأمور ليس لها أساس من الصحة، ومن الاتهامات الشائعة هى مغازلة الآخرين أو الخيانة، وتحاول إملاء أوامرها عليه وتشعر بالغضب لعدم طاعته.

· فرط الحساسية فى الغالب لا تتقبل أى انتقاد، وذلك نابع عن عدم وجود الثقة الكافية بالنفس، وبالتالى فإنه من السهل أن يتم استفزازاها وتعكير مزاجها، وكما أن هذا النوع من الأشخاص لا يمكنه أن يتحمل مسئولية أى موقف سلبى، وسوف يحاول التهرب منها وإلقائها على أشخاص آخرين بما فيهم الزوج ..

· التهديد يستخدم الشخص المصاب بحب التملك أسلوب التهديد؛ فقد يهدد الشريك بإمكانيّة تركه في حالة عدم تنفيذ الأوامر التي يلقيها، وفي بعض الحالات قد يلجأ محب التملّك إلى إلحاق الضرر بالنفس، والتهديد بالانتحار، والسلوكيات المدمّرة الأخرى، حيث يسعى لإجبار الشريك على إمضاء معظم الوقت معه

· التحكم غالباً ما يكون سلوك السيطرة أحد إشارات حب التملّك بالعلاقات، وقد تكون هذه السيطرة جسدية، أو عاطفيّة، أو ماديّة، حيث قد يحاول محب التملّك منع الشريك من العمل، وإدارة المال، بالإضافة لمنعه من البحث عن وظيفة، واختيار الملابس الخاصّة به، وقص الشعر، وغيرها من الاختيارات الشخصيّة العاديّة

· المزاجية قد يكون تقلّب المزاج أحد علامات الإصابة بحب التملّك، حيث قد يصاب محبيّ التملك بالعصبيّة بسبب حدوث أشياء قد تظهر بسيطة، كتأخر عن موعد وصولة للبيت لمدّة 10 دقائق فقط، وقد تتحوّل هذه العصبيّة لتعدّي استخدام الصراخ، والشتم، والأشكال الأخرى من الإيذاء اللفظي.

· ومن علامات حب التملك الاخرى .. أنه يريد من يحبه أن يكون له فقط ويرغب في أن يعزله عن العالم، والثانية أنه يحب أن يلتصق ويلامس من يحب دائما حتى أمام الناس كأنه يقول لهم هذا لي وليس لأحد، والثالثة أن يتصرف المحب مع الطرف الآخر بأنانية فلا يسمح له بالخروج وحده أو للترفيه عن نفسه، والرابعة أنه يريد أن يتحكم في كل تصرفاته ويغضب لو تصرف في أمر من غير اخباره، والخامسة أنه يرصد تحركاته ويتصل عليه دائما ويحقق معه للتأكد من الأماكن التي يذهب اليها، والسادسة يشعر بعدم الأمان في حالة بعده ، فالمصابون بحب التملك، لديهم عوامل مشتركة من الشك والغيرة، وأحيانا الحسد، كل ذلك في خليط يصعب فصله

وفي الغالب مثل هذه الحالات تنتهي بالانقطاع والهروب وعدم استمرار الشراكه لأن حب التملك يقيد حرية الآخر ويؤذيه, حيث ولا بد من التفرقة بين «الحب وحب التملك»، فالحب أن تعيش بسعادة وحرية وثقة واهتمام مع من تحب، بينما «حب التملك» أن تعيش بتوتر وشعور بالسيطرة الدائمة والتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتك من طعام وكلام ولباس وعلاقات وغيرها، «الاهتمام والغيرة والاحترام» من علامات حب الطرف الآخر، ولكن ينبغي أن تكون مع اعطاء الطرف الآخر مساحة من الحرية يعيشها وحده أو مع أصدقائه وأهله، أما أن يتم السيطرة على جسده وحبسه في مكان محدد والتحكم في مشاعره ومنعه من التعبير عن رأيه فهذا هو التملك الذي يعدم العلاقة وينهيها، فالانسان خلق حرا لا عبدا الا لله تعالي، والتملك الايجابي هو الذي يحرص الحبيب أن يمتلك مشاعر حبيبه لا حياته

وعلاج مشكلة حب التملك السلبي

– الرضا فى مشاعرنا وفى سلوكنا مع أزواجنا ثم الثقة بالنفس، فهذه تقلل من الانشغال الدائم بشكل مرضى، لأننا نحتاج أن ننشغل بأزواجنا أيضا ولكن فى الحدود المقبولة . محاولة تجنب الشك وإعطاء الثقة للنفس لا تعتاد طول الوقت على الشك، لأنه مرض يقتل صاحبه

– طرد هواجس النفس التى تفسد الحياة، والإصرار على التمتع بالحياة مع الشريك، وطرد كل ما ينكد هذه العلاقة من نوازع التملك، التى تحرم الإنسان من الانتفاع بما بين يديه والإصرار على التمتع بالحياة مع الزوج أو الزوجة

واخيرا على الزوجه أن تفهم أن حب التملك لا يضر الشخص المبتلى وحده، وإنما يتعدى هذا الضرر إلى الزوجة والأبناء وسائر أفراد الأسرة التى لا تكون بعيدة عن نتائج هذه الحالة أن نبين لمن يحب تملكنا بأن ما يفعله يضايقنا ويقيد حريتنا وأنه ليس من علامات العلاقة الصحية، ونشرح له الفرق بين «الحب وحب التملك»، يعني أن نجلس معه جلسات المصارحة والتوعية، فاذا حاول ضبط نفسه فنكون قد تجاوزنا المشكلة، وان استمر فربما يكون دافعه الشك والغيرة والحسد، ففي هذه الحالة يكون علاجه صعبا لأنه يكون أقرب الى الحالة المرضية، فلو كان حب التملك بين الصديقين ورفض العلاج فيكون الحل بانهاء العلاقة وينتهي الأمر، أما لو كان في حالة الزواج فالمسألة تحتاج لنقاش في سلبيات وايجابيات الاستمرار أو الانفصال، وكل حالة تدرس على حدة ويتم اتخاذ القرار المناسب بشأنها، فاني أعرف زوجين تطلقا بعد عشرين سنة بسبب «حب التملك» وأعرف زوجين متكيفين مع الوضع حتى اليوم بسبب ثقافه وتضحية الزوج الذي خسر عافيته والتمتع بحياته في سبيل اولاده

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here