المعلم الصرخي : الله الله في الأيتام … الله الله في الأيتام

قال الله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيراً ) بهذه الكلمات السماوية التي جاء بها القرآن الكريم، و التي تتضمن الكثير من القضايا المهمة التي تشكل انعطافة مهمة في حياة الإنسان، بالإضافة إلى أسلوب الوعيد بالعذاب الأليم لكل مَنْ خالف أنظمتها، و قوانينها المشرعة، فاليتيم في عرف أهل الاختصاص هو مَنْ فقد الأب قبل الأم، أو الذي انقطع عنه العون، و المساعدة، و بات مشرداً في الأزقة، و الطُرقات بلا معين، و لا ظل سقف يأويه من برد الشتاء القارص، أو لهيب حر الشمس المحرقة في الصيف، فأين يذهب، وقد تقطعت به السُبل، و أعيته ظروف الحياة الصعبة، فلذلك نرى ديننا الحنيف يؤكد كثيراً على ضرورة رعاية، و كفالة، و حماية اليتامى حتى نضمن عدم تفاقم الوضع المزري لشريحة اليتامى في مختلف بقاع الأرض، ففي آخر إحصائية لمنظمات الطفولة التي صدرت في الآونة الأخيرة، فإن أعداد اليتامى خاصة في البلدان الإسلامية، و التي تشهد اضطرابات سياسية، أو عمليات عسكرية أنها ارتفعت كثيراً إلى أعداد غير مسبوقة لم يشهد العالم بأسره لها مثيلاً من قبل ؛ بسبب تردي الأوضاع المعيشية لليتامى، و حتى الذين تقوم الدول على رعايتهم في دور رعاية اليتامى، أو المؤسسات الخيرية التي باتت عاجزة عن تقديم أفضل الخدمات لليتامى، فضلاً عن غياب الدور الرقابي الحكومي الصارم على إدارات و موظفي، و مشرفي دور رعاية الأيتام مما جعلهم عرضةً للعديد من أساليب الظلم، و الانتهاكات الجسدية، و اللاخلاقية، و فوق كل هذا، و ذاك نجد حقوقهم مسلوبة، و لا يجدون أية رعاية كريمة، و اهتمام كبير من لدن القائمين على تلك المؤسسات، وهذا ما استنكره بشدة المعلم الصرخي الحسني في بيانه رقم ( 43) في 26/6/2007 و الموسوم ( الله الله في الأيتام … الله الله في الأيتام ) داعياً فيه إلى تضافر الجهود، ومن جميع الطبقات الاجتماعية، و الإنسانية، و السياسية، و منظمات المجتمع المدني، و المؤسسات الخيرية، و منظمات الأمم المتحدة، و منظمات الطفولة، و حقوق الإنسان إلى تقديم كل متطلبات العيش الكريم لليتامى، و خاصة يتامى النازحين الذين فقدوا الأمل بالغد المشرق، و مؤكداً فيه إلى مواصلة العمل المستمر في كفالة، و رعاية تلك الشريحة المضطهدة، و التي تمثل رجال الغد المشرق، و لنقرأ ما جاء في هذا البيان الغني بكلماته، و معانيه القيمة : } أنها موبقة.. و موبقة.. و موبقات… وظلم، وجرم، وجور، وفساد… تقشعر لها الجلود، وتشمئز له النفوس، وتحزن له القلوب، فيما رأيناه وسمعنا به في ملجأ الأيتام، والمعوقين (ملجأ القسوة، و اللاحنان) و غيره، و يجب على الجميع ومنهم المدراء، والوزراء النزول إلى الساحة، والأرض، والواقع، والمجتمع لخدمة الناس ومعرفة، و توفير كل الاحتياجات، و المستلزمات الحياتية لجميع الشرائح الاجتماعية، و بكل اتجاهاتها، وتوجهاتها . قال الله تعالى ((وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً )) الإسراء34 { .

https://bit.ly/2NqDF00

بقلم // الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here