كلمة د. عبد اللطيف جمال رشيد التي القاها في المركز العراقي للتنمية الإعلامية

السيدات والسادة الحضور

السلام عليكم

بدءاً أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية وجميع العاملين على إعداد هذا اللقاء.. كما أتقدّم اليكم حضورنا الكريم بالشكر الوافر لمشاركتكم معنا في هذا المساء البغدادي الجميل. وأود القول بأنني اخترت الحديث عبر المركز العراقي باعتباره واحداً من أهم المراكز الإعلامية العاملة في العراق، فشكراً مرةً اخرى.

إنني الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد من مواليد مدينة السليمانية عام 1944 والتي أكملتُ فيها أيضاً دراسة الإعدادية. حصلت على بعثة لدراسة الهندسة في المملكة المتحدة أيام حكومة عبد الكريم قاسم وحصلتُ على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في (الهايدروليكس- علوم المياه) من جامعات ليفربول ومانشستر البريطانية، وبعد التخرج لم أستطع العودة الى العراق بسبب الموقف من النظام البائد. وخلال إقامتي في الخارج مارست العمل الهندسي وأصبحتُ بعد فترة زميلاً في جمعية المهندسين البريطانيين كما عملت لفترة طويلة مع الجامعات والشركات البريطانية وأيضاً في معظم بلدان الشرق الأوسط، فضلاً عن منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي.

بدأ عملي السياسي في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ أواسط الستينات وكنتُ عضواً فعالاً في جمعية الطلبة الأكراد في أوربا حتى تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 حيث أصبحت عضواً قيادياً فيه وممثلاً له في المؤتمرات التي كانت تعقد في الدول الأوربية كما كنت عضواً قيادياً في الجبهة الكردستانية، ناضلت خلال هذه العقود الطويلة ضد الدكتاتورية وسعيت الى إرساء نظام ديمقراطي تعددي في عراقٍ حرٍّ مستقل.

كانت علاقاتي بالمعارضة العراقية قوية جداً، وكنت أزور مراكز قيادات المعارضة في دمشق وطهران وكان معظمهم في لندن والدول الأوربية وأصبحت منذ مؤتمر فيينا في بداية التسعينات عضو قيادياً في الهيئة التنفيذية للمؤتمر الوطني، وأعتقد أن أغلبكم يعرف النشاطات التي قام بها المؤتمر الوطني ونضاله ضد الدكتاتورية من أجل العراق، واستمريت على ذلك حتى سقوط نظام صدام ورجوعنا الى وطننا العراق.

كنت خلال هذه الفترة الطويلة من الزمن، أي من قبل تأسيس الاتحاد الوطني ملازماً للرئيس الراحل الكبير مام جلال بحكم علاقتي الحزبية والشخصية والعائلية مؤمناً بنهجه وأسلوبه في العمل السياسي. جاءت هذه العلاقة نتيجة إيماني بحرية الفرد والديمقراطية للعراق. واشتركت مع مام جلال في معظم مجالات العمل السياسي والتنظيمي والدبلوماسي وحضرت معه أغلب اللقاءات والمؤتمرات، وكنت مندوباً شخصياً له، كما كنت ممثلاً عن الاتحاد الوطني في بريطانيا والدول الأوربية، هدفنا خلال هذه المسيرة الطويلة الى بناء عراقٍ اتحادي ديمقراطي تعدّدي قوي ومعافى، خالٍ من كل اشكال التمييز والعنصرية، يتمتع فيه أبناء الشعب بخيراتهم في ظل حكم رشيد يرتكز أهم أركانه على المبدأ القائل بوجوب وضع (الشخص المناسب فى المكان المناسب) في جوٍّ يخلو من الظلم، تحت سيادة الدولة، وابراز الهوية العراقية وتقديمها على بقية الهويات الأخرى، وأؤمن إيماناً كبيراً ككرديٍّ عراقي، بأن العراق القوي المستقل سيكون في صالح جميع أبناء الشعب بكافة قومياته وأديانه ومكوناته.

بعد رجوعي الى العراق استلمت حقيبة وزارة الموارد المائية لمدة ثمان سنوات أنجزنا خلالها الكثير من المشاريع من ناحية تحسين الموارد المائية بما فيها بناء السدود وتجديد قنوات الري واستصلاح الأراضي وتحسين حالة الإرواء في العراق، وأفخر بدوري في إنعاش الأهوار والتنسيق مع دول الجوار من أجل حصة عادلة من المياه للعراق. كما تسنمت منصب المستشار الأقدم لرئيس الجمهورية منذ نهاية عام 2010 في زمن مام جلال، قمت خلال هذه الفترة بتمثيل الرئيس في المحافل المحلية والأقليمية والدولية وشاركت بالنيابة عن الرئيس في أغلب المؤتمرات والنشاطات السياسية والفنية ولازلت أقوم بنفس واجبي لحد الآن في عهد الدكتور فؤاد معصوم.

……………

يمر العراق اليوم بمرحلة خطيرة، تراكمت فيها أخطاء جسيمة في العملية السياسية، وإنّ جزءاً من هذا النقص جاء من غياب شخصية وسياسة توافقية كان يمثلها الراحل جلال طالباني، ولهذا فمن الضروري الاستمرار وتطوير نفس النهج، ويجب ان نكون صريحين مع أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نحل مشاكل الوطن دون تنسيق وتعاون كافة مكونات الشعب العراقي والنظر الى ماضي العملية السياسية بعين من الصراحة والوضوح والعمل بشجاعة لتجاوزه، أملاً في بناء العراق القوي الآمن المزدهر الذي نحلم به جميعاً.

شكراً لإصغائكم ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here