حقوقنا الغائبة في أفلامنا و مسلسلاتنا

المؤكد لدى أي متابع واع لأفلام هوليود هو أن قوة الإقناع هي السمة المشتركة بين كل أفلامها باختلاف أنواعها، درامية، رومانسية، استعراضية، كوميدية، أفلام رعب أو خيال علمي….. إلخ.

يمكن لأفلام هوليود أن تجعلك تتعاطف مع أي قضية تطرحها، حتى لو كانت حقوق الروبوتات مثل أفلام: AUTOMATA و IROBOT و ARTIFICIAL INTELLIGENCE.

و يمكن تطرح حقوق النمل أو النحل مثل أفلام الأنيمايشن: Bug’s life ، BEE MOVIE.

و لا تستغرب من الفيلم الذي يطرح قضية حقوق سكان الكواكب الأخرى مثل: District 9.

يمكن لهوليود أن تطرح أي قضية حقيقية أو خيالية، عميقة أو تافهة، و تقنعك بها و أنت مستمتع بجمال الصورة و إبداع التمثيل و إبهار الديكور و قوة السيناريو و تماسك الحكاية و تسلسل الأحداث و تداخلها و براعة الإخراج و غيرها من عناصر نجاح الفيلم التي يبرع في تحليلها المختصون في السينما و النقد الفني أكثر مني.

قد يبدو ما سأقوله مضحكا لكني متأكد من أن هوليود يمكنها أن تطرح في أحد أفلامها حقوق حشرة البق أو البرغوث و يكون الفيلم ممتعا و مبهرا مثل فيلم التينانيك مثلا أو ماتريكس و أفاتار.

هذا عن هوليود، ماذا عن أفلامنا نحن؟ عن مسلسلاتنا؟ أين هي قضايانا العادلة من كل تلك الإنتاجات السينمائية و الدرامية المتراكمة؟

قد يذهب ذهن القارىء مباشرة إلى القضية الفلسطينية عند طرح هذا الحديث، لكن محتوى الفن السينمائي و التلفزيوني العربي مهمل و ظالم لفلسطين و أيضا لقضايا عربية مجتمعية أخرى كثيرة. هل طرحنا الفقر كما يجب في أفلامنا؟ أين هي حقوق الإنسان العربي في فننا؟ حقوقه المسلوبة من طرف حكامه و عاداته و تقاليده و من أبناء جلدته قبل أن تكون مسلوبة من طرف الغرب أو المحتل.

القضايا المطروحة حاليا بأفلامنا و مسلسلاتنا هي إما تسلية تافهة و غير ممتعة أو قضايا جادة تعالج بطريقة سطحية.

لا أريد أن أكون ظالما لبعض الأعمال و لا أنوي التعميم، لكن بالرجوع للقضية الفلسطينية، كم عملا أنتج من أجلها؟ و بالتحديد كم عملا أنتج بنفس جودة مسلسل التغريبة الفلسطينية أو الاجتياح أو فيلم المتبقي؟ بعد إنتاج هذه الأعمال بأكثر من عشر سنوات ربما لم ينتج أي عمل آخر و إن كان موجودا أين هو و من انتبه له؟

لا أريد أن أن يكون مقالي مجرد طرح للأسئلة، لكن الأجوبة فعلا ليست عندي، و إنما عند أصحاب شركات الإنتاج بالدرجة الأولى و المخرجين و المؤلفين، هل فعلا العمل الفني الذي يطرح قضية جادة و عميقة يعتبر عملا فاشلا تجاريا أو غير جدير بالفرجة و غير جاذب للجمهور؟

شركات إنتاجنا للأسف عاجزة عن صنع متعة الفرجة سواء كانت القضية جادة أو تافهة.

** جمال الدين بوزيان

ناشط اجتماعي جزائري

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here