قراءة في كلمة رئيس مجلس النواب العراقي بالسن الدكتور زيني المحترم

د.عبد الجبار العبيدي
نعم أنا عربي ..أنا كردي .. أنا تركماني..انا مسلم ومسيحي ويهودي وصابئي وايزيدي ..وليس شيعيا او سنيا او من ديانات اخرى..افهموها يا اغبياء قادة سلطة العراقيين..هذا هو الذي يستحقه الوطن في قيادته وليس انتم ايها المفرقون ..
أبتدأ الدكتور زيني رئيس مجلس النواب بالسن الذي أفتتح المجلس بكلمة قصيرة توجه بها الى النواب الذين جاء غالبيتهم بالتزوير بكلمات نادى بها بالألتزام الخلقي في تنفيذ القوانين لخدمة الشعب العراقي المظلوم..بقوله “كونوا أمناء على الكلمة والوطن”..؟
وهو يلقي كلمته تراه كئيبا عابسا غاضبا من وضعٍ ، وضعَ فيه كارها وهو يدري ان المهمة ليست شاقة لكن يشوبها نقص الوفاء للوطن ..بعد ان خانت المفوضية للانتخابات القسم واليمين ،وما اتخذ بشأن التحقيق من سلامة الانتخابات،حين عتمت على مسألة حرق الصناديق في منطقة الرصافة ولم تستكمل التحقيق في الصناديق الأخرى تلبية للكتل التي خانت الوطن ولا زالت في الخيانة عالقة التفكير.
..ورغم التهريج الذي رافق العملية من الاحزاب والحكومة الضعيفة بشخص رئيسها حيدر العبادي ، هذا الذي يستاهل كل ما يعمل به من الاخرين اليوم لفشلة وتهاونه وجبنه من اتخاذ القرارات المهمة التي لو نفذها لاصبح اكبر شخصية عراقية تحتل المنصب بنظر الشعب العراقي ..لكن فاقد الشيء لا يعطيه، فهل كان مجبرا على اداء المهمة الصعبة خوفا بأن تلصق به تهمة الخيانة التاريخية غدا بأعتباره واحدا منهم ؟..الشرفاء لا يقبلون الخطأ مهما علت مكانتهم في وظيفة الدولة،لكن الذين خانوا القيم والامانة الوطنية وسقطت عنهم قيم الحياة المقدسة كان سهلا عليهم خيانة الكل من اجل البعض.
موضوع نطرحه على الذين يدعون النضال والقيادة لتقرير حقائق ثابتة ،,لفتح باب التفكير والنقاش في اتجاه سليم لمعرفة قضايا جديرة بأن توضع موضع التأمل والبحث واتخاذ القرارات المهمة بشأنها لا الكتابة في توافه الامور. . ولو ان منهم من كان مخلصا للوطن والشعب لأوفى على الغاية من تسلمه منصب القيادة في دولة باعها المغيرون للاخرين ..هذه حقائق يجب ان يعرفها كل العراقيين.بعد ان خان المرافقون كل القيم من اجل انفسهم والاخرين الذين يقفون خلفهم لتدمير الوطن والشعب معاً..ويقف التدخل الشرقي والغربي في المقدمة..ولولا ضعفهم واستكانتهم وحبهم للمنصب والوظيفة لكانوا رجالا معارضين..
2
أنظروا الى الأكراد اليوم كيف دخلوا على السباق اللا معقول من اجل المصالح في انتخاب رئاسة الجمهورية – كنا نعدهم محنكون- وكأن لا عراقي مؤهل له الا كردي لا يجيد حتى العربية ..لكن في مواضع القيم يفتقد الرجال المخلصون.
من هنا نقول لماذا تُغيب الأقليات الاخرى كالمسيحية والآيزيدية والتركمانية عن موضع القرار..الم يكونوا كلهم من العراقيين وهل يسمح الدستور الخائب ان يتجاهل حقوقهم من اجل حفنة من الجهلة والمتعصبين من امثال النائب الخائب عمار طعمة وغيره من الجهلة الذين امتلئت جيوبهم من السحت الحرام.انها معضلة تواجه العراقيين بحاجة الى حل ..ولكن مَن من الرجال ينبري لقول الحقيقة..؟
اليوم الكل مشغول بعاشوراء الحسين(ع) وهم يدرون ويدرون انهم يدرون انهم اول من خرج على مبادىء الحسين التي استشهد من اجلها ويقف حزب الدعوة الخائن للوطنية في مقدمة الركب. ولو كانوا من المخلصين لما سرقوا الوطن لينشأوا لهم مؤسسات خارج الوطن ويسرقوا المليارات ..ويهربوا اولادهم وعوائلهم بين موظف ومسئول في سفارات ومؤسسا ت العراقيين في الخارج..ويسجنون انفسهم بالمنطقة الخضراء تحيط بهم اسوار سجن الباستيل وينشأوا لأبائهم قبورا زهت من قبلهم بها ملوك لم يعرفوا في حياتهم غير الظلم والانانية واحتقار الناس.
على المثقفين والكتاب العراقيين الذين يملئون صفحات المجلات ان يتوجهوا الى معرفة ادوار النشوء والظروف التي احاطت بها،،وعرض النظريات التي تدعوا الى تأسيس دولة القانون بدستور محكم لا يدخله الغموض كما في الدستور العراقي المهلهل..ومحترم في تطبيق مواده وليس الناقص في بعضها حسبما يروق للسياسيين كما في الماد18 رابعا منه بعد ان اقسموا اليمين على التنفيذ..ومن يحنث اليمين ليس من حقه في حكم المواطنين..؟هذا الخرق وحده يكفي لتقديمهم لمحكمة القانون والتاريخ..ولكن هل بمقدور جنكيز خان تقديم هولاكو للتحقيق ..؟
على الكتاب والمفكرين ان يحرصوا على تسليط القول لاشعة جديدة من الضوء لفضح المخالفين لاختيار الافضل في الوظائف السيادية الخاصة بالمواطنين كالسفارات الذين ملئوها بالحاقدين كما في سفير العراق في طهران وفي اماكن اخرى لو فتشوا عنهم سيجدون الكثير.سفيرفي دولة مهمة لابل هي صاحبة القرار يُدعى رسميا لمناسبة حضارية عراقية
3
كبرى ..فلم يحضر ولم يعتذر لكونه مرتبط بنفايات الفكر الجهنمي الحاقد اللئيم ..اين وزارة الخارجية ووزيرها المفعم بجهل الادارة والتاريخ؟ .
اين نحن من الاوربيين وفلاسفة عصر الانوار الذين وضعوا مشكلة الانسان واحواله وماضيه وحاضره ومستقبله موضع درس عميق..ثم اطلقوا العنان للفكر في بحث مشاكله واعادة النظر في كل خطأ قديم.حتى استطاعوا ان يفتحوا له ابوابا واسعة للتفكير والتغيير..ومهدوا بذلك ثورات بعيدة المدى في الفكر الانساني والنظم السياسية والاجتماعية ومن هنا بدأت الثورات التي قلبت المجتمع راسا على عقب من اجل التغيير.بينما نحن في اكثر من زمن مشغولين في الكتلة الاكبر والاصغرالذي انتجها القضاء المتحيزمن خونة المبادىء والتغيير.
انظر الفضائيات العراقية كفضائية بلادي الطائفية المتحجرة بمذيعيها ومن يديرها ومن يشرف عليها ..لأنهم يعلمون انها جاءت من سرقة اموال الوطن والمواطنين وبرامجها التي تنفث حقدا وكراهية على الاخرين ،تاركة الوطن ومصائبه ولاهية بالأخرين .وانظر الى فضائية دجلة وبرنامجي القرارلكم الذي تقدمه سحر عباس جميل .وبرنامج بصراحة لعدنان الطائي وغيرها كثير..هذه البرامج التي اقتصرت على الموالين اوالمقربين .فماذا لو استخدمت فيهما الجدية ..لا الضحك والاستهزاء وجلب الموالين..
نحن نقول الدولة اليوم عرجاء في كل ما تخطط وتريد في مؤسساتها الثلاث التشريعية والتفيذية والقضائية ما دامت محصورة بهم دون الاخرين ..من هنا لا يمكن فهم الواقع المزري لنا اليوم دون الألمام باراء المخلصين..اذن كيف نريد لواقعنا التغيير ..؟..نحن نكتب لنفتح امام المواطنين والكتاب المخلصين افاقا واسعة للتدبر والتفكير.. فهل سنجد من المخلصين..؟ وكيف نجد والمجلس محاط بالايرانيين وغيرهم الذين يتحكمون بنفايات بعض المنتخبين..يقف المجرم سليماني في المقدمة..فهل خلا شعب العراق من شجاع يقطع رأس الحية ويخلصنا من مذلة السنين ..؟
العراق لن يتقدم الا بانتخابات جديدة شخص واحد لمنتخب واحد وتغيير الدستور لانهاء المحاصصة البغيضة المجرمة لامكانية عزل خونة التغيير وتقديمهم لمحاكمة القانون..فالعراق اكبر من ان تحكمه الرجال الصغار لادارة الحقوق والقانون..مهمة شاقة لن يقدر على تحقيقها الا الذي احتل العراق وسلمه لاعدائه الحقيقيين..
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here