لماذا بالعراق (التجار والبرجوازيين والحشد) مع ايران (الصناعيين والعاطلين والجيش) ضد ايران

بسم الله الرحمن الرحيم

المسالة تبدوا معقدة ولكن بفرز خنادقها تتوضح.. والقياس يؤخذ على العموم وليس على شواذها.. ومن اجل فهم ما يجري علينا فهم هذه المعرفات التي نربطها بالوضع الشيعي العربي بوسط وجنوب :

1. التجار .. تصنيفهم .. (شريحة بشرية لا تنتمي.. وليس لها شعور بالولاء) الا للمال.. فالتاجر لا يرتبط بالارض.. بقدر ارتباطه بتجارته.. التي يختزل استيرادها من خارج الحدود وخاصة من ايران.. بالمحصلة التاجر لا يوفر فرص عمل تخفف ازمة البطالة.. عكس الصناعي (الذي يرتبط ببنى تحتية:- المصنع.. الارض.. العمال.. راس المال.. الارباح).. فالعمال يرتبطون بالصناعي.. وليس بالتاجر.. فاهملت الصناعة ففقد الصناعي عمله .. وفقد معه الاف مؤلفة اعمالهم.. (والتاجر يرتبط بالبرجوازية الدينية.. فيقدم الاموال للمعممين باسم الخمس) أي لا يرتبط بالفقراء والعاطلين عن العمل.. بالتالي التاجر لا يساهم بحل ازمات المجتمع الاقتصادية..

– المحصلة (اذا ترجحت التجارة ببلد فاعلم هو بلد ضعيف تجارته من الخارج للداخل.. واذا قوت الصناعة فاعلم هو بلد قوي وتجارته من الداخل للخارج).. أي (في أي بلد.. يوجد تجار ولا يوجد صناعيين) فاعلم هو بلد تهيمن عليه قوى اجنبية خارجية مجاورة.

2. (الفلاح يرتبط بالارض.. وماشيته.. وبالسوق والمصنع الذي يصرف له سلعه وحليب وبيض ولحوم ماشيته).. أي الفلاح بالمحصلة يرتبط بالصناعي ايضا.. فاذا (فقدت الصناعة.. فقد الملايين فرص عملهم) واذا جففت الانهر.. تصحرت الارض الزراعية.. فيفقد الفلاح عمله وارضه وماشيته).. أي موطنه.

– جففت ايران الانهر.. فقد الفلاحين فرص عملهم.. وارضهم.. فاصبحوا عرضه للابتزاز وابناءهم يسهل تجنيدهم كمرتزقة بالمليشيات.. بظل اهمال القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية .. التي هيمنت عليها ايران بصادراتها الرديئة .. فلا يبقى غير (الانضمام للمليشيات) واخرين للجيش والقوى الامنية كجنود وشرطة.. والاغلبية تصبح عاطلة عن العمل وفقراء.. (تلعن يوم ايران واحزابها ومليشياتها بمنطقة العراق).

3. البرجوازي.. تصنيفه (فئة بشرية .. تشعر بالفوقية.. وترتبط بالتجارة.. اكثر من الصناعة.. بالعراق.. وليس لها شعور بالولاء).. الا للطبقية التي تنتمي لها.. ولمن يضمن لها ذلك.. (الطبقة البرجوازية بالعراق المعممة والحزبية مرتبطة بخارج الحدود ايضا وبمرجعيات اجنبية الاصل..) لذلك لا تشعر بالولاء للداخل الشيعي العربي وللارض بوسط وجنوب..

4. الحشد.. (تصنيفه).. (مليشيات …. لا تشعر بالانتماء للارض .. بل تجهر بولاءها لولي فقيها حاكمها خارج الحدود (حاكم ايران خمنئي) أي اجنبي.. وتبايع نظام حكم خارج الحدود (ولاية الفقيه في ايران).. و(قائد الحشد هو خامنئي القائد العام للقوات المسلحة الايرانية حسب الدستور الايراني).. باعتراف مليشية الحشد.. وتتسلح (باسلحة ايرانية).. وتعمل لتامين ممر بري لطهران للمتوسط.. وضمان الوجود الايراني بالعراق وقمع أي ثورة تحصل بين الشيعة العرب ضد الاحزاب الموالية لايران وتطالب باخراج ايران من منطقة العراق….

بالمقابل (الجيش مؤسسة عسكرية رسمية.. تنتمي للارض وحاكمها وقائدها محلي هو القائد العام للقوات المسلحة العراقية) ولا يحق لها التدخل بالسياسية.. ودورها حماية حدود البلد من التدخلات الخارجية… وتتسلح باسلحة متنوعة من 16 دولة وعماد تسليحها امريكي ثقيل .. (السلاح الامريكي هو عماد التسليح الذي كسر داعش).

­

لذلك نجد (القائد العسكري .. عبد الوهاب عبد الزهرة الساعدي.. يرد على من ادعى ان ايران وسليماني كان لهم الدور بهزيمة داعش).. (بنفي ذلك.. ويؤكد بان العمليات العسكرية كانت خططها واضحة لدينا تطويق واقتحام.. ولم نحتاج لايران من اجل تنفيذ ذلك).. والرجال والاموال والارض هي (عراقية) وليست ايرانية.. (والسلاح الاستراتيجي كان امريكيا اساسا.. وكذلك من 16 دولة ليس منها ايران)..

ومليشة الحشد .. تشعر بان لها الحق ان تاخذ الكعكة الاكبر بالعراق بخدعة انها من هزمت داعش.. وتحاول ان تختزل النصر بها.. وبايران.. وليس بدماء الجيش وقوات مكافحة الارهاب والبشمركة والتحالف الدولي الامريكي، والقوات الروسية.. والكفائيين الموالين للعتبات العلوية..

– نستثني من الجيش (منتسبي وضباط الدمج) من المليشيات.. وممثلي الاحزاب.. وبعض صنوف الاجهزة الامنية المرتبطة بايران.. ولاننسى (الضباط والمنتسبين المرتبطين بالفساد المالي والاداري) فهؤلاء مرتبطين ايضا باحزاب فاسدة اسلامية موالية لايران..

من كل ذلك اذا اخذنا احداث .. ودرسناها بعيدا عن نظرية المؤامرة.. (وبعيدا عن الحب والكراهية).. وسالنا من حرق السفارة الايرانية بالبصرة.. من يتظاهر بوسط وجنوب.. من حرق صور الخميني.. من استهدف مكاتب المليشيات والاحزاب الاسلامية الموالية لايران..

الجواب/ هم فقراء الشيعة العرب تحديدا.. الذين يفقدون فرص العمل .. ويحملون ايران وهيمنتها الاقتصادية التي تصدر بمليارات الدولارات سنويا للعراق.. من مختلف السلع الايرانية الزراعية والصناعية والكهرباء وغيرها.. ولم يحصل كل ذلك لولا الاهمال المتعمد من الاحزاب الاسلامية الموالية لايران والحاكمة بوسط وجنوب ومنها بالخضراء.. للقطاعات الصناعية والزراعية والخدمية والكهرباء بالعراق.. نتيجة فسادهم وتوطئهم.. ولا ننسى ادراك الشيعة العرب بكوارث المخدرات التي تهرب من ايران وعبر حدودها.. وتمول بها جيش القدس الايراني والمليشيات التابعة لها لنشاطاتهم بالمنطقة..

وكذلك شعور الفلاحين الشيعة العرب.. بكوارث سياسات ايران من غير رمي المياه المالحة للبزل الايرانية على البصرة .. وقطع نهري الكارون والكرخة.. غير 41 نهر قطعتها ايران عن العراق من البصرة للسليمانية مرورا بالكوت و العمارة وديالى ..

ونسال هنا.. (هل كان يمكن تتحرك هذه الجماهير الشيعية العربية) ضد القنصلية الايرانية مثلا قبل سنوات؟؟ الجواب كلا.. فلماذا اليوم؟؟ (ولن نسال من قادهم وخطط لهم.. ولكن يتبين بان البيئة المحلية مهيئة للتحرك).. للسبب الذي ذكرناه سابقا.

من كل ذلك (هزيمة ايران واضعافها بمنطقة العراق وبين الشيعة العرب) لا يتم الا عبر:

نهوض القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية .. عبر افضل الشركات العالمية المتقدمة من امريكا واوربا الغربية واليابان.. للنهوض بوسط وجنوب الشيعي العربي.. لتستوعب تلك القطاعات ملايين العاطلين عن العمل والخريجين من الجامعات والكليات والمعاهد .. يضعف ايران بالكامل بالعراق اقتصاديا.. ويضعف سليماني الايراني القائد بجيش القدس التابع للخامنئي .. (عامل الطابوق سابقا).. من قدرته من تجنيد المرتزقة بالمليشيات..

والعمل لنهوض القطاع الكهربائي بحيث يكتفي العراق بالطاقة الكهربائية محليا.. يفقد ايران القدرة على ابتزاز العراق وشيعته العرب .. التي تمارسها طهران وتجني من وراءها مليارات الدولارات سنويا.. والعمل على ايجاد الحلول الاستراتيجي لتوفير المياه بسدود وخزانات عملاقة وتحلية المياه على البحر.. وغيرها كلها جهود تفقد ايران القدرة على التدخل بشؤون منطقة العراق واهله..

ولا ننسى تفعيل قوانين (الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الاجنبية) بتفعيل عقوبة الاعدام ضد كل من يعلن ولاءه لزعيم اجنبي ونظام حكم اجنبي .. ومن يرفع اعلام اجنبية بكراديس.. ومن يؤسس مليشيات مسلحة .. ومن يتصل بجهات اجنبية ويتخابر معها.. ويقيم معسكرات بالعراق نيابة عن دول اقليمية اجنبية.. يضعف العملاء والخونة وينهي (الخيانة العقائدية).. ويفقد ايران بالتالي من هيمنتها المسلحة اللامشروعة بمنطقة العراق وبين شيعتهم العرب خاصة.

وفدرلة منطقة العراق لثلاث اقاليم للمكونات.. وخاصة اقليم وسط وجنوب من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى.. يؤدي لجعل ايران في موضع الدفاع وليس الهجوم.. فايران تقوى بين الشيعة خارج حدودها بضعف الشيعة العرب.. وتضعف .. بين الشيعة خارج حدودها بقوة الشيعة العرب..

ملاحظة:

( فور سقوط صدام عملت ايران على تقديم دعوات للتجار العراقيين ورجال الدين للقدوم لايران.. بالمقابل عملت على تجفيف الانهار بالعراق من اجل انهاء القطاع الزراعي .. لمليئ العراق بالمنتجات الصناعية الايرانية.. وكذلك عملت طهران على دعم احزاب اسلامية فاسدة موالية لها.. اهملت القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية والكهرباء بوسط وجنوب منطقة العراق، لابقاء العراق مستعمرة للبضائع الايرانية.. بمليارات الدولارات سنويا.. وعملت ايران على تصدير الغاز الايراني مقابل حرق الغاز العراقي.. فيخسر العراق سنويا 49 مليار من الغاز المصاحب للنفط).. نتيجة عدم استثماره ..حتى لا ينافس الغاز الايراني وحتى لا يصدر العراق غازه للعالم ولاوربا..

مختصر القول:

الشيعة العرب بوسط وجنوب.. يجدون (البرجوازيين والتجار خاصة).. يوالون ايران في اغلبهم.. وبين (صناعيين وفقراء) يكرهون ايران.. فالصناعيين وجدوا صناعتهم تتوقف نتيجة اغراق السوق بالبضائع الايرانية الرديئة .. واهمال متعمد للقطاعات الصناعية والزراعية فيه.. مما ضرب ملايين من الشباب والرجال ليصبحون عاطلين عن العمل.. فتولدت جيوش الفقراء.. بالمقابل (التجار ربطتهم ايران بها.. فهم يستوردون بضائعها.. والطبقة البرجوازية وخاصة من المعممين والمرتبطين باحزاب سياسية اسلامية اسستها ايران واخرى موالية لها.. فهؤلاء تتحكم بهم طهران.. )..

…………………..

واخير يتأكد للشيعة العرب.. بمنطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here