مدرسة القيادة في الامارات ‎

بقلم

د. سالم الكتبي

صناعة المستقبل تحتاج إلى أفكار مبتكرة وعقول قادرة على امتلاك ناصية الابداع والخيال القائم على العلم والمعرفة، هكذا تؤمن قيادتنا الرشيدة وهكذا نشأت الامارات وتأسست على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه، ومن يتشكك في أحلام وطموحات اليوم فعليه أن يراجع طموحات الأمس، التي كان تحققها أصعب واعقد بمراحل من أحلام اليوم.

بالأمس خطط القائد المؤسس على الرمال ورسم أحلام شعب الامارات ولم يكن يمتلك من مقومات الدولة قبل الثاني من ديسمبر عام 1971، سوى موارد مالية ضئيلة وقتذاك، إلى جانب ـ وهذا هو الأهم والأساس ـ عزيمة الرجال وإرادة الاتحاد وشعب يؤمن به قائداً لمسيرة نهضته، فتحقق له ما تمنى ونجح في بناء دولة نموذج في إحكام البناء سوى على الصعيد السياسي والدستوري، أو على صعد التنمية الشاملة كافة.

حري بنا ونحن نستلهم ذكريات مرحلة التأسيس ودروسها في عام زايد، أن نتفهم جيداً فكر قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الاستراتيجية للمستقبل، فحين يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، انه يبحث عن قادة يقودون التغيير ويصنعون المستقبل ويضع مواصفات هؤلاء القادة متمثلة في أن طموحاتهم تعانق النجوم وهمتهم في السماء، فهو بالفعل يعزز إرادة جيل جديد من الشباب الذي يسعى لشغل مقعد للمشاركة في بناء المستقبل.

استخدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مفردة “نفتش” في الحديث عن جهود القيادة الرشيدة في البحث عن قادة المستقبل ضمن القيادات الوسطى، ليتأكد للجميع مدى جدية عملية البحث وأن هناك جهود تبذل على مستويات عدة لاكتشاف أصحاب مهارات القيادة والإدارة ليتصدروا مشروعات الدولة وخططها ومبادراتها المستقبلية، ضمن رهان حقيقي على قدرات شباب الامارات وطاقات مواطنيها القادرين على تحقيق أحلام وطموحات شعبهم في بناء المستقبل.

قيادتنا الرشيدة تريد قادة لا يعرفون للمستحيل طريقاً، وهذا النمط من الشباب هم غرس زايد الخير، طيب الله ثراه، فهو من قهر المستحيل حين حول صحراء الامارات القاحلة إلى مدن خضراء تتبنى أرقى معايير الحضارة والتمدن في العالم، وهو من رسخ على أرض دولة الامارات أسس مدرسة فريدة في القيادة تؤمن بأنه لا حدود للطموح وأن السماء هي سقف طموحات شعب الامارات الذي لا يرضى بالمركز الأول بديلاً.

ربما يكون من باب المصادفة أن يتزامن هذا الحديث عن خبرين في غاية الأهمية بالنسبة للامارات هما احتلال جواز السفر الاماراتي المرتبة التاسعة عالمياً في المؤشر العالمي لقوة وثيقة السفر وبات يتيح لحامله دخول 157 دولة دون تأشيرة مسبقة، وثانيهما فوز الامارات بالمرتية الأولى عربياً والـ 34 عالمياً في تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة متقدمة ثمانية مراتب عن العام الماضي.

هما خبران يعكسان التطور الهائل الذي يمضي بوتيرة متسارعة في المشهد الاماراتي، ولكي يستمر هذا التطور لابد من أن يتغذى على فكر متجدد وهمة لا تلين وإرادة أبناء الوطن الذين يؤمنون بطموحاته، ومن ثم فإن التفتيش عن قادة بمواصفات الغد يقدرون على وضع البدائل والحلول الذكية للتحديات ويسهمون في نشر ثقافة الابداع والتميز والابتكار في ربوع مؤسساتنا الوطنية، يبدو هذا التفتيش هو الضمان الأساسي لمواصلة سباق التنافسية والوصول إلى قمته تحقيقاً لأهداف رؤية الامارات 2021، ومئوية الامارات 2071.

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “القيادة فكر ودهاء، القيادة في الصبر والتعليم، القيادة في الممارسة، كلمة مستحيل ليست في قاموسنا بدولة الإمارات، استمر وثابر وصر على المركز الأول، ولا أريدكم أن تنظروا أقل من الرقم واحد، فنحن نبحث عن التحديات حتى نغلبها”، نبحث عن التحديات حتى نتفوق عليها ونثبت قدراتنا، هذا هو معيار الأداء القيادي في دولة الامارات، وهذا هو “ترمومتر” رؤيتنا للمستقبل، فالتحديات تزيدنا عزماً وإصراراً، والنجاحات تلهب طموحاتنا للمزيد والمزيد من التفوق والتميز، وهذه هي سمات مدرسة القيادة في دولة الامارات، مدرسة زايد في القيادة والإدارة، بكل ما لديها من دروس وخبرات وفنون وحكمة تجسدها الامارات: الدولة بكل ماضيها وحاضرها وطموحها للمستقبل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here