السفير البريطاني: آفة الفساد تهدِّد مستقبل العراق

ترجمة/ حامد أحمد

حذر السفير البريطاني لدى بغداد من أن الفساد قد أصبح يشكل أكبر تهديد لمستقبل استقرار العراق عقب إلحاق الهزيمة بداعش. وقال السفير البريطاني جون ويلكس، في لقاء مع صحيفة، إيفننغ ستاندارد Evening Standard، البريطانية إنه على الرغم من استمرار بقاء بعض جيوب مسلحي داعش فإن البلد مايزال أمامه كثير من التوقعات لكي يهدأ ويستقر ويبدأ بالتعافي.
لكنّ السفير البريطاني حذّر من أن الفساد، الذي أشعل مؤخراً احتجاجات عنيفة في البصرة، مايزال يشكل خطراً كبيراً للعراق بسبب تأثيره السلبي على الجانب الاقتصادي للبلد والاستثمار وتأثيره السلبي أيضا على ثقة الشعب بالحكومة.
وأضاف السفير ويلكس، أن النمو المتزايد بعدد نفوس العراق الذي من المتوقع أن يصل الى الضعف بحلول العام 2050 يعني أيضا أن الحكومة في بغداد ليس لديها وقت كافٍ لأن تتعامل مع هذا الوضع بشكل صحيح.
وجاءت تعليقات السفير البريطاني خلال لقاء أجرته الصحيفة معه خلال زيارتها للعراق لإجراء تحقيق بخصوص الإصلاح التربوي في البلد وبرامج الدمج بين الكليات التي يشرف عليها المركز الثقافي البريطاني. وقال ويلكس إنه يأمل أن تتمكن هذه الجهود مضافاً إليها الدعم المقدم من البنك الدولي والاستثمار من قبل الشركات البريطانية في تحقيق نجاح، مشيراً إلى أن العمل نحو إزالة الفساد يعدّ أمراً حيوياً.
وأضاف السفير ويلكس:”هذه الجهود تؤدي الى بناء طرق تتخطى الفساد. إنها عبارة عن أحجار تردم مستنقع الفساد،وفي النهاية تتم إزالة هذا المستنقع. خبراء علم الاجتماع واستتباب الاستقرار يقولون إن أي بلد يتعرض لحرب أهلية ومعارك كبرى يحتاج إلى ما معدله 30 سنة تقريباً لكي يتعافى منها. العراق الآن يمرّ بمرحلة الراحة بعد العناء وأمامه كثير من التوقعات.”
ومضى بقوله”العاصمة بغداد بالذات تتمتع الآن بالأمن المستقر نسبياً وهذا سيكون له تأثير على الجانب السياسي والتجاري في معظم البلد. التحدي الأكبر الذي يواجهه البلد الآن هو الفساد وليس الأمن. إننا نتحدث عن سبل تمكين الحكومة من خلق مساحة للقطاع الخاص وتمكينه ليأخذ دوره ضمن سلطة القانون ومحاربة الفساد وهدر المال وانعدام الكفاءة.”
وفي ما يتعلق بالتهديد الذي ما يزال يشكله تنظيم داعش قال السفير البريطاني:”داعش لم يعد يمسك بأرض في العراق ولكن هناك بقايا وجيوب من مسلحي التنظيم ما تزال متواجدة. الحل للتعامل مع داعش ليس عسكرياً بشكل مطلق، بل بالجهود التي تعمل على تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة وتمكين النازحين والمهجّرين من العودة لبيوتهم، وهذه هي المهمة التي نركز عليها الآن.”
عن: صحيفة إيفننغ ستاندارد البريطانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here