الدكتور محمد إقبال الصيدلي..الرجل الذي بقي خارج دائرة المزايدات السياسية!!

حامد شهاب

ربما يعد الدكتور محمد إقبال الصيدلي ، الوحيد من بين أغلب السياسيين العراقيين من لم يدخل دائرة (المزايدات السياسية) أو (المساومات) من أي نوع ، منذ إن كان نائبا في البرلمان قبل سنوات، وحتى بعد إن تولى منصب وزير التربية لأربع سنوات، ومن ثم إعادة انتخابه نائبا في البرلمان للمرة الثالثة في دورته الحالية!!

وكان الدكتور محمد إقبال الصيدلي ، في كل تلك السنوات الإثنتي عشر عاما من مسيرته ، ممن يشهد لهم ، بأنه الشخصية الكفوءة المقتدرة المتوازنة ، وخلت مسيرته من الانغماس في دخول دهاليز السياسة وابوابها المغلقة، وبقي محافظا على ثوابت قيمه وأخلاقياته ، وهو الشخصية الوسيمة الواثقة من نفسها ومن طاقاتها، وكان في كل المراحل التي تولى المسؤولية فيها محل تقدير كل من عرفه عن قرب، او تابع مسيرته العلمية ، حيث كان من الوزراء المتميزين لوزارة التربية ، ولم تستطع كل المحاولات التي حاكها (البعض) للنيل منه، بعد ان تأكد للكثيرين صدق طروحاته واهتمامه الكبير بتطوير مسيرة التربية والتعليم في عهده، وكان الرجل مثالا يحتذى بالنزاهة والابتعاد عن أوجه الفساد بكل صنوفها ، وبقي الرجل نظيف اليدين، ولم يسمح لمحاولات الإغراء أن تثلم صورته امام جماهيره ومجتمعه ،وأمام الدولة التي صان الأمانة فيها على أفضل مايرام !!

ومما زاد في إتساع رقعة الاهتمام به جماهيريا ، هو أنه أسس تجمعا سياسيا شبابيا في المقام الاول، هو (تجمع السلام الديمقراطي) ، وهو من كان معينه في حسن الاختيار ليبقى يتصدر المشهد السياسي ، دون أن يغوص في أعماق المغريات والمناصب الكبيرة، ولم يرشح نفسه لأي منصب ، في وقت كانت الساحة السياسية العراقية وبخاصة هذا العام تعج بمختلف أنواع اللهاث وراء المناصب والامتيازات ، التي راح الكثيرون يتسابقون للظفر بها في مختلف مناصب الدولة والبرلمان، وبعضهم إنغمس في مهاوي عمليات الإغراء وشراء الذمم، لكن الدكتور محمد اقبال، بقي خارج حلبة التصارع الرهيبة تلك، والتي أفقدت (البعض) حتى كرامتهم، ومع هذا حافظ الرجل على منهجيته المتوازنة ، وبقي كما عهدناه ، حيث أن مقاعد السلطة هي من تبحث عنه، ولم يهرول خلف هذه الجهة السياسية أو تلك بحثا عن (غنيمة سياسية) ، وهو مهيىء الان ليتولى أي منصب وزاري ، يتلاءم ومواصفات شخصيته واقتدارها العلمي والتربوي، وهو إبن نينوى التاريخ والامجاد ، وظل الرجل وفيا للعراق ولابناء محافظته، وأسهم في التخفيف عن أحوالهم ، واعاد شبابها واجيالها الى مقاعد الدراسة، وهم يحفظون له الود والإحترام ، لمواقفه المشرفة أزاءهم.

أمنياتنا أن يتولى الدكتور محمد إقبال الصيدلي منصبا وزاريا يتناسب وحجم إمكانات الرجل ومؤهلاته وهي كثيرة، وإن شخصيته المتوازنة الممتلئة ثقة واقتدارا وحكمة ، لقادرة على ان تفرض نفسها، في أي مكان ، يكون فيه الصيدلي، سواء داخل البرلمان او خارجه، وهو أهل لكل مهمة أو منصب حكومي، على كل حال..وله منا كل تحية وتقدير..ودعاؤنا أن يمن الله عليه بالصحة والسلامة والتوفيق الدائم..إنه نعم المولى ونعم النصير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here