“سنةٌ إنّا وإنّا شيعةٌ …….ديننا الإسلامُ دينُ واحدٌ”!!!*

 نحن العراقيون سنة وشيعة نحب بعضنا , فربنا الله وديننا الإسلام ونبينا محمد (ص) وكتابنا القرآن الكريم. نحب الرسول وآله وصحبه أجمعين , ولا نفرق بين أحد منهم في الدين.
نحن الذين حملنا راية الإسلام , وفي بلدنا تحققت حضارة القرآن, وتجسدت مكارم الأخلاق وتمام البنيان , وكان رابع خليفة راشد يتخذ من كوفة العراق مركزا للخلافة , ومنطلقا للنور والعلم والحكمة والذود عن الدين وإعلاء صوت الحق المبين.
 لا فرق بيننا ولو كره الكارهون, ولا يمكن لأية قوة في الأرض أن تفصل الدماء السنية عن الأوردة والشرايين الشيعية , أو تفصل الدماء الشيعية عن الأوردة والشرايين السنية.
نحن بمذاهبنا ومدارسنا جميعا نرفع راية الإسلام ونقوي أعمدة خيمة الدين الحنيف , ونصنع الوجود العربي الإسلامي الساطع المنيف.
 تجمعنا عروبتنا وتأريخنا وديننا وصلة الرحم والتفاعل المتينة فيما بيننا, ولا يمكن للمغرضين الحاقدين أن يمزقوا وحدتنا ويدمروا وجودنا , ويعبثوا بنا وبثقافتنا الدينية والإجتماعية المتألقة بتنوعنا.
وما يجري ويدور في الشوارع وفي وسائل الإعلام إنما لتخريبنا ومحاربة الدين بواسطتنا , الدين الذي بدونه لا قيمة لنا ولا علاء يسودنا.
 نحب البصرة والنجف وكربلاء والموصل والرمادي وصلاح الدين وسامراء وزاخو والسليمانية وأربيل.
نحب وطننا من شماله إلى جنوبه ولا يحق لأحد أن يمنعنا , أو يضع بيننا وبين التعبير عن الحب لبلدنا الشامخ الرحيب رغم الوجيع الخصيب.
ولا يستطيع أحد أن يفصلنا عن بعضنا ويقطّع أوصالنا ويجعلنا كالهباء المنثور.
ولا يمكن للتائهين المفلسين أصحاب مذاهب الكراسي أن يخلقوا العداء بيننا.
نحن أخوة في العروبة والوطن والدين والتأريخ والحضارة.
ولن تتمكن قدرات الأشرار من شق صفوفنا , نعم لن تتمكن , وما الذي يدور إلا عاصفة جهل في فنجان اليقظة والعزيمة والتلاحم والإنطلاق في بلد واحد سيسوده الأمن والحب والأمان.
 السنة والشيعة جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وهم أحبة وأقارب ومتصاهرون ومتفاعلون مع بعضهم , بل أنهم يعشقون بعضهم البعض, ولا يمكن للسني أن يعيش بسعادة دون سعادة أخيه الشيعي, ولا يمكن للشيعي أن يعيش بسعادة دون سعادة أخيه السني, وتلك حقيقة التفاعل العراقي الأصيل الجوهر والتطلع والنقاء.
 الشيعة والسنة في العراق يزورون الأئمة ويحبون المراقد الطيبة الثرى , فيذهبون إلى النجف وكربلاء وسامراء وبلد , ويزورون مراقد أهل البيت جميعها وبيوت العبادة الأخرى , ويبتهجون بالتفاعل الأخوي الرائع ما بين العقائد والمذاهب , ويعبرون عن التحمل والصفاء والرجاء والتراحم الخالص لله تعالى , ويترجمون معاني الدين السامية بأروع ما يكون عليه التعبير الصالح المتنور في الأرض.
 الود يجمعنا والوطن الواحد وطننا , ولا يقدر أحد أن يهشم عروبتنا ويحطم مبادئ ديننا , فنحن لسنا مغفلين ولا جاهلين , نحن في غاية يقظتنا ونذود عن ديننا ووطننا بكامل وعينا.
 نحن العراقيون سنة وشيعة , لن نتنازل عن عروبتنا مهما توهمتم , وحسبتم أن العراق يتألف من عرب سنة وشيعة وكأن الشيعة ليسوا عربا.
 إن العراق يتألف من العرب السنة والشيعة ومن الأكراد السنة والشيعة والتركمان والأقليات الأخرى , والكل تجمعهم عراقيتهم ودينهم وتأريخهم وإنسانيتهم ومصالحهم الوطنية المشتركة.
الكل كتابه واحد ورسوله واحد , وقد يكون من ديانات أخرى نعزّها ونقدّرها ونحترمها أكبر الإحترام , ولا يجوز للديانة أن تكون عامل ضعف يؤثر على المواطن ويهز عراقيته.
 نحن العراقيون شعب واحد وقلب واحد ووطن واحد.
هذه هي طبيعتنا وثقافتنا ومسيرتنا عبر التأريخ , وما يحصل لا يمت إلى الطبع والخلق العراقي بصلة على الإطلاق , فهو دخيل وثقافة بشرٍ آخر لا يعرف من هم العراقيون , فتمسكوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .
 إن الذي يجري هو محاولات شرسة مدسوسة مدبرة تسعى بكل طاقات توحشها وحقدها أن توقع بين الأخوة والأحبة , تريد أن تمزق العائلة الواحدة إلى أشتات , وتفرق أبناء الدين الواحد وتدفعهم إلى قتال دينهم وكتابهم ورسولهم وجميع أئمتهم بقتلهم لبعضهم البعض , ليُقال هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون.
 ولا بد لنا أن نؤكد حقيقتنا الناصعة البرهان , فنحن مسلمون ولا فرق بين شيعي وسني , وهذا التفريق ليس من ثقافتنا ولا من ديننا , فدم المسلم على المسلم حرام , ولا يجوز للمسلم أن يهدر دم أخيه المسلم بسبب الأغراض الكرسوية الزائلة.
ألا تشدنا عروبتنا وديننا وتأريخنا ووطننا , فتحاضنوا وتحابوا وصلّوا في الجوامع والحسينيات .
وتخاطبوا بقلوبكم ومشاعركم العراقية العربية النبيلة الصافية الطاهرة , ولتنقشع غيوم الهوان والخداع والتضليل والإيقاع ما بين القلوب المتحابة الطيبة الرحيمة.
ولتذهب إلى غير رجعة سلوكيات الكراسي التفريقية التي تريد أن تجني أرباحا سياسية ومادية على حساب البسطاء الطيبين الوادعين.
  إهتفوا أيها العراقيون بسنتكم وشيعتكم وطوائفكم وأقلياتكم وأديانكم.
 نحن عراقيون نحب بعضنا ولا يمكن لسكاكين الغدر والباطل والضلال أن تتمكن منا.
 نحن لسنا كعكة يسهل تقطيعها ,  نحن شعب حضارة ومجد وتأريخ ناصع , ولن نكون إلا كما نحن أبناء وطن واحد.
 وسنبقى سنة وشيعة عراقيين متوحدين متماسكين متكاتفين متعانقين مثلما نحن على مر العصور , ولن تمزقنا المكائد والخطط الساعية إلى فرقتنا , وستنقشع عواصف الإظلام والإيلام , وستسطع إرادة العراقيين في ربوع الأجيال المتلاحمة.
 فهيا لنصلي جميعا في محراب المحبة والرحمة والغفران , فلا تحدثني عن عقيدتك وطائفتك ومذهبك وما تؤمن به , وأرني بسلوكك عراقيتكَ وجمال ما فيك من خُلق الإنسان القويم!!
.
  * هذا المقال منشور في 12 / 11 / 2006 , وقد تداولته العديد من الصحف والمواقع العراقية في حينها , وقد وُصِفَ كاتبه بما وُصِفَ به من قبل بعض الأخوة القراء , وقد صدقَ المقال وكذبَتْ أوصافهم!!
د-صادق السامرائي

 
 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here