منصب رئاسة الجمهورية ، سباق ساخن

يبدو ان السباق على منصب رئيس الجمهورية في العراق بدأ يسخن بشكل متسارع بعد ان رشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني مرشحه السيد فؤاد حسين لينظم الى قائمة المرشحين الاخرين . السباق او الصراع او التنافس وخصوصا بين حزبين حليفين كورديين لم يتفقا فيما بينهما على مرشح واحد ، لم ينل المرشح الدكتور برهم صالح والذي ترك رئاسة حزب جديد شكله بنفسه وعاد الى حزبه السابق من دون حساب دقيق للمتغيرات الكثيرة حوله ، تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة شخصيات كوردية غامرت بمواقفها وساندته وناصرته ثم وجدت نفسها في دائرة فارغة بعد ان تركهم من دون سند او عنوان .
هذه الحالة ليست فريدة فقد عملها الرئيس الراحل جلال الطالباني عندما كان حزبه متحالفا مع نظام الحكم في بغداد وكان حزبه وجريدتهم النور تنشط في بغداد ، فجأة انقلب المرحوم جلال الطالباني على النظام وترك اتباعه في بغداد وكركوك والسليمانية فريسة للنظام الدموي ، نجا جلال الطالباني ومجموعة قليلة مرافقة له بانفسهم وراح اعضاء التنظيم في ذلك الوقت ضحايا القرار الفردي .
من ناحية اخرى ، اعتقد ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني قد اخطأ الامر بترشيحهم السيد فؤاد حسين لمنصب رئيس الجمهورية لانه ببساطة مدير مكتب السيد مسعود الشخصي ، كيف سيكون رئيسا للجمهورية ويكون اعلى مقاما اداريا من السيد مسعود نفسه ، لو كان السيد فؤاد حسين مقدما استقالته من المنصب قبل فترة مناسبة لكان الامر اهون وله تفسيرات اخرى ، عندها من الممكن اعتبار الترشيح بشكل مستقل عن الحزب وعن العلاقة الادارية مع مكتب السيد مسعود نفسه .
لقد تقدم البروفيسور الدكتور كمال قيتولي باعتباره شخصية مستقلة واعلن عن ترشيحه قبل اكثر من اربعة أشهر ، لو ان الحزب الديمقراطي تبنى هذه الشخصية الكوردية المرموقة لكان موقف الحزب اكثر نضوجا من ترشيح السيد فؤاد حسين . مع الاسف لم يلتق اي من المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الدكتور قيتولي رغم انه كان يعمل في كوردستان منذ 2003 . وهذا الموقف يحسب سلبا على الحزب ، خصوصا وان السيد نيجرفان البارزاني زار بغداد والتقى بعدد من السياسيين العرب واكبر من فيهم لا يصل الى عشر امكانيات وعلمية وثقافة الدكتور قيتولي وهنا يتبين ان سياسة الحزب ينقصها بعد النظر للامور وان مستشاري المسؤولين ليست لديهم القدرة على النظر للامور ببصيرة ورشاد ، خصوصا ان فوز السيد قيتولي او دعمه سيعطي مكاسب تاييد غالبية الكورد الفيليين وانصارهم المتواجدين في محافظات كركوك وديالى وبغداد علما ان تاثيرهم يمتد الى المحافظات الجنوبية باكملها ، ولو حظي ترشيح الدكتور قيتولي بالتاييد الكامل لوفر للحزب صدى وتاثيرا كبيرين في جميع الساحة العراقية .
ومن جانب اخر فان اصرار حزب الاتحاد الوطني على ترشيح الدكتور برهم صالح والتفاوض الى ارجاعه الى صفوف حزبهم مقابل ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية ، يعتبر قرارا خاطئا وانحرافا كبيرا عن منهج الحزب ومبادئه ، خصوصا وان هذا القرار جاء بعد حصول هزات متعاقبة في صفوف الحزب ، كان الأحرى ان يرشح الحزب شخصية مرموقة من اعضاءه من خلال الانتخابات والانتقاء الجيد الذي كان من الممكن ان يعيد توازن الحزب ويلم شمله مستقبلا . خصوصا وان الايام اثبتت عدم قدرة السيد فؤاد معصوم وفشله في تمثيل الكورد ودوره في الجمهورية العراقية وحصول ماساة الاستفتاء في زمنه وفضائح الفساد المالي التي استمرت في زمنه وتشتت العلاقة بين الاقليم والمركز .
مع الاسف لم تستطع الاحزاب الكوردية ان تحررالمجتمع من نفوذ حكم العائلة او العشيرة و تفشي المحسوبية والمنسوبية في ترشيحاتها الى منصب رئيس الجمهورية بشكل خاص وكل المناصب الاخرى سواء في الاقليم او في المركز وكذلك في توزيع حقائب السفراء والمناصب الاخرى على المقربين من اعوانهم فقط من دون الاخذ بنظر الإعتبار المؤهلات العلمية والثقافية وحتى العمر ، مما جعل الكثير ينفر هاربا من التقرب لهم ومن مجاميعهم وهذا لوحده ترك اثرا سلبيا وشكل خسارة كبيرة للمجتمع الكوردي .
لم يبق لنا في الايام القادمة سوى ترقب التنافس ومن هو المرشح الفائز ، ما يهمنا هو فوز الشخص الكفوء بهذا المركز الرئاسي الكبير الفخري والمهم .
ضياء السورملي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here