أسوشييتدبرس: مسلّحون يشاركون بحملات اعتقال تستهدف المحتجّين في البصرة

ترجمة/ حامد أحمد

هاجر يوسف كانت في طريقها إلى عملها اليومي المعتاد، وبينما كانت تتفحص شاشة جهازها الخلوي وهي جالسة في سيارة الأجرة الخاصة وجدت نفسها في مكان غير مألوف، لقد غيّر سائق التاكسي وجهته ودخل الى زقاق فرعي وعندما استفسرت منه عن السبب زاد من سرعته.
وقالت يوسف 24 عاما، وهي ناشطة ومتطوعة لتقديم خدمات طبية شاركت في احتجاجات البصرة:”بدأت أشعر بالارتباك وعلمت أن شيئاً ما غير مرغوب فيه سيحصل.”
يوسف قامت بالصراخ وحاولت فتح باب السيارة ولكن السائق كان قد أقفلها. واتجهت سيارة الأجرة نحو ساحة حيث كان ثلاثة رجال ملثمين بالانتظار.
وقالت يوسف في لقاء مع أسوشييتدبرس، بعد عدة أيام من الحادث”أخبروني مباشرة بأنهم سيقومون بتلقيني درسا لأكون عبرة للمتظاهرين الآخرين”، مشيرة إلى أن”الملثمين قاموا بصفعها وضربها وخلع حجابها”.
وأضافت يوسف وآثار الكدمات ظاهرة على خدها”في النهاية سحبوني من شعري وحذروني من أن أشارك في الاحتجاجات مرة اخرى قبل ان يقوموا بعصب عيني ورميي في الشارع.”
وتعتقد يوسف ان هذا الاعتداء هو”جزء مما تصفه ويصفه نشطاء آخرون على انه حملة ترويع واعتقالات قسرية تقوم بها مليشيات متنفذة مدعومة من إيران ومجاميع سياسية مسيطرة على مدينة البصرة”.
وشهدت الأسابيع الاخيرة احتجاجات متكررة لمواطنين غاضبين من المحافظة نزلوا الى الشوارع للتعبير عن رفضهم للخدمات الحكومية السيئة بضمنها المياه الملوثة التي تسببت بإرسال الآلاف الى المستشفيات وكذلك انقطاعات الكهرباء المتكررة وانتشار البطالة بين الشباب.
وفي وقت سابق من هذا الشهر تحولت الاحتجاجات إلى حركة عنف عندما هاجم متظاهرون دوائر حكومية وأحرقوها وكذلك أحراقوا مقرات تابعة للحشد الشعبي وكذلك القنصلية الإيرانية، في مؤشر على إظهار غضب الأهالي إزاء التدخل الإيراني في شؤون مدينتهم الداخلية.
البعض من أهالي البصرة يدّعون بأن قوات من الحشد تعمل مع سلطات محلية لأجل قمع الاحتجاجات، وهي تهمة نفاها، باسم الخفاجي، وهو زعيم كتائب سيد الشهداء أحد فصائل الحشد المتواجدة في البصرة.
وقال الخفاجي إن أعمال الترويع والتهديد التي مورست ضد المحتجين هي”أعمال فردية”ولا يوجد توجيه مركزي فيها.
وأضاف قائلا”أوامرنا لجميع الفصائل في البصرة هي أن لا تتصدوا للمحتجين الذين أحرقوا المكاتب التابعة لنا”، مؤكدا أن فصائل الحشد تعمل على تفادي حدوث إراقة للدماء.
واتهم الخفاجي عناصر مندسّة بتحويل الاحتجاجات الى منحى عنف، مشيراً الى أنه على الاجهزة الأمنية أن تكشف المخربين وتتعامل معهم على وفق القانون.
بعض قياديي الفصائل في البصرة اتهموا متظاهرين بالتواطؤ مع الولايات المتحدة التي عملت منذ فترة طويلة لكبح النفوذ الإيراني في العراق. حيث تعهد قيادي محلي في المدينة بالرد.
وقال في حديث للأسوشييتدبرس طالباً عدم ذكر اسمه”لدينا صور للذين قاموا بحرق مقراتنا وسيدفعون الثمن غالياً. لن نسمح لهم بالهجوم علينا مرة أخرى وإذا قاموا بذلك سنفتح النار عليهم. هذا ما اتفقنا على فعله جميعا.”
وكانت الحكومة قد ذكرت بأن مطالب المحتجين مشروعة مدعية بأن مندسين كانوا وراء أحداث العنف.وقال مسؤول كبير في استخبارات وزارة الداخلية أن عشرات قد تم إلقاء القبض عليهم منذ بدء الاحتجاجات. وأقرّ المسؤول الذي تحدث دون أن يكشف عن اسمه أن هناك محتجزين آخرين معتقلين لدى أحزاب سياسية وفصائل مسلحة، مشيراً إلى أن دائرته لايمكنها تعقب مثل هكذا حالات.
الناشط نقيب اللعيبي، قال انه تمكن من متابعة 30 متظاهراً فقط احتجزتم الأجهزة الأمنية، من هؤلاء تمت تبرئة 19 شخصاً في حين بقي 11 آخرون قيد الاعتقال. وقال اللعيبي إنه يعتقد وجود عشرات آخرين من المحتجزين ولكن من الصعب تعقبهم ومعرفة أماكن احتجازهم.
مهدي صالح حسن 26 عاماً، قال إنه تم اعتقاله من قبل قوات أمنية عندما كان في خيمة للاحتجاج في بداية شهر آب. وقال إنه قد تم تقييد يديه وعصب عينيه ووضعه في غرفة فيها 33 محتجاً آخرين.
وقال حسن انه خلال ثلاثة أيام قضاها في تحقيق عنيف معه تم خلالها تعرضه للصفع على الوجه واستخدام كابل كهربائي لضربة على ساقه وظهره ومن ثم تعليقه من ذراعه بالسقف.
وقال حسن انه نقل بعد ذلك لزنزانتين أخريين كلاهما تضم العشرات من المتظاهرين المحتجزين. وبعد أن تم إطلاق سراحه بعد ستة أيام قال حسن إنهم قالوا له:”لا تشارك في الاحتجاجات مرة أخرى واللا فإنك لن ترى الشمس ثانية.”
رغم ذلك يقول حسن إنه مصرّ على الاستمرار بالاحتجاجات.ناشطان آخران وهما؛ أحمد الوائلي وسارة طالب، ذكرا بأنهما تعرضا للتهديد. وقال الوائلي إن شخصاً مجهولاً اتصل به وحذره بأنه”لايساوي لهم ثمن إطلاقة واحدة.”
في حين قالت طالب إنها رجعت الى بيتها في أحد الأيام لتجد الباب مفتوحاً وقد تم العبث بممتلكاتها ورميها على الارض، وكان شخص قد تقرب منها في أحد الاحتجاجات وقال لها انه من الأفضل ان ترجع للبيت،لانها ستعرّض حياتها للخطر.
الناشطة هاجر يوسف التي ارتدت صدرية بيضاء خلال الاحتجاجات كمتطوعة خدمات طبية قالت إن الضرب الذي تعرضت له تركها مرعوبة وإن التهديدات لها مستمرة ولكن هذا لن يردعها.
ومضت يوسف بقولها”أنا أنزل للشارع في سبيل مدينتي البصرة لتحصل على خدمات عامة وتتخلص من هذه المليشيات والاحزاب السياسية. أنا لست خائفة منهم ولن يردعوني من المشاركة في الاحتجاجات حتى نحقق تغييراً في حياتنا.”
عن: أسوشييتدبرس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here