إعادة إعمار الموصل بين الواقع والمرتجى

المشروع الأكبر مموّل من الإمارات لترميم مسجد النوري ومنارته الحدباء

المصدر:
■ إعداد – نهى حوّا

التاريخ: 25 سبتمبر 2018

أكثر من عام على هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وليس هناك الكثير ما يمكن أن يقال على صعيد إعادة الإعمار، فقط عودة الخدمات الأساسية في الجانب الشرقي من مدينة الموصل، وهو الجانب من المدينة الذي لم يشهد تدميراً واسع النطاق، بحسب ما يقول المؤرخ محمد عمر في مقابلة مع مجلة «ميريب» في واشنطن، أخيراً، فيما الجانب الغربي لا يزال يعاني، والمدينة القديمة مدمرة بالكامل، حيث يستمر انتشال الجثث من تحت الأنقاض، عدا الدمار الهائل الذي لحق بالمواقع الأثرية.

وتفيد التقارير بأن سكان المدينة القديمة من الموصل يعيشون في بؤس شديد وسط مبان مدمرة وأكوام ردم ينبغي إزالتها، وهم بحاجة إلى مساعدات غذائية وإعادة بناء منازلهم، بعد القصف الشديد الذي تطلب تحرير المدينة، والتي أفادت مسؤولة اليونيسكو في العراق، لويس هاكس هاوزن: «لم يشهده العالم مثله منذ الحرب العالمية الثانية، حيث ما يصل إلى 50 -80% من المدينة القديمة مدمر بالكامل».

ووفقاً لتقرير لوكالة «رويتر»، تعد خطة الحكومة العراقية للموصل ونينوى للعام 2017-2018 – والتي خصصت 78 مشروعاً بقيمة 75.5 مليار دينار عراقي (234 مليون درهم)، كتكملة لقرض ألماني بقيمة 135 مليون يورو (659 مليون درهم)، وفقاً لأرقام نشرها «صندوق إعادة إعمار المناطق المتأثرة بالعمليات الإرهابية» – غير كافية، حيث إن المدينة وحدها، والتي يعيش فيها حوالي 646 ألف نسمة من دون مأوى، باحتياجات تصل تكاليفها إلى مليارات الدولارات.

عوائق أمنية

وعلى الأرض، تواجه جهود إعادة الأعمار عوائق أمنية، إذ تبقى المدينة مشلولة بالمتفجرات والذخائر الفتاكة المخبأة تحت الأنقاض، ويرى مدير برامج «دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام» في العراق، بير لودهامار، إن الموصل اليوم تشكل مقياساً لمدى صعوبة التعافي حتى بعد انتهاء القتال، حيث تبقى مدينة الردم بحوالي سبع ملايين طن من الأنقاض، تخفي عبوات ناسفة وذخائر تقليدية لم تنفجر، ويبقى الأمن الفعلي بعيد المنال، أخذاً في الاعتبار الوتيرة البطيئة التي يمكن التخلص من المخاطر، في ظل قلة التمويل وشح الخبراء.

ويوضح لودهامار في مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز»، بطء عمل فرق الأمم المتحدة على الأرض، مشيراً إلى اكتشاف فرق الأمم المتحدة أحزمة ناسفة بين الجثث التي استخدمها الإرهابيون كدروع بشرية للتغطية على انسحابهم، ومن بينهم أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم العشر سنوات. ويقول إنه مع كل اكتشاف، تقوم معدات ثقيلة بتنظيف الموقع من المتفجرات الخطرة، ويتوقف العمل للسماح للحكومة باستعادة وتحديد وإرجاع الرفات.

عودة

ومع كل العقبات، ينتظر النازحون بشوق العودة إلى ديارهم، وقد قام بضعة منهم بالعودة إلى الأسواق القديمة، حيث أعيد بناء بضعة متاجر، لا يشتري منها أحد لأن المدينة القديمة باتت مدينة أشباح، فيما الموصل التاريخية دمرت تماماً.

وكان تقييم قد أظهر أن أكثر من نصف المدينة القديمة و50 مبنى تراثياً دينياً دمر بالكامل، وأن منطقة «ميدان» الأقدم في المدينة على ضفاف دجلة، سويت بالأرض تقريباً.

وتقود اليونيسكو حالياً مبادرة «إعادة بناء روح الموصل» بأعمال ترميم لسوق المدينة والمكتبة المركزية لجامعة الموصل وكنيستين ومعبد إيزيدي. أما مشروعها الأكبر فممول من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة لإحياء مسجد النوري المشهور بمنارته (الحدباء) من القرن الثامن بقيمة 50.4 مليون دولار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here