صلة الارحام عمل انساني

نعيم الهاشمي الخفاجي

من الامور المهمة التي امرنا بها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم في احترامها هي صلة الارحام، لذلك الاسلام كدين حبذ وشجع هذه الصلة وبشر فاعليها بالاجر والثواب، وحرم القطيعة بشتى اشكالها وانواعها، وصلة الارحام تنقي القلوب وتزيد المحبة، كذلك الاسلام حذر من الخصومة مع الاخرين حيث قال الامام جعفر الصادق ع عن جده رسول الله محمد ص اياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق، لذلك عندما نشاهد مثلا عندما يتخاصم اشخاص كل فريق يكشف مخالفات الطرف الثاني وتولد القطيعة، الله قال في القران الكريم واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا، وقال رسول الله محمد ص اوصي الشاهد من امتي والغائب، ومن في اصلاب الرجال وارحام النساء الى يوم القيامة ان يصل الرحم وان كان منه على مسيرة سنة فإن ذلك من الدين، يفترض في الخطباء والواجهات الاجتماعية وشيوخ القبائل المثقفين الذين يجمعون بين العلم والمعرفة والزعامة ان يكون هذا الشيخ خادم الى قومه ويقوم بتشجيع ودعم تقوية صلة الارحام فأن تشجيع هذه الظاهرة تنتقل لكل المجتمع، ويساعد الغني الفقير، اكد الائمة عليهم السلام على صلة الارحام وكتبنا تضم مئات الاحاديث المعتبرة التي تحدثت عن ذلك نذكر جانب منها لتذكير الاخوة القراء وغايتنا تشجيع صلة الارحام ومساعدتهم، من الامور التي حثنا عليها رسولنا الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وائمتنا الاطهار عليهم السلام هي صلة الرحم وذكرها الله تعالى في محكم كتابه الكريم قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً):: بعض من احاديث اهل البيت عليهم السلام في صلة الرحم وثوابها وعقاب قاطع رحمه:: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تقطع رحمك وإن قطعك)وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (في كتاب علي (عليه السلام) ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارزُ الله بها) وقال الإمام أبو عبد الله (عليه السلام): (إن رجلاً من خثعم جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الإسلام؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فقال الرجل: فأخبرني أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)قال الصادق (عليه السلام) (صلة الرحم وحسن الجوار .. يعمران الديار ، ويزيدان في الاعمار) .عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (ان صلة الرحم تزكي الاعمال ، وتنمي الاموال ، وتيسر الحساب ، وتدفع البلوى ، وتزيد في العمر)قال الصادق (عليه السلام) : (يا أبا محمد أما علمت أنّ صلة الرحم تخفّف الحساب؟» ! ثمّ تلى قوله تعالى : (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : (الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، وصلة الاخوان بعشرين ، وصلة الرحم بأربعة وعشرين ).قال نبينا الكريم محمد صلّى الله عليه وآله (أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفوعمن ظلمك )قال نبينا الكريم محمد صلّى الله عليه وآله (إنَّ أعجل الخير ثوابا صلة الرحم )وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله سبحانه وتعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبا) ».قال الإمام الصادق عليه السلام: (من زار أخاه في الله قال الله عز وجل إياي زرت، وثوابك عليّ، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة)وقال الامام الصادق عليه السلام لخيثمة: (أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يعود غنيهم على فقيرهم، وقويهم على ضعيفهم،وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم)قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافىء ، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها)قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه)قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : (ما من خطوة أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع)وقال الإمام موسى الكاظم عليه السلام : ( صلة الارحام وحسن الخلق زيادة في الايمان)وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة : قاطع رحم ، وجار السوء)وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (إنّ أعمال بني آدم تعرض كلّ عشية خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم)قال الإمام الصادق عليه السلام : (الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم، رغم انتشار المعرفة لكن للاسف عندما ادخل الاتراك بدعة التحالفات القبلية والتي للاسف جمعت انساب لقابل عربية اصيلة الى قبائل اخرى وصهرت انتمائهم بمرور الزمن ونسبتهم الى آباء ليس هم ابائهم وهذا دليل على انعدام التدين عند اصحاب القرار وخضوعهم للمصالح والمكاسب الدنيوية الزائلة على حساب القيم والمبادىء ومن المؤسف الشيوخ المستفيدين يحاولون خداع اقاربهم من خلال عدم قول الحقائق ويحاول انهاء اي صلة مابين اقاربه وبين العشيرة الاصل لكن هذا الصنف الفاسد من البشر تجده يحتفظ بشجرة نسب اصلية من العشيرة الإم لربما يستفيد منها او مثل ماقام بفعله صدام الجرذ في حقبة التسعينيات من القرن الماضي حيث امر كل شيخ قبيله ان يأتيه بشجرة نسبه الاصلي وفعلوها وهم صاغرون، يمكن معالجة الفقر من خلال تعاون الاهل والاقرباء لمساعدة فقرائهم والمحتاجين، خلال 15 عام الماضية للاسف بسبب ماحدث بالعراق من قتل وارهاب انشغلنا في المواضيع السياسية واهملنا الجانب الثاني والمهم في تعريف الناس في الامور الثقافية والاخلاقية واشاعة روح السلام والمحبة والاخوة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here