المحقق الصرخي ..ثورة الحسين محور الاستمرارية ‎‏والتجديد للرسالة المحمدية

احمد الركابي

إن الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له إمام البشرية الناشد للحرية العالمية الحسين بن علي (عليه السلام ) ، في عاشوراء ، تجمعت فيه كل صنوف الإرهاب الفكري والعنفي وكل التجاوزات على القيم البشرية الناصعة التي سجل فيها إرهابيو بني أمية السبق في ابتداعها والتهيئة لها وممارستها ، التقتيل عبر الخداع والحصار اللاإنساني ورفض الحوار والنقاش الهادف والمكابرة برفض الحجة البالغة والنيل من السامي طمعا بمنصب أو مال أو رضا الحاكم وربما يضاف لذلك كره سطوع نور الصواب، بشكل غريب لمجرد الكره أو لتعارضه مع الأهواء الدنيوية أو لضعف مجاراة العقل المحدود لما هو نبيل دينيا وإنسانيا وأحيانا انعدام وظائف ذلك العقل وتخديره

نعم هذه الارواح الزاكية تتطلع إليها جميع الديانات السماوية وخصوصاً الإسلام المحمدي الأصيل لكي تعيد الشعوب إلى طريق الله القويم الذي لا اعوجاج فيه وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين بعد أن أبعدت الانحرافات التي أصابت هذه الديانات بعد رحيل أصحابها صلوات الله عليهم من قبل المنافقين واصحاب الدنيا، فلم تبق وسيلة لإعادة هذه الشعوب الى عبادة الله إلا الثورة الحسينية التي خطها الله سبحانه وتعالى ونفذها ابا الأحرار عليه السلام بدماءه الطاهرة وما يملك من دماء الأهل والأتباع إذ يقول الإمام الحسين عليه السلام (شاء الله أن يراهن سبايا).

كان الهدف السامي والنتيجة المبتغاة كانت تتطلب هذه التضحية القاسية العظيمة لأن الإسلام فوق كل شيء وأهم من كل شيء وأمامه يرخص كل شيء لأن كل شيء يستمد منه العطاء إذ يقول الله سبحانه وتعالى (العزة لله) و(وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)، فلم يترك الإمام زين العابدين عليه السلام وعمته فخر المخدرات زينب عليها السلام فرصة إلا وحاولوا من خلالها إظهار عظمة تلك الثورة وما تضمنته من مظلومية لأهل البيت عليهم السلام

وبهذا كانت الصورة الحية الواقعية التي اشار اليها الاستاذ المحقق الصرخي في بحثه الموسوم (الثورة الحسينية والدولة المهدوية) وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :

((جرت السيرة الإلهية المقدسة في دعوتها الصادقة الرسـالية الإسلامية على إعطاء صفة الاستمرارية والديمومة والتجديد على طول التاريخ وهذا الإجراء لابدّ منه مـادام إبلـيس والهوى والنفس وشياطين الجن والإنس كلّهم أعداء الحـقّ ومسيرته، ولهذا تتالى بعث الأنبياء والمرسلين – عليهم الصلاة والسلام – وتلازم مع ذلك مـساندة ومـؤازرة الأنبيـاء والصالحين – عليهم السلام -، وعلى هذه الـسيرة كانـت الثورة الحسينية حياة وروحًا وصـيانة للنهـضة وامتدادًا للرسالة المحمدية – صلوات الله على صاحبها الـنبي وعلـى آله -، وعلى هذا الأساس احتاجت النهضة الحسينية الـتي جعلها الشارع المقدس المحـور والقطـب إلى الاسـتمرار والديمومة والتجديد على طول التاريخ حتى تحقق الأهداف الإلهية التي من أجلها اتّقدت وانطلقت الثـورة المقدسـة.))
مقتبس من بحث: ” الثورة الحسينية والدولة المهدوية ” للسيد الأستاذ المحقق مستدلًا خلاله على ‎مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر شيعية وسنّية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here