من يقتل المدنية والديمقراطية في العراق

اي نظرة موضوعية عقلانية للوضع المزري الذي نعيشه وخاصة بعد تحرير العراق في 2003 وقبر الدكتاتورية والاستبداد وحكم الحزب الواحد والرأي الواحد والحاكم الواحد والسير في طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية يعني حكم الشعب فخرجنا جميعا نريد الحكم وفق مستوياتنا الفكرية والثقافية العشائرية والطائفية والقومية والمناطقية وحتى الذين يتعاطون السرقة والاحتيال والنصب واهل الفساد وعصابات الرذيلة كل مجموعة تدعي انها الافضل ويجب ان تكون لها الحصة الاكبر من ثروة العراقيين من خلال الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا ويمنح النفوذ الاوسع والقوة الاكبر وبدأت حالة جديدة من الفوضى التي ادت الى نشر الفساد والصراعات بكل انواعها وتلاشى القانون والنظام واصبح القوي هو الحاكم هو المسيطر فأصبحنا لا قانون يحكمنا ولا اخلاق
وهذا امر طبيعي في مجتمع انتقل فجأة من حكم العبودية والدكتاتورية وحكم الحاكم الواحد والرأي الواحد الى حكم الشعب الى الديمقراطية التعددية الفكرية والسياسية لا شك ان الشعب بشكل عام غير مهيأ لهذه الحالة الجديدة لهذا طغت القيم والاعراف العشائرية والبدوية والدينية المتخلفة وخاصة اصحاب العقول المريضة والعقائد المنحرفة التي خلقتها مخابرات صدام وبعد قبر صدام احتضنتهم البقر الحلوب ال سعود وكلابها الوهابية وتحركت وفق خطط صهيونية وهابية مدعومة وممولة من قبل ال سعود
لم تكتف الوهابية والصهيونية بهذه المجموعات المنحرفة عقائديا امثال الصرخي احمد الحسن القحطاني الخالصي بل حاولت التقرب من عمار ومقتدى بطرق مختلفة كما انها اجرت مجموعات اخرى وصبغتها بالوان مختلفة ليبرالية علمانية مدنية وحتى يسارية امثال سعدي يوسف وهاشم العقابي وجوقة المدى والخشلوك وكل ابواق الطاغية وعبيده وخدمه حيث بدأت هذه الابواق تتحدث وتذرف الدموع على حرية الرأي وحقوق الانسان حتى اصبحت هذه الابواق الناطقة باسم حقوق الأنسان وحرية الرأي
وبدأت هجمة جديدة تستهدف فرض الرأي الواحد والاستبداد الداعشي الوهابي المغلف بغطاء صدامي تقودها ابواق الطاغية وعبيده وخدمه وعناصر اجهزته القمعية والتجسسية بعد انتمائها الى مخابرات ال سعود وال نهيان وتحركت وفق خطة وضعت مسبقة وهي تبكي دما بدل الدموع دموع التماسيح بل بدأت تتنافس في هذه المسرحية كل واحد كل جهة تريد ان تظهر انها الاكثر اتقانا للدور الذي كلفت به لتنال الحظوة الاولى والمنزلة الاكثر قربا من ال سعود وال نهيان لتنال الجائزة الكبرى التي وعدوا بها من قبل ال سعود
وكان التجمع غريب عجيب ليبرالي علماني مدني يساري وهابي داعشي منحرف عقائدي شيعي ما لجامع الذي يجمع هؤلاء مثلا جوقة المدى باالصرخي واحمد الحسن والخالصي واليماني وهيئة الضاري وعناصر حزب البعث وداعش الوهابية مالجامع الذي يجمع عزيز الحاج وسعدي يوسف وهاشم العقابي بالخالصي واحمد الحسن واليماني ما لجامع الذي يجمع الشرقية والعربية وجوقة المدى والخشلوك وهيئة الضاري لا شك انها العمالة لال سعود والخيانة للشعب العراقي انها الاموال التي تمنحها لهم وبغير حسب ان تمجدوا ال سعود وحكمهم الديمقراطي وتترحموا على صدام وزمرته وتتغنوا بالحرية التي كان يتمتع بها الشعب العراقي وحرية الرأي وحقوق الانسان التي كان يعيشها العراقيون في زمن الطاغية والتي يعيشها ابناء الجزيرة في ظل احتلال ال سعود
وفي نفس الوقت يشنون حملة ظلامية على العراقيين وعلى نهجهم الديمقراطي الذين اختاروه وعلى الحرية المطلقة التي يعيشونها لاول مرة في تاريخ العراق والمنطقة يشعر العراقي انه عراقي يمكنه ان يختار من يحكمه بحريته
فكل محافظة تختار من يمثلها وهؤلاء يشكلون البرلمان العراقي الذي يختار الحكومة وهو الذي يراقبها ويقيلها اذا عجزت ويحاسبها اذا قصرت وكل محافظة تختار حكومتها المحلية التي تديرها اداريا وماليا وامنيا وخدميا كما لكل حي مجلس بلدي مختار من قبل ابناء الحي مهمته أدارة الحي اداريا وخدميا
هل كان هذا في زمن صدام في حكم ال سعود
نعم لا انكر هناك تقصير هناك اهمال هناك عجز هناك فساد هناك لصوص وهذا سببه
اولا اننا غير مهيئين لهذه الحالة الجديدة المعروف ان القيم البدوية العشائرية والعنصرية الفاشية هي الغالبة وهي المسيطرة لا شك لا تصلح في حكم الديمقراطية والتعدد ية بل تفسد الديمقراطية والتعددية لهذا سادت الفوضى وعم الفساد
ثانيا هروب مدعي الديمقراطية والتعددية وما يسمون انفسهم بالعلمانيين والليبرالين واليساريين والمدنين والتخلي عن مهتهم او الارتماء في احضان ال سعود والقوى الارهابية الصدامية الداعشية والقوى الانفصالية جحوش صدام سابقا واليوم جحوش ال سعود حتى ان احدى المنسوبات على اليسار في العراق مجدت ال سعود ودواعشهم في الوقت نفسه اساءة للعراق وحشدهم المقدس وبرأت ال سعود وكلابهم الوهابية واتهمت ايران وحشدنا المقدس
لو كان هؤلاء فعلا انهم دعاة للديمقراطية ومن محبي الانسان كان المفروض بهم بعد تحرير العراق مباشرة ان يتوحدوا ويجتمعوا ويضعوا خطة هدفها دعم وترسيخ الديمقراطية وينزلوا الى الناس لرفع مستواهم الفكري ونشر القيم الديمقراطية واخلاقها ونبذ الافكار المنافية للديمقراطية
الا انهم تشرذموا وتفرقوا واخذت كل شرذمة تنشر غسيل الاخرى حتى تمكن ال سعود وكلابهم من السيطرة عليهم بالمال بالقوة وهكذا اصبحوا اعداء للديمقراطية للعلمانية للمدنية في العراق
فهل هناك شك اذا قلنا ان ادعياء الديمقراطية والمدنية واليسارية هم الذين افشلوا الديمقراطية وهم الذين سيقتلوها اذا استمروا في المسيرة الخاطئة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here