مفارقات أدهشت ” اﻷغا ” وحيرت العقلاء !!

احمد الحاج

هناك مقولة تعد بمثابة أيقونة للنجاح والثروة في دور اﻷزياء والموضة العالمية جاءت على لسان مصممة اﻷزياء الفرنسية الشهيرة ، كوكو شانيل ، مفادها ” في العالم تسير الأمور بالشكل الأمثل مع الأشخاص الذين يستطيعون تحقيق الإفادة المثلى من كل شيء” ولعل هذه المقولة إن صدقت على شيء فإنما تصدق على أولئك الذين بإمكانهم توظيف الواقع العراقي الشائك كيفما كان لتحقيق غاياتهم الخبيثة ، فإن أثرى العراق سرقوه وإن إفتقر إبتزوه وفي سوق النخاسة باعوه ،فبعد وفاة رشا الحسن صاحبة مركز ” فيولا ” للتجميل وسط بغداد في ظروف غامضة سبقتها بأيام وفاة خبيرة التجميل الدكتورة رفيف الياسري صاحبة مركز باربي وسط بغداد وبظروف أشد غموضا أيضا ، أعقبها إغتيال الناشطة البصرية سعاد العلي ، بسلاح كاتم للصوت وفي وضح النهار أمام أنظار المارة بعد مشاركتها في التظاهرات اﻷخيرة التي عمت البصرة على خلفية المياه الملوثة التي أسفرت حتى اﻵن عن إصابة 95 الف شخص بالتسمم ، جاء الدور على الموديل ووصيفة ملكة جمال العراق السابقة ،وإحدى أشهر العراقيات على موقع إنستغرام، تارة فارس،برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية ، أصيب العراقيون من جرائها بصدمة كبيرة فيما ترواحت ردود أفعالهم بين متأسف على مقتل الفارس ظلما وعدوانا ، وبين متحامل عليها على خلفية صورها الجريئة الى حد الاسفاف ، وبين ناقم على التيارات المتشددة التي يحملها مسؤولية إغتيال الجمال لإبقاء القبح على ذات الحال على حد وصفه .

مفارقات المشهد العراقي تلك أذهلت العالم كله وعلى رأسهم ” مصطفى الاغا ” لكونه ﻻيعلم بأن دعاة التقدمية اصبح عندهم ” اتساع رقعة مراكز واوكار اللهو والتجميل والخمارات والنوادي الليلية ، مقابل تقليص عدد المساجد والكنائس غاية ووسيلة لتحقيق التقدم الذي ينشدونه ” وكأن التقدم لايتحقق اﻻ بإطلاق العنان للغرائز والشهوات والهروب من مشاكل الواقع الى أحضان الرذائل والموبقات ، فيما وعلى الضفة اﻷخرى اصبح ” محو الجمال واجتثاثه من جذوره واستعمال العطور الزيتية بدلا من الكحولية وتناول – ثريد الباجة – مقابل محو البيتزا والكنتاكي و اللازانيا ” هو الغاية والوسيلة للطرف اﻷخر – المتشدد وﻻ اقول المتدين ﻷن البون ساشع بينهما ، فتشدد اليوم طقسي ومظهري وسياسي وليس عباديا – وكأن إحقاق الحق وإزهاق الباطل لايمر إﻻ عبر الجمود والهرولة الى الماضي هربا من الواقع ، الاغا وبطانته لايعلمون ان قسما كبيرا من علمانيي العراق ومدنييه بحسب ما يطلقون على انفسهم يرتادون الخمارات وصالات القمار ومراكز التجميل والتاتو والبيرسنغ والمساج والنوادي الليلية وبيوت الدعارة بذريعة الحرية والديمقراطية بينما بعض المتشددين يحمونها كلها لتمويل نشاطاتهم وربما لزيادة الخراب والتخريب والتعجيل بظهور المصلحين كما يدعي بعضهم ، مقابل جزء كبير من اﻷرباح كما كشف عن ذلك النائب السابق فائق الشيخ علي ، في تصريح سابق له لما يزل يثير ضجة لن تهدأ طويلا وهو ذاته الذي خاطب الخمارين في كلمته الشهيرة ” ايها العركجية ، ايها التنكجية ، ايها القندرجية ” لإنتخابه والتصويت له كونه منع تمرير قانون حظر بيع الخمور ، مختزلا بذلك سهوا أو عمدا مطالب التيار المدني كله بإحتساء الخمور والبحث عن السعادة بالكيف والمزاج !

وبناء عليه فقد – داخ – مصطفى الاغا في آخر تعليق مصور له على حادثة مقتل الموديل تاره الفارس ووو-انسطر – ﻷنه كان ينتظر رد فعل بأتجاه واحد لاغير أﻻ وهو ان ” العلمانيين سيتهمون المتشددين بإغتيال الموديل ، حتى تقوم قناة العربية ( بالدك والرقص على جراحاتنا ) وتسويغ إعتقال الدعاة والمشايخ الكرام في طول العالم العربي وعرضه مع التذكير وربما إعادة عرض أفلام – اي تي – عادل إمام التي تسخر من الإسلاميين في كل مكان والتي يأكل بثمنها ويعيش بشهرتها مع ان صهره اسلامي !! .

ولكن وعندما اطلع على انشطار الشارع العراقي بين – متحامل على الفارس وعلى التهتك وهدر اﻷموال على الملذات والشهوات الذي يحدث في بلد نصف شعبه جياع ( ما يؤشر الى ان التهتك والانفتاح الزائد عن حده ليس مطلبا للجمهور كما يزعم العلمانيون العراقيون ) ، فيما نصفهم اﻵخر تعلق أسماء نعيهم تباعا على الحيطان ، وبين مترحم عليها ليس بوسعه نشر أية صورة لها مع بوست النعي ﻷن معظمها – سفردحي – أصيب بصدمة لن يستفيق منها طويلا ..واقول للاغا ” يارجل المليون دولار لشخص واحد لمجرد كلمة تبعث على اس ام اس ﻻمكان فيها للذكاء وﻻ للاكتشاف وﻻ للاختراع ولا للتميز ، في عالم الفقراء والجياع والمحرومين ولكونك جزءا لايتجزأ من لعبة الضحك على الذقون العربية والاسلامية عبر الاتصالات البليونية لصالح الشركات العالمية ” ان إعلام – طك عطية – الذي نجح في مصر وتونس لن ينجح في العراق ..لماذا ؟ ﻷنكم لم تفهموا ولن تستوعبوا حتى اللحظة أن تجارة المخدرات مثلا – يقود العديد من مفاصلها متشددون ويتعاطاها علمانيون وبالتالي فإن المتشدد بحاجة الى المتعاطي العلماني لبيع بضاعته بل وحريص كل الحرص على عدم توبته وانابته ، والمتعاطي العلماني بحاجة الى المتشدد الذي يدعي التدين والدين منه براء للحصول على مايريد ..وكلاهما سبب خراب البلاد وضياع العباد مع ان كلا منهما يدعي نصرة الحق ضد الباطل ، والحديث يصدق على كل مرافق الحياة هاهنا في بلاد الرافدين اليوم ، علما أن ﻻ المتشددين العراقيين كما يتوهم هو وغيره – صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وصدقة وحسن خلق وتلاوة قرآن واماطة اذى عن الطريق وصلة رحم وبر والدين وحسن جوار وحب الجيل الاول من الصحابة والتابعين كما كان السلف الاول ” وﻻ العلمانيين العراقيين كما يسوقون انفسهم عبارة ” اتيكيت وعلم ومعرفة واختراعات وجامعات واكتشافات وبناء واعمار ..ﻻﻻﻻ حبيبي ﻻتتوهم اﻻ ما رحم ربك ” وثق ان الاول مثل الثاني ..والثاني كما اﻷول ، ﻻ نفع وﻻدفع ..عبارة عن (سيارة مجرقعة بمنتصف طريق صحراوي اطاراتها ركع ) اذ أن السطحية في كل شيء هي التي تتحكم بنا اليوم حتى على مستوى التعريفات والمسميات وإياك ان تتوهم وتحكم على شخص بناء على مايطلق على نفسه او يطلقه من حوله من عناوين عليه ..ﻵنها مجرد “كشخة ” الاول يدعي انه متشدد ملتزم ومتهندم ، والثاني يزعم انه علماني تقدمي ومتقدم ” ابحث في المضامين قبل العناوين ، اذ ﻻهذا ملتزم وﻻ ذاك تقدمي بالمعنى المتعارف عليه لغويا واصطلاحيا ، والمطلوب اليوم إعادة تعريف المعرفات وتوضيح المسميات وتفسير المصطلحات وتفكيك المنظومات وفي كل مناحي الحياة وعلى أعلى اعلى المستويات ﻷن كل ماتراه اليوم في بلاد ” مابين النارين ” عبارة عن مجرد شعارات مدفوعة الثمن دوليا ومحليا واقليميا ﻻ اكثر …وكلا الطرفين ” التقدمي والرجعي ” كما يحلو لكل منهما تسمية اﻵخر من باب التهكم يبرعون وكما قالت ” كوكو شانيل ” بتوظيف فقر العراق وغناه لصالحهما طمعا بالمناصب والامتيازات وتكديس الثروات وشراء العقارات على حساب ملايين الجياع والمحرومين ممن ليس عندهم شروى نقير وﻻ خطام بعير وجلهم جالس في بلاد النفط بإنتظار الفرج على ..الحصير !!اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here