حالما قرأت تغريدة الإعلامي حيدر زوير ، تعقيبا على مقتل الشابة المغدورة تارا مطر بقوله

رحمن خضير عباس

: ” كافي عاد. عاهرة وانكتلت” ،

حتى تذكرتُ الإعلامي الجنوب إفريقي كيغن كارتر. وقد كان في مهمة إلى جنوب السودان عام ١٩٩٤ أثناء المجاعة ، حينما سمع صوتا ضعيفا لأنين طفلة سودانية صغيرة ، هزيلة . توقفت عن الزحف لبرهة وهي في طريقها إلى مركز لتوزيع الطعام ، وحينما كان يتهيأ لالتقاط الصور حطَّ نسر بقربها ، ربما ينتظر موتها ليفترسها، وحينما التقط الصورة قام بإبعاد النسر. لم يستطع أن يلمسها لان التعاليم صارمة للصحفيين بعدم لمس الناس ، خشية من الأمراض المعدية.

نال الاعلامي كيغن كارتر جائزة أفضل صورة فوتوغرافية لذلك العام .

ولكنه لم يتحمل آلام الناس. فبقي يتألم ويعيش الكوابيس من أجل البشر الذين لا يعرفهم. لذلك انتحر من أجل المعذبين.

ترك رسالة لتوضيح سبب انتحاره .

” أنا آسف جدا ، لكنّ ألمَ الحياة يفوقُ متعتها ، تطاردني ذكريات حيّة من عمليات القتل والجثث لأطفال يتضوّرونَ جوعا .. أتذكّرُ المجانين المولعين بإطلاق النار ، أغلبهم من الشرطة ، والجلّادين والقتلة ….”

إنتحر كيغن كارتر وهو في قمة مجده الاعلامي. كان انتحاره صرخة أمل يائسة ضد جرائم القتل.

ومن المخجل أن أضع اسم هذا الرجل( كيغن كارتر) مع إعلامي عراقي جاهل وتافه اسمه حيدر زوير ، من المؤكد أنه أصبح صحفيا بالواسطة أو المحسوبية ، لا يمتلك من المؤهلات سوى (شعر مصفوف ووجه محفوف). ليصف تلك الشابة الصغيرة المغدورة بأنها ( عاهرة) .

إنه وصمة عار للإعلام العراقي الذي أصبح ممذهبا ومسيّسا. إنه إعلام لا يحترم مهمته ، في كونه يُشكِّل سلطة رابعة.

الاعلام الذي ينبغي أنْ يخشاه كبار سياسيي العالم. والذي يُسقط حكومات ودوّل وأنظمة .

الاعلام الذي يسعى أن يكون صوتا لمن لا صوت له. هذا الاعلام تعرض إلى إهانة كبيرة في العراق ، لان مجموعة من الفاشلين قد أصبحو مراسلين ومقدمي برامج.

لقد أصبح وضع المرأة العراقية تحت رحمة العنف والقتل وتلويث السمعة ، والذي طال الكثيرات من المتميزات. ولم يكتف القتلة بإراقة دمهنّ ، بل أرادوا الاساءة إلى سمعتهن.

لذلك فينبغي على المرأة العراقية أن تستنجد بالأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان للتدخل ، وذلك لأنّ الحكومة العراقية عاجزة أو متواطئة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here