وقفة صراحة : إذ اجرت عملية الاستفتاء لفازت سروة عبد الواحد بالأغلبية النسبية

بقلم مهدي قاسم

من خلال متابعتي ــ عبر وسائل إعلامية مختلفة ــ سيما بعض ىالفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي ومواقع أخرى ــ لميول و أمزجة الشارع العراقي بخصوص ما تعلق الأمر بالمرشحين والمرشحات لمنصب رئيس الجمهورية ، أخذت اتيقن يوما بعد يوم بأنه لو جرت عملية استفتاء أو استطلاع نزيهة و محايدة للرأي العام العراقي لفازت النائــب” ة ” سروة عبد الواحد بالأغلبية البسيطة على المرشحين الأخرين فؤاد حسين وبرهم صالح و غيرهما ..

فالعراقيون من غير الكورد سيما منهم العرب أخذوا يكّنون شيئا من احترام وتقدير ومودة لهذه ىالنائب”ة ” المشاكسة ــ بالمعنى الإيجابي للكلمة ــ والسائرة أصلا بخطوات وطنية حثيثة ، والتي تعتبرنفسها عراقية قلبا وقالبا ، على عكس تماما من التيار الكوردي الانعزالي والانفصالي السائد بين غالبية الكورد العراقيين ، فضلا عن صراحتها في نقد السلبيات القائمة ومظاهر الفساد السياسي و المالي والتلكؤ الحاصل في إدارة شؤون البلاد ..

وهوأمر نادر الحدوث بين العراقيين ــ من غير ساسة المنطقة الخضراء ــ نقصد هذا الإجماع السياسي والقبول الواسع في الشارع العراقي لهذه السيدة ، كشخصية سياسية نشطة في الساحة السياسية العراقية بحضورها المثير للجدل لما تتمتع به من كاريزما و روح التحدي و الصمود والجرأة في التعبير عن الرأي و الموقف السياسيين في وسط المجتمع القبلي و الذكوري المهيمن والطاغي ، و بغض النظر عن كونها كوردية أم عربية أو من أية أقلية أخرى .

أما لكونها كوردية فأمر القبول هذا يبدو أكثر إثارة و أهمية ، ليأتي في الوقت نفسه دليلا على تجاوز كثير من العراقيين حاجز الحساسية القومية ليلتقوا تحت فضاء الوطنية ، طالما أن الشريك الآخر ــ بغض النظر عن انتمائه القومي أو الديني ــ يعتبر نفسه عراقيا أيضا و يريد أن يخدم من موقعه الوظيفي أو السياسي داخل الفضاء الوطني بحس نية و إخلاص و بدون تمييز بين أبناء المكوّنات العراقية وبدافع الحماية والصون للوحدة الوطنية ..

غير أن مؤشرات أغلب الأحزاب الطائفية والمحاصصتية في بغداد تُشير إلى احتمال كبير لفوز مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني فؤاد حسين أحد رافعي راية انفصال الإقليم عن العراق ، ففرسان المنطقة الخضراء باتوا مشبعين بالعمالة و الخيانة الوطنية لحد التجشؤ ، وبالتالي فلا يهمهم قطعا أن يصبح للعراق رئيسا صوّت لصالح الانفصال !..

مجرد تنبيه و درءا لسوء فهم أو تأويل : أنا شخصيا ليستُ مرتبطا بعلاقة قرابة أو صداقة أم معرفة بالسيدة سروة عبد الواحد ، ولا حدث أن التقيت معها في يوم من الأيام ، أكثر مما شاهدتها تصرح في الفضائيات مرتين أو ثلاثا ، سيما عندما سجلت موقفا وطنيا برفضها الانسحاب من البرلمان العراقي عندما انسحب ذات مرة باقي النواب الكورد بناء على أوامر أحزابهم ..

ولكن ..

يجب أن لا يتفاجئ القارئ الفاضل إذا قرأ لي ذات يوم مقالة انتقد فيها السيدة سروة عبد الواحد إذا اتضح أنها قد انتهت سياسية فاسدة ، أو باتت عنصرية و انعزالية تشتم العراق وتسعى إلى تفتيت وحدة كيانه الوطني ..

فأنا عادة أشيد بالسياسيات والساسة حسب مقاييس النزاهة و الإنجاز و كذلك أذمهم بسبب الفشل و مظاهر الفساد ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here