الأستاذ الصرخي: يا دولة الدواعش الخارجة، ما ذنب شيعة أهل بيت النبي؟

احمد الركابي

خلق الله -عز وجل- السموات والأرض وما بينهما من كائنات حية وميز الإنسان عن جميع المخلوقات بالعقل والقدرة على الإدراك والتّفكير، إلاّ أن العقل البشري يبقى عاجزاً عن معرفة خالقه وعبادته على أكمل وجه وأحسن صورة، لذلك أرسل الله المُرسَلين والأنبياء لهداية الناس وإرشادهم الى الطريق الصحيح لعبادة الله وإعمار أرضه على أحسن وجه وصورة، فالمُرسَلين ينذرون النّاس ويحذرونهم من كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم ويبشرونهم بالخير إذا سلكوا طريق الخير والصراط المستقيم وقد أقام الله الحجج على يد المرسلين لتكون برهاناً على وجوده.

ومن هنا أثار الخوارج نشر الشبهات مشاعر صغار النفوس والعقول مثيرين الوسواس الخناس.. فخرجوا على الأئمة وولاة الأمر المنتخبين والمبايعين المختارين مستحلين الحرمات ناشرين الرعب بحجة الخروج عن الدين وقد أعطوا لأنفسهم حقّ منح صكوك الغفران .

إن الخوارج عنوان لظاهرة تأريخية مهمة في التأريخ الإسلامي لجماعة مارقة استخدم أتباعها العنف مع أبناء دينهم بحجة انحرافهم عن «المنهج القويم» ومع أن الخوارج كانوا في ظاهرهم من الزهاد العباد إلا أنهم كانوا أجلاف الطباع سفهاء الأحلام يكتفون من الدين بشعارات رنانة لا يفهمون مغزاها، وهذا ما حدث يوم ثاروا على الإمام علي بن ابي طالب ورفعوا شعار «لا حكم إلا لله» وهو ما رد -رضوان الله عليه- بقوله (كلمة حق يراد بها باطل).

علاقة الإرهاب بالخوارج، فيرى الباحث إن الأعمال والممارسات الإرهابية غير المشروعة لم تكن حادثة عصرية، ولا وليدة الساعة، بل لم تزل تعاني منها أمة الإسلام عبر تأريخها الطويل منذ ابتليت بتلك الطائفة الخارجة على أئمة المسلمين وجماعتهم، والخارجة عن محكمات الإسلام ومنهجه الوسطي المعتدل، والأخطر أنهم ألبسوا صراعهم وخلافهم مع الأمة لباسًا دينيًا فأثاروا الشكوك وألبسوا التعابير والكلمات ثوبًا غير ثوبها وفسروها تفسيرًا غير تفسيرها معطين لأنفسهم الحق والتميز والتفوق في فرض الرأي بالقوة وبحد السيف بينما كان الرسول الكريم نفسه يحاجج ويحاور ويناقش ويقنع ويقتنع فما بالك ببقية الناس الأقل كفاءة وعلمًا ومعرفة وحجة ومعصومية؟.

ولعل أفضل بيان واضح المعاني وكاشف لنفوس أصابها المرض والإنحراف الفكري هو ما أشار إليه المحقق الأستاذ الصرخي في المحاضرة (16) من بحثه الموسوم (الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلّم) ضمن سلسلة بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي في 14 ربيع الثاني 1438هـ – 13 / 1 / 2017م جاء فيه :

))يا دولة الدواعش الخارجة، ما ذنب شيعة أهل بيت النبي؟!!

احترموا عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويا مَن غُرِّر به!!! واسألوا أنفسكم ما ذنب شيعة أهل بيت النبي – عليه وعلى آله الصلاة والسلام – وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله تعالى وشفاعة رسوله الكريم – عليه وعلى آله الصلاة والتسليم – والفوز بالجنان والنعيم فيما لو أحسنوا العمل والاّتباع بالنهج القويم لأئمة الهدى – عليهم الصلاة والتسليم – وتبرّؤوا مِن أئمة المارقة الخوارج الضالّين المضلّين؟(.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here