كمالُ الدين بالتّأسي بسيد المظلومين

إن من القضايا التي ينبغي مراعاتها من قبل محبي أبي عبد الله الحسين -عليهِ السلام- هي الإقتداء والتأسي بهِ فهو كجدهِ وأبيه وأخيه، وسائر الأئمة الهُداة من ذريته وبنيه، -صلوات الله عليهم أجمعين-، أسوة للآخرين، كان أبو عبد الله سيد شباب أهل الجنة، متأسيًا بأنْ جعل من جده رسول الله وأبيه أميرالمؤمنين أسوة عُليا أعلى، فخرج إلى كربلاء وقد صدعت كلمته في الآفاق: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي -صلى الله عليه وآله-، أريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب”.
وكانت منه -صلوات الله عليه- تلك المبادرات الكريمة الشجاعة، قدَّم معه أغلى التضحيات، صابرًا شاكرًا ثابتًا راسخًا راضيًا مرضيا، فأصبح قدوةً عُليا وأسوة مُثلى لكل أحرار العالم. المُتتبع لقضية كربلاء يلاحظ ظهور معاني الصبر والتحمل والشجاعة والتضحية والإقدام والفداء وعدم التردد والحيرة والصبر والرضا والتسليم والمروءة والكرم والنبل والإيثار والسماحة… وغير ذلك من الصفات الروحية والمعنوية التي خلّدها الإمام الحسين وأصحابه -عليهم السلام- بثورته المباركة، فلنتعلم منه -عليهِ السلام- ومِنْ مَنْ تأسى بهِ حقًا وصدقًا أمثال المرجع الديني السيد الصرخي الحسني -دام ظلهُ- حيث وضحَ نتائج التأسي بواقعة الطف وعقد المجالس الحسينية وأستذكار تلك المعركة التي ما زالت منارًا يُحتذى بهِ من قبل من أرادوا الوصول إلى كمال الدين قائلًا: “ذكر الإمام الحسين -عليه السلام- والتأسي بـه ومـذاكرة واقعة الطفّ وعقد المجالس والبكي والتباكي بها والحثّ على ذلك من قبل الأنبياء -عليهم السلام- وخاتم النبيين -صلوات الله عليه وعلى آله- وسيد الوصيين -عليه السلام- وأبنائـه المعصومين -عليهم السلام-، كلّ ذلك يـصبّ في إعطـاء الروح والحياة والاستمرارية والديمومة والثبوت لثورة الإمام الحسين -عليه السلام- ولكن مع هذا يبقى السؤال: إنّ ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- والتأكيد عليها والحثّ علـى استمراريتها والحفاظ عليها عبر التاريخ الأرضي والسمائي ما هي غايتها وهدفها النهائي الأقصى؟، وكيف سـيتحقق الهدف المقدّس وعلى يد مَن؟!!”
مقتبس من بحث: (الثورة الحسينية والدولة المهدوية) للسيد الأستاذ المحقق مستدلًا خلاله على ‎مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر شيعية وسنّية
وختامًا حريٌ بنا و نحن نعيش أيام ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين أنْ نستفيد في حياتنا قبل مماتنا من عطاء ثورته المباركة، حيث أنَّ لكلِّ حركة اصلاحية وثورة اجتماعية تغييرية معطياتها سواء أكانت سلبية أو إيجابية، ولا يخفى على كل حرٍ أبيٍ مدى المعطيات الإيجابية للثورة الحسينية ومدى استفادة الأمة الإسلامية وغيرها من هذه المعطيات، بل حديثًا قال غاندي:(تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر).
نزار الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here