عادل عبد المهدي بعد فوات الاوآن

عباس الكتبي

تضاربت الأنباء في وسائل الإعلام الرسميةوغيرها بين التأكيد والنفي، حول اتفاق الكتل الشيعية على ترشيح السيد عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة القادمة.

نفترض وهو إفتراض قريب من الحراك السياسي الحالي في العراق، أن السيد عبد المهدي أصبح رئيس وزراء العراق، هنا يدخل سؤال في صلب الموضوع: هل سينجح في مهمته ويصلح ما أفسده السابقون، أم الفشل سيصيبه كما أصاب الذين من قبله؟ سنعرف الإجابة بعد عرض الطرح الآتي.

التحالف السياسي الشيعي، أرتكب أخطاء متكررة في ادواره السياسية السابقة، مما زاد من تراكمها وبقى الوضع السياسي كما هو عليه، بل تكرار محاولات الفشل يخرج الإنسان من عمل سيء الى أسوء منه، وكما قال في كتابه(عظمة الذات) تشارلز جيفينس(( تكرار نفس المحاولات التي لا تؤدي إلى النجاح لن يغير من النتيجة مهما تعددت هذه المحاولات)).

كان المفترض من الإسلاميين الشيعة عدم التصدي لإدارة الدولة في بادئ الأمر، ويعطوا القيادة للرجل العلماني المنضوي في تحالفهم المرحوم أحمد الچلبي، أو يختاروا أفضل نموذج إسلامي لديهم كالدكتور عادل عبد المهدي، بل إن ما حدث كان العكس، من حيث أن التحالف الشيعي قدم لنا أسوء النماذج المتكررة للحكم في العراق.

أحزاب السلطة؛ خلفوا بأخطائهم أثراً سلبياً على المجتمع، ومن أخطرها الأنحرافات الأخلاقية والعقائدية، والسبب الرئيسي سياسة السلطة، اليوم المجتمع العراقي بحاجة إلى توفير الطعام بكرامة، وماء صالح للشرب، وإيجاد فرص عمل، وإقتصاد إنتاجي، وعدالة في توزيع الأموال، أي بمعنى أخر نحتاج إلى حكومة خدمات، وليست حكومة أزمات ونقمات على الشعب العراقي.

فرق شاسع بين عادل عبد المهدي بالأمس واليوم، فالتركة التي خلفها الحكام السابقون ثقيلة جداً، حيث الفساد المستشري والمتشعب في مؤسسات الدولة، والبطالة المتضخمة، والإنتاج المحلي مصفّراً، ومافيات الفساد وعصابات الإرهاب وسطوة الميليشيات المتوغلة والمتنفذة في مفاصل الدولة، والتدخلات الخارجية، تجعل من المهمة صعبة والتحدي أصعب، لو كان السيد عادل عبدالمهدي مسك الحكم من بادئ الأمر ما كان حصلت مثل الأمور، أما اليوم فقد أختلف الحال.

إذا تأملنا جيداً في شروط المرجعية الدينية في رئيس الوزراء القادم( يشن حرباً لا هوادة فيها على الفاسدين) وهذه الحرب تحتاج إلى حاكم( قوي وحازم وشجاع) فبدون فريق سياسي(برلماني) وقضائي يسانده لا يكون قوياً، ومن يجامل ويحابي ويداهن على حساب المصلحة العامة لا يكون حازماً، ومن لا يستطيع أتخاذ أجراءات وقرارات إصلاحية صارمة لا يكون شجاعاً.

السيد عادل عبدالمهدي، إذا كان ورائه فريق برلماني وقضائي قوي يعضده، وأختار معه وزراء أكفاء نزهاء، ينجح في مهمته وإلّا فالمكياج لا ينفع العجوز!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here