على الأطراف الشيعية في العراق إظهار وحدتهم أمام أنصارهم في العالم باختيار رئيس وزرائهم في جلسة واحدة!!

سالم لطيف العنبكي

نظام الحكم في العراق وفقاً لدستور “برايمر”!! ديمقراطي تشاركي تحاصصي! لا يخضع لمقومات الديمقراطية وأخلاقياتها ونماذجها في بلدان معينة رغم أن تلك الديمقراطية تشوبها مثالب كثيرة ولكنها لا تعرف “المحاصصة” الكريهة ولا “المشاركة” البغيضة التي تجعل من العراق ضحية أو بقرة حلوب تعطي الألبان ومنتجاتها ولا تحصل غير “التبن”!!.

لا أثر للديمقراطية في النظام السياسي في العراق! لقد مر العراق طيلة السنوات الماضية لما يسمى بـ “حكم الشيعة”! – وحتى قبلها – بأنظمة حكم ديكتاتورية فوضوية تخضع لرغبات ونزوات ومغامرات الرأس الواحد فلم تفلح وسقطت؛ واليوم ورغم أن العراق تحكمه رؤوس كثيرة لكنها خائنة وعميلة وغبية؛ عديمة الضمير والإنسانية؛ فاقدة للأخلاق الوطنية والإخلاص لتربة العراق الذي كان عظيماً!!.

من أخطر المخططات التي رسمت للعراق وشعبه هي تمزيقه في أحزاب وتنظيمات وجماعات متعددة حتى وصل عدد الأحزاب أكثر من 200 لكل منها آراء ومواقف ومذاهب مختلفة ومخالفة للآخر! الهدف البعيد منها هو تمزيق أرض العراق وتقسيمه ثم تناحره ودخوله في صراع الدويلات الثلاث! وإلى ما لا نهاية أو إلى نهاية اسم العراق على الخرائط العالمية وكما كان مخطط لسوريا لولا إنقاذها في الأيام الأخيرة من المخطط المخصص لها!.

في العراق .. فوضى الانتخابات الأخيرة وما شابها من تزوير وتحريف ومحاولات ترقيعها البائسة.. ولكنها باتت تعرف لدى أبناء الشعب العراقي بأن لا جدوى منها لأن نسبة المشاركة كانت قليلة وواضحة وبأنها غير شرعية ولا نزيهة! ومع ذلك سارت الأمور وكأن شيئاً لم يكن!!.. وظهر جليا زيف ادعاء الأطراف الشيعية بأنهم جبهة واحدة يحملون مسؤولية تاريخية دينية شرعية تتجه إليها أنظار الكثير من شعوب العالم بأن المذهب الشيعي واحد موحد وإذا به أطراف وكتل وأحزاب متناحرة فاسدة تبحث عن الحصص والشراكة لها ولجمهورها المقرب ولا يهتمون بالعراق وشعبه!! وتركوا الشعب العراقي يعاني من الفقر والمرض والحاجة والبطالة والحرمان.. أكثر من ذلك لم يهتموا بمصيره ومستقبله ولا تأمين أبسط حاجاته الضرورية في الحياة.. والتفاصيل كثيرة ولكن أعطى الوجود الشيعي في العراق للعالم العربي والإسلامي والعالم فكرة وانطباع مخيب ومريب من تصرفات ما يدعون بأنهم قادة الشيعة في العراق وأصبحوا مثلا في الفساد والإهمال وحتى خيانة المبادئ والقيم والإساءة إليها وجعل المذهب الشيعي أو قادتها في العراق في موضع الاتهام والإدانة .. والمذهب الشيعي الطاهر النظيف براء من هؤلاء الفاسدين.

ما يجري اليوم في العراق بعد تلك الانتخابات العامة الأخيرة والمشبوهة! هو انتخاب رئيس الجمهورية؛ وكيف أن الأكراد أيضاً ممزقين في مواقفهم ومتناحرين على اختيار استحقاقهم! رئيس الجمهورية وهم في مخاض فوضوي مثير للسخرية حيث كان من المؤمل أن يظهروا بمظهر المتحدين والمتفاهمين لكونهم قومية مضطهدة ومهددة بمصير مجهول! ولكنهم نراهم اليوم في خلاف ينذر بمستقبل صراع بينهم يأتي على كل مكتسباتهم ويهدد استقرارهم.

وغدا سيأتي دور الشيعة مرة أخرى لاختيار “حصتهم”! رئيس الوزراء والذي يأمله الشعب العراقي والشيعة على وجه الخصوص أن يرمموا تصدعهم ويلموا شملهم ويخفوا تفرقهم ولو مؤقتاً!! ويؤجلوا نزعة الحصص والشراكة فيما بينهم! ويحسموا اسم المرشح بسرعة! ويعطوا انطباعا ولو مزيفاً بأن الشيعة متفقون وليس هناك ما يفرقهم طالما أنهم “متفاهمين” على الحصص والمكاسب والمناصب! ولسبب مهم هو أن أكثرهم فاسدون و”حرامية” ومحاصصين! فليس هناك ما يمنع أن يؤيدوا مرشحا واحداً وتنتهي المهزلة في يوم واحد بدون محاولات التمويه والمخاتلة .. فالكل حرامية وفاسدين هم ونوابهم ووزراءهم .. لذلك ننصح الأطراف الشيعية أن تنهي تنصيب رئيس عصابتهم أيا كان.. في وقت قياسي ويعكسوا للعالم ولو ظاهرياً أنهم متحدون ومتفقون وأن الشيعة حزب واحد لا عشرين حزب وجماعة وتنظيم في العراق الهضيم!!؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here