ماذا يريد الشعب من الحاكم الجديد….؟

يريد الحقيقة في التثبيت….؟
د.عبد الجبار العبيدي
—————————————
لا يتسع المجال هنا لعرض كل الأدوار الخبيثة التي مارسها الحاكمون خلال مدة 15 سنة من عمر الوطن والعراقيين بقيادة حزب الدعوة الذي انفرد بالسلطة دون وازع من ضمير، فالعرض التاريخي الاسود له ولقادته ومؤيدية لا تكفيه المجلدات ،لا بل حتى صفحات الكومبيوتر التي تتسع لكل جديد..لما رافقها من خيانة في النفس، وفساد الهمة وتدني الاخلاق وعدم الشعور بمسئولية الوطن والمواطنين.
بل ما يعنينا هو بيان معرفة كيفية سلوك اولئك الجدد الذين جاء بهم البرلمان من مخلصين ومفكرين من أهل العلم والاخلاص عام 2018 على ما يدعون وقد اثبت الغالبية منهم ذلك حين اسقطوا المتنفذين .. من خونة وباعة ذمم واخلاق ، مما نسمع ونلمس عنهم..ونصدق من يقول ،لأن مسيرتهم مشبعة بالخيانة والغش والتزوير..بعد ان باعوا الوطن والحدود و الارض والجو والنفط وحتى الاعراض من اجل ما يكسبون..
القادة المرافقون للاحتلال بعد 2003 ما أدركوا ان الفكر الصادق الدءوب يفتح ابواب عصر جديد اذا أرادوا أخراج الوطن من الطريق المسدود الذي كانت قد وصلت اليها اهداف الدكتاتوريين..وذلك عن طريق ثورة علمية فكرية حقيقية على كل ما كان يسد طريق التقدم من قيود على الفكر والحرية وحقوق المواطنين..- هكذا كنا نأمل منهم – وبها ينفتح الطريق المسدود في بلادهم . ان خطبة الرئيس برهم صالح اليوم مثلت قمة اخلاقية المجتمع والوطن والدين ،أملا في ان يعطي للشعب عصر جديد.وهذا ما وعد به حزب الدعوة الخائن شباب العراق الغض الذي اعدمهم النظام السابق املا بالجديد.ولكن حين استلم ناصية الحكم قلب لهم ظهر المجن وأستأثر بالجديد . فهل سينفذ الرئيس الجديد ما وعد به الشعب اليوم.؟
لذا فأن الشعب العراقي لا يطالب اليوم الا بفتح الطريق المسدود امام العراقيين عن طريق تغير المفاهيم المتوارثة في كل ميدان من ميادين المعرفة والقوانين ..بغية صنع رؤية جديدة لمستقبل الانسان العراقي قائمة على العقل والعلم والحرية..لهذا يقف المتخلفون ورجال الدين منهم موقف المعارض…لدرجة انهم صودروا كل الافكارالنيرة وابعدوا غالبية المتنورين عن
2
ميدان العمل في كل دوائر الدولة ووزاراتها ومؤسساتها وسفاراتها لتصبح ارثا لهم دون منافسة من الاخرين .بينما كان المفروض ان تكون نقطة البداية هو التحرك لظهور وتطبيق العدالة والقوانين. لكن من يؤمن “بنظرية اخذناها وبعد ما ننطيها” هل نرجو منه حقوق الوطن والمواطنين .
ان الانحراف عند الحاكم ومؤيدية ليس مرحلة من مراحل نشوء الدولة ومؤيديه ، بل هو موقف من الحياة تحول الى سلوك عندهم يعتقد مؤيدية انهم اصبحوا بفعله تطويع القانون لهم دون الناس لا بل من المقدسين (قدس سرهم ) لا يحق لاحد مسائلتهم او منافستهم في امر من الامور.هكذا اصبحت الدولة العراقية بعد 2003 عنما حكمها حزب الدعوة المنحرف والاحزاب الاسلامية الاخرى عن اهدافه التي من اجلها استبشر به العراقيون امل التغيير…بعد ان اصبح هذا الفقير المعدم مترفا امام الجماهير، فلم يعد مسيطرا على نزواته ورغباته فأفسد الدولة والقانون معاً. واليوم جاءت بداية ساعة الحساب وغدا سيقف امام القانون مذلولا ان شاء الله ليدلي بكل موبقاته التي نفذها في وطن العراقيين.
نقول لهؤلاء الجهلة ان ابطاء مسيرة التقدم والحقوق نتج من سوء ادارة نظام الحكم الذي مار سوه دون شعور بمسئولية الدولة والمواطن.
نقول للذين سيمسكون السلطة غداًعليكم : ان تبدأوا بالحوار بينكم وبين المواطنين لتكتشفوا بانفسكم مدى انقطاع الصلة بين الحاكم والجمهور المسجون في المنطقة الغبراء دون الناس..وستكتشفون ان هذه الصلة اصبحت كشجرة ميتة ماتت جذورها حتى جفت شيئا فشيئا وحتى وصلت الى ما ترون اليوم. فعليكم ان تنهضوا بالمجتمع بقوة القانون والعدالة الاجتماعية ، بحيث يستطيع المجتمع المظلوم منهم ان يوقف الظلم ويرد السلطة الخائنة عن هواها..ولا يتم ذلك الا بحرية الحوار وحرية التصرف وتنفيذ قوانين العدالة ..ومحاسبة كل من خان وغدر بحق الناس..دون تلكؤ..والا ستذهب ريحكم وتخسرون كما خسر العبادي حياته وسمعته من جراء البرود الثلجي لسلطته التي لو فعلها لانتج الكثير واصبح يملك من قيادة الدولة ومحبة الجماهير ما ملكه اقوى الحكام في عصر الجماهير.فات المعاد يا عبادي ..؟
نادوا بالحرية والتقدم بالقانون..وأعدوا العدة لكتابة تاريخ جديد ،يقوم على قواعد التطور الاجتماعي الذي يدور حول فكرة الارتباط بين التشريعات التي تحكم سير الطبيعة البشرية وحقوق المواطنين ، لتنال الجماهير المظلومة حقوقها..ساعتها ستنهض الهمم لبناء العراق

3
الجديد..فالذين من قبلكم مارسوا انانية السلطة بسذاجة التفكير وقلة النضج السياسي الذي قادهم الى صراع التدمير.
المطلوب منكم ايها القادة الجدد من الرئيس والرئيس والرئيس ان كنتم من المخلصين ان :تأمنوا بالفكر والحرية والتقدم،وتهاجمون القديم بعنف وخاصة في مناهج التربية والتعليم التي احتكرها المتخلف لتدمير الشعب..وعليكم الاهتمام بصحة البشر التي عمل السابقون الى تدميرها ليقتلوا شعبا هم يريدون وراثته دون حق معروف كما في اساليب وزارة الصحة المجرمة والامن العام الذي اهمل حق المواطن بعد ان اصبح سلعة تباع وتشترى او تقتل من قبل المجرمين في وضح النهار دون مسائلة القانون.
اعملوا على تحديد سلطات الدولة عن حقوق الناس.وفتشوا السجون سترون كم من المظاليم غيبتهم مليشيات الاجرام في وطن العراقيين..ابحثوا من دبر قتل العلماء والضباط والطيارين ليصفوا لهم الجو دون مسائلة القانون.. ادرسوا حالة المجتمع المنهك اليوم الذي افسده حزب الدعوة ومن والاه من المجرمين لتستخرجواالاحكام والنظريات من تجارب الامم الاخرى لتخرجوا الشعب من الانفاق المظلمة التي حفروها لشعب لا يستحق التدمير، ابنوا افكاركم الجديدة لا على الانتقام مثلهم بل على قاعدة جديدة للتفكير الواقعي المنطقي المنظم ..فقد اصبح الشعب اليوم في مرحلة الموت البطيء..
ستكتشفون غدا ما لا تتوقعون..
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here