السياسي والغراب الأسوَد !

قانون الغاب والمجتمعات الحيوانية التي تعيش فيها والتي لديها تنظيم صارم مثل مجتمعات النمل والنحل وغيرها ، لا يمكن ان يتم قياسها مع المجتمعات الإنسانية التي طالما انزعجت من هذه المجتمعات (الحيوانية) بتدمير اماكنها وحولتها الى أماكن غير لائقة ومناسبة لهذه المجتمعات (الحيوانية) .

هذه المجتمعات الحيوانية حافظت على طريقة عيشها دون ان تقوم بالتأثير المدمر على الاخرين مكتفية بما لديها ولا تحاول ان تلتهم الاخرين عندما تشبع بل تستقر لتنظر حولها وتستمتع به وتتمتع بالأخلاق .

الأخلاق التي هي مجموعة من القواعد التي تصلح ان تكون دليلاً لسلوك الموجودات التي يضمها المجتمع ، ومنها محبة الغير في الحيوانات ، عندما يصاب غراب ما بالعمى يقوم الاخرون بجلب الغذاء له ، هذا الطائر الذي تكرهه الكثير من المجتمعات الإنسانية وتعتبره شؤماً ويجلب النحس لمن يراه !

يقال ان الغراب اعرَف بالتمر ذلك انه لا يأخذ من تمر النخيل الا الأجود ، وعندما يصاب غراب ما بمرض ولاحظوا عدم قدرته على الطيران تقرر قتله ثم دفنه حتى لا ينتشر المرض .

فهل تعلم السياسيين العراقيين من هذه المجتمعات الحيوانية ولو الشيء اليسير والاكتفاء بما لديهم من سلطة ومال ويحاولون الاستمتاع به وحب الوطن ومحبة الغير ويقدموا الخدمات لجميع فئات الشعب ومعرفة معنى الحقوق والواجبات .

وان يتعلموا ان الاصلح هو ان يكون في المكان المناسب ، وعندما يرون ان البنى التحتية أصابها المرض ان يقوموا بوضع الحلول الكفيلة بأن يشعر المواطن بالراحة والاطمئنان .

فالغراب هنا هو أفضل من السياسيين العراقيين لما يتمتع به من ذكاء وسط اقرانه في المجتمعات الحيوانية بعيداً عن المجتمعات الإنسانية التي لو حاولت لوصلت الى وضع افضل وحياة اجمل ومتعة اكثر .

بقلم

جلال باقر

05ـ10ـ2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here