حديث اليوم

هناك الكثير من الأحداث والأفكار التي تمس شؤون حياتنا ومستقبلنا ومستقبل ابنائنا لا نعير له الاهتمام الكافي او الذي يقتضيه ونغفل عن محاولة فهمه او التأثير في مجرياته، وكأن الحياة ليس من شأننا فنحاول بدل ذلك ان نعيش في عالم بهيمي غيبي لا نلمس من حقيقته شيئاً غير ثرثرة الدجالين وفتاحين الفأل، قد نؤمن او لا نؤمن بهم لكن يسهل عليهم ان يخلقوا ضغطاً اجتماعياً من خلال الجهلاء والعوام ليستمروا في بث دونيتهم ويستطيعوا التأثير على مستقبلنا وحتى تقييد افكارنا او حتى سلب حياتنا ان لزم الامر.
ان الأحزاب الاسلامية قد مسكت بثلاثة سلطات، بالاضافة لسلطتها الدينية وهي سلطة المال وسلطة السلاح وسلطة الاعلام، وتلوي هذه الأحزاب عنق اي مخالف بالمال او بتشويه السمعة واللجوء للسلاح للفتك وفرض امر الواقع.
ان عمليات القتل التي تجري على قدم وساق في كل أنحاء العراق لكتم الصوت الاخر هو دليل على الافلاس الفكري لهؤلاء الدجالين، فلم يعد بيدهم إقناع الناس بأفكارهم التي خرجت من كهوف مظلمة ولذلك يحاولون بكل ما عندهم من سلطات لمحو الاخر باي وسيلة، واما ما يسمون أنفسهم مراجع دينية ليسم سوى اجسام متهالكة تحولت مع الزمن الى شماعات وملاذ للفاسدين، يلوذون بهم عندما يحاول الشعب الثورة ضدهم ، فتطلق هذه المرجعيات من خلال ابواقها بين حين وآخر دعوات تهدئة للناس ومطالبة الفاسدين التقليل من فسادهم ، وكأن هناك طريق او وسيلة لينهي الفاسدين فسادهم، وتنسى هذه المرجعيات ان بقائهم وديمومتهم مرتبطة بالنظام الفاسد هذا. فيدخلون الناس في متاهات وخرافات متى ما أرادوا ان يعيشوا كالآخرين في بقية البلدان ، فالبحث عن اساسيات الحياة مخالف لتعاليم الله ، فعليك ان تموت وباسوء الوسائل بالجوع او بالمرض او بالقتل فتلك الطرق مستحبة عند الله على زعم هؤلاء الدجالين، والذي يقتل بإحدى هذه الطرق او بكلها فسيدخل الجنة على طول ، وكذلك الله يغفر للصوص والقتلة من الأحزاب الاسلامية متى ما تابوا ، ولذلك نرى سدنة الدين يسرقون وينهبون ويقتلون ويكذبون ويرتشون ويقومون بكل موبقات الارض لأنهم يعرفون ان ربهم سيغفر لهم متى ما ذهبوا للحج او العمرة او زاروا الحسين في عاشورا ولطموا وجوههم او رؤوسهم.
فالعراق جنة للصوص وبياعي الكلام وجحيم لباقي العراقيين ، يختلف السياسيون في سرقة البلاد يقتل فيه الأبرياء يتصالحوا يطحن فيه الأبرياء ، والمواطن سيظل محروماً من ابسط الحقوق والخدمات والحال سيستمر ان لم يفق هذا الشعب من سباته الفكري ويثور على هذه الأصنام ويكسرها.

بهاء صبيح الفيلي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here