(ضعفنا) .. (رؤساء الكتل يرشحون .. شخصيات ضعيفة).. خوفا من.. (القوية تاخذ مواقعهم)

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما رشح (حيدر العبادي) الذي كان يوصف بانه اضعف شخصية بحزب الدعوة.. كما صرح بذلك عزة الشابندر.. كبديل عن المالكي.. (ليبرز العبادي) .. ويصبح ندا لزعيم حزبه نوري المالكي.. حتى وصل الامر بان هناك من يطالب بطرد العبادي من الحزب لانه اصبح شخصية منافسة لمن يحسبون انفسهم قادة تاريخيين للدعوة.. ونتذكر ايضا حاجم الحسني.. وكيف ايضا انشق عن الحزب الاسلامي بعد ان اصبح وزيرا.. (وننبه بان حيدر العبادي لم ينسحب من الدعوة بل بقى فيه، فازعج ذلك الكثيريين بالدعوة، ونتذكر بان ابراهيم الجعفري عندما اصبح رئيس وزراء ورشح بدله المالكي في حينها..، انسحب من الدعوة واسس له تنظيم خاص به)..

اي ما يخافه زعماء الكتل يحصل بضعفاء الشخصية وليس اقوياءها اصلا.. ولكن يستثنى من ذلك (بان هؤلاء ضعفاء الشخصية بمواقع المسؤولية حتى بعد بروزهم.. يتجنبون فتح ملفات الفساد ضد احزابهم وقادتها)..

وضمن نفس السياق تم انتخاب (عادل عبد المهدي) من قبل الكتل .. كونه شخصية معروفه (بعدم المجابهة).. لحبه لنعومة الحياة (السباحة والنوم والرياضة).. وسرعة استقالته من منصبه.. وحبه بالتمتع بمليون دولار كمخصصات اجتماعية كنائب رئيس جمهورية بحينها غير الرواتب الخرافية.. ومعيشته بباريس هو وعائلته بقصر فيه مسابح وحدائق.. وسوف نتاول عادل عبد المهدي باخر الموضوع.

فاحد اسباب الضعف بالنظام السياسي بالعراق.. ان رؤساء الكتل والاحزاب يرشحون شخصيات (ضعيفة) كوزراء ووكلاء ومدراء عامين ومستشارين.. اعتقادا منهم ان هؤلاء المرشحين سوف يكونون مطية بيدهم.. ويبقى زعيم الكتلة يظهر نفسه (بانه الشخصية القوية الوحيدة) .. مقارنة مع الوزراء والمسؤولين المرشحين من قبله.. ليفاجئ بان هؤلاء الشخصيات كثير منها تنقلب عليه، واخرى تنضم لجهة اخرى وتنشق عنه.. بعد ان يصبح وزيرا او اي صفة لمسؤولية اخرى..

فخوف زعماء الكتل بان ابراز شخصية قوية تصبح بعد ذلك شخصية كارزمية باستلامها المناصب العليا بالدولة.. يفقد هؤلاء الزعماء مكانتهم المعنوية.. انها حسابات (الانانية) والصنمية لهؤلاء .. القادة.. المفترضين.. الذين نتعجب كيف يوصفون بانهم (قادة) وهم لم ينجزون شيء بحياتهم سواء بزمن المعارضة او ما بعدها.. وحسابات هؤلاء القادة للكتل .. مغلوطة بالمحصلة.. فالشخصية الضعيفة اخطر من الشخصية القوية على الكتلة وحزبها.. فكل الصراع هو بين كتل واعضاءها على الكعكة العراقية وكيفية نهشها وقضم اكبر حصة منها للحزب وزعيمه واجنداته الخارجية الاقليمية..

اعطي مثال بسيط.. بعد عام 2003 كنت اعرف شخصا.. اصبح مدير عام.. ومحسوب على حزب الدعوة.. صدمت به انه رشح شخصية ضعيفة كمعاون مدير عام.. اي معاون له.. وبعد ان اصبح من اعرفه بمنصب اعلى.. رشح معاونه بديل عنه كمدير عام.. وبعد فترة تمرد هذا على من رشحه كمدير عام، واصبح ينفذ اوامر المسؤولين الجدد الاعلى منصب منه.. بدون الرجوع للشخصية التي اعرفها التي رشحته.. فعندها عرفت بان المدير العام لم يجلب شخصية كفوءة وقوية.. خوفا بان تاخذ مكانه مستقبلا في منصبه الاعلى.. انه اراد ان يكون له بمفاصل الدولة اتباع له شخصيين ليزيد نفوذه.. وليس لمصلحة العمل.. والدولة.. والمؤسسات.. ولكن انقلب السحر على الساحر..

ولا ننسى بان ايران عبر سليماني.. اصبحت تشرف مباشرة على المرشحين.. ليدارون من قبل طهران مباشرة.. لذلك يدرك كل مرشح بانه معرض للتصفية اذا ما حاد عن اوامر طهران.. ونتذكر كيف تم تصفية محمد باقر الحكيم .. لمجرد تصريح له عندما تم سؤاله عن ولاية الفقيه، فقال (شبيه اني).. (اليس مرجعا ومؤهل ان اصبح ولي فقيه للعراق).. اي طرح الولاية المتعددة وليس العامة.. وهذا يعني مزاحمة للخامنئي حاكم ايران الذي يعرض نفسه ولي امر البشرية اجمعين؟؟ وهذا ما عرضه لقرار الاعدام من قبل ايران ، ولا ننسى صرخته المدوية بالروضة الحيدرية بعد دخوله للعراق عام 2003 (لعن الله روسيا التي دعمت صدام حتى النفس الاخير).. ليتم تصفيته بتفجير لم يبقي له حتى جثه لدفنها..

فلا نتوقع من عادل عبد المهدي الذي هو اقرب لشخصية نقول عنها دارجا (ما ادوخ راسه).. فلا نتوقع ان يتجابه.. مع لوبيات الفساد ويفتح ملفاتهم.. ولا يتجرأ على نهوض اي قطاع صناعي وزراعي وخدمي وكهربائي بالعراق لانه لا يريد اغضاب ايران، لان نهوض هذه القطاعات تعني توفير منتجات زراعية وصناعية محلية وطاقة كهربائية وغازية.. تهيمن على تصدرها ايران اليه اليوم بمليارات الدولارات.. على حساب ملايين العراقيين العاطلين عن العمل وتوقف القطاعات الصناعية والزراعية والكهربائية والغازية بالعراق..

ولا نتوقع من عادل عبد المهدي ان يواجه المليشيات وقادتها الموالين لدولة اجنبية ويضعون صور زعماء جانب ويرفعون اعلام اجنبية. ونقصد المليشيات الموالية لايران..

فمن كلام عادل عبد المهدي بانه يحب السباحة والرياضة والنوم.. فبالله عليكم هل هكذا شخصية يمكن ان يفكر مجرد تفكير باصلاح اي وضع بالعراق.. ان ترشيح عادل عبد المهدي جائت اصلا للتسويف والمماطلة لاطول فترة ممكنة لبقاء النظام السياسي المتعفن بالعراق والمتحصن بالخضراء، بعد وصول الوضع للانفجار بمظاهرات وسط وجنوب، وانهيار كل القطاعات والبنى التحتية التي كان يعتمد عليها والمبنية قبل عام 2003.. ولم يبني من جاء بعد ذلك شيء..

………………………….

واخير يتأكد للشيعة العرب بمنطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here