المحقق الأستاذ … ابحثوا عن الطريق النقي الصحيح العلمي الشرعي الأخلاقي

لا تخلو الحياة من المتاعب التي لا يمكن حصرها في دائرة ضيقة، وفي مقدمتها الطائفية التي أقل ما نقول عنها بأنها كالجحيم المستعر، فالطائفية هي الوجه الثاني لعملة الفساد، و الحقيقة أن عظماء القوم قد حذروا منها كثيراً، ومن تأثيراتها السلبية، و انعكاساتها السيئة، فاليوم باتتْ تشكل بضاعة رخيصة تُتاجر بها الأيادي التي تلطخت بدماء الأبرياء، فترفعها كشعارات براقة من أجل حطام الدنيا، فقد وجدوا ضالتهم فيها ؛ لتفريق شمل الأمة، و للقضاء على قيمها المُثلى، و الإطاحة بكل ما تتمسك به من تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل، وهذا ما جعلهم يحملون الأفكار الطائفية البائسة، و نظرياتها العقيمة، و التي قدمت لهم الكثير من الفوائد منها سلب الحقوق، و التسلط على الرقاب، و نشر مظاهر الانحلال الأخلاقي، و زرع بذور الفُرقَة بين أبناء المجتمع الواحد، ولنا فيما يجري على المسلمين اليوم في العديد من بقاع الأرض خير شاهد على هيمنة الطائفية، و أدوات الطائفية الفاسدة، و بمختلف نواحي الحياة الإنسانية، لكن ومع كل ما يواجهونه من مآسي، و ويلات كثيرة فإن الأمل باقٍ، ولا يزال قائماً، و يدعوهم لإقامة دولة العدل، و الحياة الكريمة، و التعايش السلمي، و الوسطية، و الاعتدال خلف قيادة حكيمة ممثلةً بالإمام المهدي – عليه السلام – فلا ينبغي علينا أن ننخدع بالمسميات، و العناوين المنحرفة التي تسعى لتمزيق شملنا، و تفرق صفوفنا، و تدنس كرامتنا، و تسحق بفسادها، و إفسادها عزتنا، و تاريخنا المشرف، فاليوم و بعد أن أصبحت البشرية أكثر عرضة لجرائم، و فواحش تلك العناوين المفسدة، فإنه لا يمكن السكوت عليها، و الانبطاح لها بل لابد من كسر القيود التي وضعتها أمام كل الأحرار، و الثائرين ضدها، و الركون إلى لغة العقل، و العلم، و أحكام الشريعة الإسلامية المقدسة ؛ لان هذه المفاهيم الثلاثة فيها الخير، و الصلاح، فيها النجاة، و الخلاص من كل أشكال التبعية الطائفية المقيتة، و إنهاء للاقتتال الطائفي، ومن هذا المنبر الشريف فيكون لزاماً علينا أن ننصاع للغة العقل، و العلم الصحيح، و توجيهات ديننا الحنيف، و الأخلاق الحميدة، وكما دعا إليها المحقق الأستاذ في المحاضرة ( 8 ) من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ) بتاريخ 18/11/2016 فقال : (( ابحثوا عن الطريق، عن المنبع، عن العلم، عن الحقيقة، عن الطريق النقي الصافي الصحيح العلمي، الشرعي الأخلاقي، لا نسير خلف العاطفة، وخلف الشيطان، وخلف الطائفية، والمذهبية والقومية، والقبلية. نعم، إن كانت هذه العناوين تصب في خط الرسالة الإسلامية، وتكون مهذبة للأخلاق، وللدين، وللإيمان، وللتقوى، فنحن ندعو إلى هذا، ندعو إلى التمسك بالقومية، والقبلية والمذهبية، والطائفية إذا كانت مهذبة للإنسان، مكملة للإنسان مقومة للإنسان في طريق الإسلام، في طريق الرسالة، في طريق الأخلاق، في طريق الرحمة، في طريق الأخوة، في طريق الإنسانية، أما إذا كانت تؤدي إلى طريق الشيطان، والقبح، والفساد فلا خير فيها )) .

بقلم /// الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here