هل مستر بين ملحد؟

إيهاب المقبل
مستر بين كما نعرفه، أو روان أتكينسون كما في بطاقة هويته، وهو ممثل ومؤلف ومنتج وكاتب سيناريو إنجليزي من مواليد عام 1955، اشتهر بأعمال أهمها مستر بين، والذي يجسد شخصية رجل بالغ بعقلية طفل يبلغ من العمر نحو تسع سنوات. تلقى أتكينسون تعليمه في مدرسة شرويستر دورهام، وجامعة نيوكاسل، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية. ثم واصل سعيه للحصول على شهادة الماجستير في الهندسة الكهربائية في جامعة أكسفورد الملكية.

يُعرف عن أتكينسون معارضته لحزب العمال البريطاني من الجانب السياسي. ولكونه بريطانيًا، فهو مثل معظم البريطانيين من الجانب الديني، اما يكون مُلحدًا أو لاأدريًا (الشخص الذي لا يُؤمن ولا يكفر بالذات الإلهية) أو مسيحيًا، ولكنه فضل الخيار الأول وهو الإلحاد. وقد أنعكس ذلك بوضوح على أعماله في مستر بين، ولاسيما سخريته من طقوس الكنيسة، ووصفه لرجال الدين في كنيسة إنجلترا بانهم متعجرفون ومتغطرسون. يقول أتكينسون لصحيفة الديلي التلغراف في عددها الصادر يوم الخامس والعشرين من سبتمبر ايلول سنة 2011: (الكثير من رجال الدين الذين التقيت بهم، ولاسيما رجال الدين في كنائس إنجلترا، هم أناس يتمتعون بمثل هذا التكبر والاستثارة والغرور… ويبدون غرابة بالغة حول أهمية موقعهم في المجتمع).

وعلاوة على ذلك، لدى أتكينسون مجموعة من الأصدقاء الملحدين، من بينهم الممثل والمخرج والكاتب الإنجليزي ستيفن فراي، والذي كانَ افضل رجل في حفل زفافه. ولايحبذ أتكينسون اللقاءات التلفزيونية، ولكن تعليقاته تحمل في الغالب إنتقاد للمسيحية، ويعتبرها واحدة من الحريات الأساسية للمجتمع. ولذلك غالبًا ما يرد عليه المسيحيين بغضب، ويصفون تعليقاته بأنها نمطية وغير مبررة.

إما سبب الحاد أتكينسون فكما يبدو من تعليقاته رجال الدين المتغطرسين في الكنائس، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، التوبة: 34. ولكن لكونه من الطبقة الأكاديمية الجامعية، فحاله لا يختلف عن الكثير من الأكاديميين في اوروبا القائل: (كلا للمسيحية رجاءًا، نحن اكاديميون). فالمسيحية على عكس الإسلام أو حتى الإلحاد الذي يتخذ من السببية أساسًا للقياس، فلا يوجد فيها طهارة للأعضاء والملابس، ولا يوجد فيها آدابا واضحة للتبول والتغوط، ولا يوجد فيها اهتمامًا يذكر بنظافة الشعر والفم والأظافر، لا في البيت ولا في الطقوس الكنسية. ولذلك، النظافة الشخصية من الموضوعات المهمة في الإسلام، لأن طهارة الباطن لا تتحقق مع فساد الظاهر، بل إن الطهارة الظاهرة شرط لتحقق طهارة النفس، يقول تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)، المدثر: 4. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ، فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى)، فسكت ثم قال: (حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ)، رواه البخاري.

فيديو مستر بين في الكنيسة:

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here