الأستاذ الصرخي ..التأسي بواقعة الطفّ يصبّ في إعطاء الحياة لثورة الحسين ‎وأهدافها الرسالية ‎

فاضل الخليفاوي

التأسي مبدأ قرآني تربوي واضح وصريح في نصوص الذكر الحكيم ومعناه: الإقتداء والإتباع ، بل والإشراك بالأموال, والتضحيةفي النفس في الدفاع عن المُتَأسى به والأسوة : (كالقِدْوَةِ والقُدْوَةِ , وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره إن حسناً, وإن قبيحاً, وإن ساراً وإن ضاراً)
والتأسي في الإسلام: هو أتباع خطوات الكاملين من البشر, واتخاذهم إسوة وقدوة في صحة المنهج, وجدية الحركة, ودقة المسير, وسبيل ذلك هو تصور مواقفهم ومحاكاتها بوعي وإدراك, لصبها في قالب يناسب البيئة, والمجتمع المعاش, وجعل تلك المواقف مصابيح تنير الدرب ؛ لتجاوز العقبات المعترضة سبيل تحقيق الأهداف المرجوة ؛ ولأجل ذلك جاء النص القرآني صريحاً في التأكيد على أهمية التأسي بالرسل وخلفائهم واتباعهم كإبراهيم, وموسى, وعيسى _ عليهم السلام _والذين معهم يقول تعالى: ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَالْمَصِيرُ)) (الممتحنة:4)

أن ثورة الإمام الحسين بعظمة أهدافها، وما جرى فيها من أحداث مأساوية دامية على صعيد كربلاء، تعتبر من أعظم ثوراتالتاريخ تأثيراً وامتداداً، منذ حدوثها و إلى أن تقوم الساعة.

لقد أتصف الحسين _عليه السلام _ بكل صفات الكمال البشري مطلقا, ففي كل حركة من حركاته, وسكناته يجسد صفات الكمال ,ويعطيدروسا في الإيمان, والعلم, والعمل, وفي سيرته عِبر لا تحد بحدود الزمان والمكان ؛ لأن الله ادخره لإصلاحه دينه, فلا تجد أحدا بعد جده وأبيه وأمه وأخيه يبلغ شاؤ عظمته.
أذن الحسين _ عليه السلام _ أسوة وقدوة في كل منحى من مناحي حياته. أسوة في التحدي وأسوة في التضحية, وأسوة في الإباء, وأسوة في العلم, وإسوة في الزهد بالدنيا

ومن هذه النظرة العاشورائية وديمومة الحياة لثورة الحسين _ عليه السلام _ فقد اشار احد المحققيين الاسلاميين المعاصرينلمشروعية الحزن والبكاء ، وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :
((ذكر الإمام الحسين – عليه السلام – والتأسي بـه ومـذاكرة واقعة الطفّ وعقد المجالس والبكي والتباكي بها والحثّ علىذلك من قبل الأنبياء – عليهم السلام – وخاتم النبيين – صلوات الله عليه وعلى آله – وسيد الوصيين – عليه السلام – وأبنائـه المعصومين – عليهم السلام -، كلّ ذلك يـصبّ في إعطـاء الروح والحياة والاستمرارية والديمومة والثبوت لثورة الإمام الحسين – عليه السلام – ولكنمع هذا يبقى السؤال : إنّ ثورة الإمام الحسين – عليه السلام – والتأكيد عليها والحثّ علـى استمراريتها والحفاظ عليها عبر التاريخ الأرضي والسمائي ما هي غايتها وهدفها النهائي الأقصى؟، وكيف سـيتحقق الهدف المقدّس وعلى يد مَن؟!!))
مقتبس من بحث: ” الثورة الحسينية والدولة المهدوية ” للمحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني مستدلًا خلاله على ‎مشروعيةالحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر شيعية وسنّية

goo.gl/sJFh1E

ومن هنا ينبغي لمن أراد آن يتأسى بالحسين _عليه السلام _ أن يستحضر الحقيقة الحسينية وما أدراك ما الحقيقة الحسينية؟ هي الإسلام, والفداء لأجله, والتضحية بكل غال ونفيس في سبيله, فما ثأر الحسين (ع), وما أعطى ما أعطى, وضحى ما ضحى إلا من اجل الإسلام, وللإسلام فقط وفقط ؛ ليوَحَد الله في الأرض, ويُعَبِدَ الناس إليه تعالى دون سواه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here