ومضات خاطفة : تصريح وزير الداخلية يدعم صحة التكهنات بقتل النساء العراقيات

بقلم مهدي قاسم

1 ــ و أخيرا أيدي ” جهات متطرفة “هي الملطخة بدماء تارة فارس و غيرها

أزاح وزير الداخلية الستار و أظهر ر ما هو مكشوف كالجدار عندما أكد في تصريح له بأن” جهات متطرفة ” تقف خلف اغتيال تارة فارس ..

طبعاسعيا منه لكشف نصف الحقيقة ، و ربما بهدف الالتفاف على نصفها الآخر ..

ولكن في الحقيقة أن وزير الداخلية لم يكشف سرا لأنه ـــ باستثناء المتبغلين ــ من بغل ــ العقائديين ــ فأن غالبية الشارع العراقي عرفوا و تقيّنوا منذ البداية أن من يقف وراء اغتيال تارا فارس و غيرها ، هم منظمات متطرفة و بتعبير أوضح و أدق ميليشيات ولاية الفقيه الإيراني في العراق ..

إذن ففي نهاية المطاف أن وزير الداخلية لم كشف أمرا من هذه الناحية لكونه كان معروفا من قبل غالبية العراقيين، ففي غضون سنوات الإرهاب الطويلة والخانقة التي مرت على العراقيين جعلتهم يكتسبون خبرة على هذا الصعيد الأمر الذي مكّنهم من التمييز بين الإرهاب القاعدي أو الداعشي و بين الإرهاب الميليشاوي ، فالإرهاب القاعدي ــ الداعشي استهدف بتفجيراته الكثيرة أعدادا كبيرة من الناس و على أساس انتماء مذهبي ، بينما الإرهاب الميليشيلوي بقي محصورا على قتل و اغتيال” عددا محدودا ” من العراقيين بين وقت و آخر ، من باعة كحول و نساء متبرجات وسافرات و ناشطات اجتماعيات أو المهتمات بأمور الأناقة والجمال و صالونات الحلاقة و كذلك شبابا ذات ميول غربية في نمط العيش و الحياة ..

ربما كانت ستكون ذات أهمية و جدارة أكثر لو أفصح وزير الداخلية عن أسماء هذه ” الجهات المتطرفة ” لكي يكون الناس على بينة من ذلك ..

ولكنه ربما لا يفعل ذلك قطعا ، انطلاقا من كون ” الطيور على أشكالها تقع ” فيما يتعلق الأمر بحراس العقيدة و حماة قيم نظام ولاية الفقيه حتى في العراق .

ولكن إذا كانت من ثمة فائدة لهذا الكشف فهي قد تأتي كعملية دعم لصحة رؤيتنا ــ نحن وغيرنا ــ من أن من يقف خلف قتل النساء العراقيات هم بعض الميليشيات الموالية لإيران ..

2 ــ تفجيرات بغداد الأخيرة رسالة مطالبة بالمناصب و الحصص والمقاولات

مع أنه لا نستطيع أن نعفي داعش وماعش وناهش من سلسلة تفجيرات بغداد الأخيرة ــ كاحتمال قائم ــ فانه من المحتمل جدا أن تكون بعض الأحزاب و التنظيمات السياسية المتصارعة فيما بينها على المناصب و المغانم هي التي تقف خلف هذه التفجيرات ، لتبعث برسالة واضحة و مفهومة لمن يعنيه الأمر بأنها لا زالت موجودة في الملعب و بإمكانها أن تخرّب الملعب إذا تم تجاهلها في اللعب في الملعب !! أثناء تقسيم الكعكة مع الاحتفاظ بالمواقع و النفوذ ..

و خاصة إن نفوذ أو مخالب قسم من هذه الأحزاب و التنظيمات التي لا زالت موجودة في الأجهزة الأمنية تسيطع من خلال ذلك نقل أو بالأحرى زرع عبوات و قنابل ناسفة في أي بقعة من العاصمة و غيرها ، لتثبت وجودها حتى ولو بقوة التفجيرات !!..

و طالما أن مشاورات ومباحثات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة جارية ومتواصلة فمن المحتمل جدا أن تتواصل سلسلة هذه التفجيرات بهدف الضغط و الابتزاز ، حتى انتهاء عملية تشكيل الحكومة بشكل نهائي و حاسم .

فكثير من ساسة وأحزاب قد تعودوا على تحقيق مطالبهم و امتيازاتهم الملكية عبر تفجيرات وقتل و خطف و اغتيالات و استباحة الدم العراقي كأرخص ما يكون صالحا للتضحية به في محراب المناصب و الامتيازات .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here