شناشيل: حتى لا ينسى رئيس الحكومة المكلّف النساء..

[email protected]

 عدنان حسين

النساء ناقصات عقل.. !
هذا بالنسبة للكثيرين منّا.. أقصد نحن سكان البلدان المتخلّفة، لكنَّ نساءً كثيرات جداً يثبتن يومياً أنهنّ في غاية الكمال واللياقة والتوازن عقلياً ونفسياً وخُلُقياً .. خذوا أمثلة ونماذج، العالمات والأديبات والأكاديميات والطبيبات والمهندسات والسياسيات والناشطات المدنيات، وسواهنّ، لتتأكدوا وتتثبّتوا … وتقتنعوا.
أحدث مثال على امرأة من هذا النوع، تستحق أن يرفع لها الرجال، حتى من ذوي المقامات العليا، القبّعات تقديراً واحتراماً، السيدة نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة نختلف معها ونتقاطع سياسياً وفكرياً، لكنّها بخطوتها الأخيرة تفرض حتى على المختلف معها الإعجاب بها. ليست الخطوة هي استقالتها، في نهاية العام الحالي، من المنصب الرفيع الذي لم تمضِ فيه غير أقل من سنتين، إنّما ما أعلنته سبباً للاستقالة. هي قالت في مؤتمر صحفي مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب: ” من المهم للغاية أن يعرف المسؤولون الحكوميون متى يحين الوقت للتنحّي، والسماح لشخص آخر بتسلّم المنصب”.
بهذا تكون السيدة هيلي امرأة بعقل يعادل مئة عقل وأكثر ممّا في رؤوس “رجالنا” الذين في السلطة، المتقاتلين من أجل السلطة والمتشبّثين بها مثلما تتشبّث الضواري بفرائسها، فالسلطة بالنسبة لهم فريسة وغنيمة.
وبالمناسبة فإن هذه السيدة المتحدّرة من أسرة هندية – بنجابية، لا تشبه “رجالنا” في أشياء كثيرة أخرى، منها أنها لم تسعَ إلى المنصب، إنما هو الذي سعى إليها ورغب فيها هي بالذات لتتولّاه. قبل تسنّمها منصبها هذا كانت حاكمة لولاية كارولاينا الجنوبية منذ 2011، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في هذه الولاية، وكانت يومها أصغر حكّام الولايات الأميركية سنّاً والحاكم الثاني في الولايات المتحدة من أصل هندي. وهي شغلت أيضاً منصب رئيس مجلس الأمناء لجامعة كارولاينا الجنوبية. في العام 2016 اختارتها مجلة “تايم” واحدة من أكثر الشخصيات المؤثّرة في ذلك العام.
امرأة بهذه المواصفات وبهذا الموقف ، حيث يعرف المسؤول الحكومي متى يتعيّن عليه أن يتنحّى ليسمح لغيره بتولّي المنصب، لا يمكن أن تكون ناقصة عقل، فلابدّ أن يكون لها عقل يوزن بالذهب، بل إنّ عقلها يعادل في زنته وزن مئة وأكثر من “رجالنا” ذهباً وسائر أصناف المعادن والأحجار الثمينة.
نحن الآن على أعتاب تشكيل حكومة جديدة .. نأمل أن تصل هذه الرسالة إلى رئيس الحكومة المكلّف ليلتفت الى التمثيل النسوي في حكومته.. بين العراقيات المئات ممّن يمكنهنَّ أن يكونّنَّ وزيرات ورئيسات لهيئات ومؤسسات ممن يتولاها رجال بدرجة وزير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here