صلاة منزوعة الدسم

أبانا الذي في السموات
كفاك صمتًا،
في البدء كانت الحياة
فأين الحياة في بلدي اليوم؟!.
شعبنا العراقي بات كقصبةٍ في مهب الريح
والريح أطفأت السراج،
أيامنا ليس فيها أيام،
وإن وجدت فهي تخلو من الحياة!
فكيف لك أن ترى
إستباحة حياة شعب، وأرض ووطن؟
وكيف تغضُّ النظر عن أطفالٍ
يملأون مسدساتهم المائيّة
من عيون أمّهاتهم الأرامل؟!
منذُ أمدٍّ بعيد
والعراقي معلقٌ على الصليب
ولا من طريق مؤديّة إلى القيامة.
هل نحن شعب زائد في هذا الوجود
هل سَأمت مِن وجودنا؟
لقد أكلت جميع الأوطان من مائدة وطننا،
وعبثًا أجدُّ من كان فيهم صحن حساء لنا!
أبتاه،
أريدُ فقط أن أعرف،
فأسأل وأتساءل؛
إذ ثمَّة سؤال أودُّ أن أُبديه لك،
إستقرَّ في فكري وقلبي،
ولن يبرحهما ما دامت عيني تبصر
تلك الفواجع التي ثقبت قلب العراقي:
ما الذي أعمى عيون ساستنا؟
وما الذي صمّ آذانهم وأبقاهم بِلا قلوب؟
وما الذي يجعلك صامتًا طوال هذا الزمن؟
فحتّى متى ستصبر على عبثهم؟
لا خلاص لشعبنا ووطننا إلّا بك،
قُل كلمتك،
فقد تعب الموت منّا؟.

يا رب
إن نسيناك، أملي ألا تنسى
أنَّ العراقيين أبناؤك وجبلة يديك.

آمين.

الأب يوسف جزراوي، شاعر و كاتب ( العراق/أستراليا)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here