متى يأتي الربيع يا بلدي

لا ادري ماذا اكتب و عن ماذا أقول ، ومن أين أبدء وعن إي شي أتحدث عنه ويدي ترتجف وانأ امسك القلم وقلبي يرتعش و عيناني ملئت بالدموع خزنا عن حال بلدي اليوم .
إذا ذكر اسم العراق في مجلس أو محفل يصرخ الكل انه بلد الحضارات والثقافات والأديان وأرضا عاش به الأنبياء والأوصياء والأئمة الأطهار ، وبلد العظماء والمفكرين والفلاسفة والحكماء والبلغاء والشعراء .
لماذا وصلنا إلى هذا الحال أو ما هي الأسباب التي جعلتنا نعيش في واقع غريب وعجيب لا ينسجم مع عاداتنا وثقافتنا وحضارتنا وماضينا ،ونحن نعاني الآمرين في وقتنا الحاضر ، ومشاكلنا تتفاقم يوم بعد يوم في كافة الجوانب والنواحي ، والمسالة لا تقتصر عن نقص في الخدمات أو العيش في وضع يرثى ، ونحن بلد الثروات والخيرات ، بل القضية اكبر واخطر تهدد ثوابت الدينية والعقائدية والفكرية .
ما نشاهده اليوم من انتشار بعض التصرفات أو العادات السيئة لدى البعض سببها مخططات شيطانية دمرت عقول شبابنا ، وغرست في مجتمعنا ثقافة التطرف والانحراف والانحلال ولغة القتل ، وكلها تبرر بحجة نعيش في ظل نظام ديمقراطي .
متى يأتي ربيعك يا بلدي لقد طال شتائك علينا ، وخريفك جفف نهريك ، والدين يباع ويشترى من البعض ، وأصبح قانونك وسيلة لا غاية ، وشبابك تتزين وتلبس كنساء ، ونسائك يتبرجن ترج الجاهلية الأولى .
نلبس السواد ونلطم على الصدور أما نحمل الأقلام والبنادق لنكسر القيود لياتي ربيعك يا بلدي كما ابو القاسم الشابي
إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ       فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر
 
 
وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي          وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر
 
 

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here