“الاقليات” في الاعلام العراقي.. تغطية سطحية تركز على المصائب

رصد “بيت الاعلام العراقي” في تقرير له التغطية الاعلامية لقضايا التنوع الاجتماعي والاقليات الدينية والقومية والعرقية في العراق على مدى 12 شهرا، في رصد هو الثاني الذي يقوم به “بيت الاعلام العراقي” حول الموضوع لاهميته البالغة في الوضع الراهن في البلاد.
ويتناول التقرير رصدا لعدد ونوعية التغطية الاخبارية للاقليات في البلاد تشمل على اكثر من 40 وسيلة اعلامية تنوعت بين قنوات تلفزيونية وصحف ووكالات ومواقع اخبارية ويركز على احصاء المحتوى الخبري وانواعه وطريقة تناوله ومن ثم تحليله ومقارنته قياسا مع المحتوى الخبري الشامل لوسائل الاعلام.
ويعتبر التقرير ان قضية التنوع الاجتماعي من المواضيع الملحة في البلاد خصوصا بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم “داعش” وتداعيات المعارك على اوضاع الاقليات وتشمل المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان والشبك والكورد الفيليين والكاكائية وغيرها، وسط تقارير متضاربة حول تفاصيل احوالهم في الاعلام المحلي.
ويلفت “بيت الاعلام العراقي” الى ان قضايا تهجير المسيحيين من مدينة الموصل صيف العام 2014 وسبي الايزيديين وهجرة الشبك في نفس الفترة وماتلتها من موجات هجرة واسعة للاقليات الى الخارج حدثا لم يقتصر على كونه محليا بل لاقى اهتماما دوليا على نطاق واسع، فيما تفتقر وسائل الاعلام المحلية العراقية الى تغطيات اخبارية بمستوى الازمة.
ويشير تقرير الرصد الى ان تحديات سياسية واجتماعية اكبر ما زالت تواجه الاقليات بعد انتهاء المعارك العسكرية تتعلق بتغييرات ديموغرافية تحول دون عودتهم الى بلداتهم الاصلية، وزجهم في الصراع السياسي القائم بين الاحزاب الحاكمة في البلاد، فيما تغيب هذه التحديات على وسائل الاعلام وتقتصر تغطياتها على البيانات الرسمية اوقات الازمات.
ويسجل التقرير ايضا تراجع الاعلام الخاص بالاقليات اذ انه لا يستطيع مجاراة وسائل الاعلام الفاعلة في البلاد التي تسيطر على المحتوى الخبرة وانتشاره، ويقتصر اعلام الاقليات على منابر اعلامية محدودة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في ضل غياب برامج محلية ودولية تعنى بتنمية خبرات صحفيين في هذا الخصوص.
وتوصل تقرير الرصد الى ان سطحية التغطية الاعلامية لقضايا الاقليات في البلاد والارتكاز على البيانات والتصريحات المتعلقة بقضايا سياسية دون الالتفات الى القضايا الاجتماعية ما زالت هي الطاغية في التغطيات الخبرية، وتحوي نحو 90% من المحتوى الخبري لوسائل الاعلام المتعلقة بالاقليات على نسخ بيانات وتصريحات متداولة، فيما تشكل نسبة المحتوى الخبري المتعلق بالاقليات قياسا مع باقي التغطيات نحو 1% من عينة الرصد.
ويلفت ايضا الى غياب التغطيات الاعلامية الميدانية والتحقيقات الاستقصائية، اذ يتم تداول مشاكل هجرة المسيحيين واعداد الايزيديين الذين اختطفهم تنظيم “داعش” واوضاع التركمان المنقسمين بين السنة والشيعة واقلية الشبك عبر ارقام صادرة من المنظمات الدولية ووسائل اعلام اجنبية دون وجود جهد اعلامي محلي في هذا الخصوص.
ويضيف ان وسائل اعلام حاولت زج قضايا الاقليات في التنافس السياسي القائم في البلاد عبر تصنيف الاقليات وفق انتماءات سياسية معينة في انعكاس لمواقف احزاب سياسية كبيرة، فيما تناولت وسائل اعلام اوضاع الاقليات في سياق مكاسب تعود الى مموليها، فيما ركزت التغطية الاعلامية لقضايا الاقليات على اوقات المصائب والكوارث التي يتعرضون لها اوقات العنف كاخبار التفجيرات والتهجير والاستهداف وحوادث اعتداء، في مقابل غياب شبه كامل لقضاياهم اوقات السلم تتنول اوضاعهم الاجتماعية واحوالهم الاقتصادية وتحديات العيش في البلاد.
ويوصي “بيت الاعلام العراقي” الى ان على وسائل الاعلام ايلاء قضايا الاقليات حيزا مناسبا يتماشى والتحديات التي تواجههم عبر تغطيات ميدانية وتحقيقات استقصائية وتقارير تلفزيونية تتناول اوضاعهم المعيشية المشاكل التي تواجههم اضافة الى مواضيع العادات والتقاليد المتعلقة بالمكونات وهو ما من شانه تعريف الغالبية العظمى من سكان البلاد بهذه المكونات ما من شانه التقريب بين افراد المجتمع المتنوع.
ويدعو التقرير الصحافيين والاعلاميين على تنوع اختصاصاتهم كمحررين ومراسلين ومقدمي اخبار ومحاورين العاكفين على تغطية قضية متعلقة بالاقليات سواء بضرورة الالمام بخلفيات مهمة تساهم في اثراء المحتوى الخبري المنتج باكبر قدر من المعلومات والخلفيات، وكذلك الانتباه الى عدم الوقوف في تغطيات جهوية تاول تطويع هذه القضايا لاغراض ثانوية.
كما يدعو “بيت الاعلام” المنظمات الدولية والمحلية وخصوصا المهتمة بقضايا الصحافة والاعلام بناء برامج تساعد على دعم اعلام الاقليات وكذلك العمل على تنمية الراغبين في العمل في مجال الصحافة من الاقليات وكذلك تخصيص جوائز دورية حول التقارير الاعلامية المتعلقة بالاقليات ما سينعكس على انتاج محتوى خبري اكثر دقة لمشاكل الاقليات في البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here